عاد تعقّب المهاجم الثّالث في مطار بروكسل الاثنين إلى نقطة الصّفر، إثر الإفراج عن المشتبه به الرّئيس، وذلك بعد نحو أسبوع من الاعتداءات في العاصمة البلجيكيّة والّتي خلّفت 35 قتيلاً.

بروكسل: تتشعّب التحقيقات في أوروبا حول الشّبكات المتطرّفة، بعد أسبوع على هجمات بروكسل الّتي ارتفع عدد ضحاياها إلى 35 قتيلاً و340 جريحًا.

معتمر القبّعة

وتركّز التحقيقات في العاصمة البلجيكيّة، مسرح العمليّات الانتحاريّة في 22 آذار (مارس)، على "الرجل معتمر القبّعة" الّذي يجري البحث عنه منذ أن وضع قنبلة في مطار بروكسل - زافنتم، وقد لاذ بالفرار قبل أن يفجّر رجلان متواطئان معه نفسَيهما. &

وبعدما اصدرت أمر بحث مرفقًا بصورة، نشرت الشرطة الاثنين شريط فيديو جديدًا لهذا الرّجل، إلتقطتها كاميرات المراقبة في المطار، في محاولة للتعرف إليه.&

الافراج عن فيصل شفو

وأعلنت النيابة الفدرالية البلجيكية الاثنين، أنّه تمّ الافراج عن فيصل شفو، المتّهم الوحيد حتّى الآن في التحقيق باعتداءات بروكسل، والذي كان يشتبه في أنّه الشّخص الثّالث الّذي نفّذ الهجمات في مطار العاصمة البلجيكيّة.

وقالت النيابة في بيان أنّ "المؤشّرات التي أدّت الى اعتقال المدعو فيصل ش. لم يعززها تطور التحقيق الجاري. وبناء عليه، افرج قاضي التحقيق عن الشخص المذكور"، من دون تفاصيل اضافية.

فرضيات المؤامرة

وفي حديث لاذاعة "ار تي ال"، وصفه الاذاعي فينس كانتي الذي عمل معه في العام 2008، بأنّه رجل "عاطفيّ" و"ذكيّ"، لكنّه كان قد بدأ تدريجيًّا برؤية "الشرّ في كل مكان"، داعمًا فرضيّات المؤامرة.

التأكيد الوحيد حتى الآن، هو أنّ الانتحاريّين الثلاثة ابراهيم البكراوي ونجيم العشراوي في المطار وخالد البكراوي في مترو بروكسل، مرتبطون مباشرة بالمجموعة التي قتلت 130 شخصًا في&باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر). كما يرتبطون خصوصًا بالمشتبه به الرئيس صلاح عبد السلام، الذي اوقف في 18 آذار (مارس) في بروكسل بعد اربعة اشهر من هروبه من السلطات البلجيكية.&

وتبنّى تنظيم داعش هجمات باريس وبروكسل، فيما الشبكات التي نفذتها تبدو متداخلة.

ثلاثة متهمين في ملف إرهابيّ

وتطالب بلجيكا بتسليمها جمال الدين عوالي، وهو جزائري اعتقل السبت بناء على طلبها في ايطاليا، ويشتبه بأنّه زوّر بطاقات هوية استخدمها عدد من المنفذين المحتملين لهجمات باريس وعلى الارجح صلاح عبد السلام أيضًا. &

وفي مؤشر إلى خطر مرتفع محدق بأوروبا، تتزايد الملفات الارهابية وتتشعب. واعلن القضاء البلجيكيّ الاثنين، توجيه تهمة "المشاركة في انشطة مجموعة ارهابية" إلى ثلاثة مشتبه بهم اوقفوا في اطار عملية لمكافحة الارهاب قامت بها السلطات في عدة مدن بلجيكيّة الأحد.

وقالت النيابة العامة الفدرالية لوكالة فرانس برس أنّ "لا رابط" بين هذه الاعتقالات والاعتداءات الدامية التي هزت بروكسل في 22 آذار (مارس)، من دون ان تتوفر عناصر اضافية حول هذه الاعتقالات.&

تشعبات أوروبيّة

على خط موازٍ، اظهر تحقيق حول هجوم قالت فرنسا انها احبطته بعد القبض على الفرنسي رضا كريكيت الخميس قرب باريس، وجود تشعبات أوروبية جديدة. واعتقلت هولندا الاحد فرنسيًّا سافر إلى سوريا ويشتبه بأنّ تنظيم داعش كلّفه مع كريكيت بشنّ هجوم ضد فرنسا.

وقد اتهم رجلان في بلجيكا في هذا الملف، احدهما عبد الرحمن أ. المولود في الجزائرفي العام 1977، والذي أدين في فرنسا في العام 2005 بالسجن سبع سنوات. كذلك حظر دخوله نهائيًّا إلى الاراضي الفرنسية بسبب تقديمه دعمًا لوجستيًّا لقتلة القائد مسعود في أفغانستان في العام 2001.

وفي بروكسل، توقّفت مسيرات احياء ذكرى الضحايا بسبب تظاهرة لنحو 300 من مثيري الشغب القوميّين جرت الاحد في ساحة البورصة التي تحولت إلى نصب تذكاري لضحايا 22 آذار (مارس) قبل ان تفرّقهم الشرطة بخراطيم المياه. وستقام صلاة الاثنين في احدى الكاتدرائيات.&

لقد شارفت عملية التعرف إلى الضحايا على الانتهاء. إذ عُثر على 31 قتيلاً في المطار وفي محطة مترو مالبيك، وتمّ تحديد هويّة 28 منهم، فيما توفّي اربعة اخرون متأثرين بجروحهم في المستشفى. ومن بين القتلى الذين تم التعرف إليهم، قالت السلطات إنّ هناك 12 أجنبيًّا من 8 جنسيات مختلفة.