اهتزت أوروبا بالتفجيرات الأخيرة التي استهدفت هذه المرة مدينة بروكسل حيث وقع انفجاران في القاعة الرئيسية لمطار العاصمة البلجيكية فيما وقع الانفجار الثالث في محطة مالبيك لقطارات الانفاق التي تبعد نحو 500 متر عن مبنى البرلمان الأوروبي، رمز وحدة القارة. وأسفرت التفجيرات عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.&
لندن:&تأتي هجمات بروكسل بعد عملية التفجير في اسطنبول يوم السبت التي قُتل فيها اربعة اشخاص وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عنها. وبذلك يكون 26 بلدا في أربع قارات تعرضت إلى هجمات ارهابية منذ بداية 2016، من افريقيا والشرق الأوسط مرورا بأوروبا إلى الاميركتين. ويرى مراقبون ان هذا دليل آخر على أنّ الارهاب مشكلة دولية تتطلب حلا متعدد الأطراف.&
الدرس الآخر من تفجيرات بروكسل ان الارهاب يعمل باستثارة رد فعل متضخم على حدث من النوع الذي يستدرج وسائل الاعلام إلى تغطيته بطريقة مثيرة. وبذلك تتاح للارهاب اجواء مناسبة حين يُجرَّد السكان من احساسهم بالأمن في مدنهم، ويشعرون بأنهم مكشوفون للهجوم أينما يكونون وفي أي وقت.&
هلع في بروكسل بعد الاعتداء |
&وترد الحكومات باجراءات أمنية هدفها حماية المواطنين ويمكن أن تتضمن استخدام أساليب قاسية في المناطق المأهولة بنسبة كبيرة من المهاجرين متسببة في تسميم العلاقة مع الدولة وبذلك زيادة الاغتراب ودفع مزيد من الأشخاص إلى احضان الجماعات الارهابية. وتعمل البلبلة والذعر على زيادة المشكلة تفاقما.
ويحذر خبراء من أن من اهداف جماعات ارهابية مثل "داعش" هو اثارة رد فعل من العداء للمسلمين وبذلك اشعال حرب بين المسلمين وجميع الآخرين. فأجواء الفوضى والكراهية والخوف من الآخر هي البيئة المفضلة لدى الارهابيين لأنها تمكنهم من تحقيق اهدافهم تحت ستار دخان الحرب.&
مساعدة الجرحى في الاعتداءات التي هزت بروكسل |
&لذا يجرى التشديد على أهمية العمل المشترك بين المسلمين وغير المسلمين ضد الارهاب والايديولوجيا التي تولده وأهمية ان يكون هذا العمل المشترك حازما هادئا وموحدا لمكافحة استراتيجية التطرف في المجتمع المدني.&
القضية الأخرى التي يشير اليها المحللون ان البلدان التي تعرضت إلى الهجوم لا تشترك ببرنامج واحد أو قضية واحدة سوى محاربة ايديولوجيا التطرف الاسلامي.&
وايديولوجا داعش التي تريد قهر العالم وإقامة حكم الخلافة تعطي الأشخاص الذين تجندهم لتحقيق هذا الهدف بالعنف، متنفسا لشعورهم بالاحباط والتهميش والظلم وفرصة لتبرير ارتكاب جرائم على صعيد عالمي.&
عناصر من الشرطة في شوارع بروكسل |
المطلوب بالاضافة إلى الخطوات العسكرية والأمنية في مواجهة الجماعات الجهادية، مجهود يقوم به المجتمع المدني الدولي لفضح الايديولوجيا التي تبرر الارهاب وتفكيكها وتفنيدها على أنّ تحدد بدقة كي لا يُخلط بينها وبين الاسلام الذي يعتنقه أكثر من مليار شخص في انحاء العالم، ولا تُلصق بهم جميعا يافطة العنف الذي هم أول ضحاياه.&
&
التعليقات