تأتي تفجيرات بروكسل الدامية في المطار ومحطات قطارات الأنفاق في الوقت الذي تحاول فيه أجهزة الاستخبارات والتحقيق حلّ لغز العقل المدبر لتفجيرات باريس صلاح عبد السلام، الذي اعتقلته الشرطة البلجيكية يوم الجمعة الماضي.
نصر المجالي: تشير تفجيرات الثلاثاء الدامية التي هزت بلجيكا إلى أنّ (الخلايا النائمة) تعشعش وبعمق في شوارع عاصمتها والأحياء الفقيرة في مدنها الأخرى، حيث جاء الرد سريعاً على اعتقال عبدالسلام ومجموعة أخرى معه، وهذا يطرح سؤالاً كبيرًا عن اجراءات الأمن البلجيكية.
ويعتبر صلاح عبدالسلام الذي يعمل فني قطارات ترام، والبالغ من العمر 28 عامًا، المطلوب الرقم واحد لكل أجهزة الأمن الأوروبية، حيث تم اعتقاله يوم الجمعة الماضي خلال عملية دهم لإحدى شقق حي "مولنبيك" قرب العاصمة البلجيكية. ويعد عبد السلام الناجي الوحيد من المجموعة المسلحة التي خططت ونفذت اعتداءات باريس وسان دوني.
باريس تطلب تسليمه
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سارع إلى المطالبة بصلاح عبد السلام، وهو شقيق إبراهيم عبد السلام، الانتحاري الذي فجر نفسه في هجمات باريس الإرهابية في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي التي أسفرت عن مقتل 130 شخصاً.
كما أعلن الادعاء العام البلجيكي اعتقال ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة الجمعة كانوا يقومون بإيواء صلاح عبد السلام بالإضافة إلى اعتقال شريك له، حسب ما ذكرت قناة (يورو نيوز) الإخبارية عبر حسابها على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعي.
وكانت العديد من المصادر الأمنية البلجيكية والفرنسية تحدثت عن احتمال هروب عبد السلام، الفرنسي والبلجيكي من أصول مغربية، إلى سوريا وإفلاته من المطاردة الأمنية، غير أن عملية الدهم الأخيرة أثبتت أن الرجل استطاع بفضل مساندة قوية وفعالة من معارفه، أن يبقى متخفيًا حوالى 4 أشهر في الحي نفسه الذي وُلد فيه، رغم أن الأجهزة الأمنية وضعت الحي تحت المراقبة.
وكان المحققون فقدوا أثر عبد السلام في 14 نوفمبر في حي "شاربيك"، حيث أوصله صديقان بلجيكيان بالسيارة من باريس غداة الاعتداءات. وحسب أجهزة الأمن البلجيكية، فإنه بقي متخفيًا في الحي نفسه لمدة 14 يومًا على الأقل قبل أن يختفي مجددًا.
وتأكد المحققون من أنه قدم على الأقل خدمات لوجيستية ثمينة للمجموعة المسلحة، حيث ثبت أنه هو من اشترى سيارة استخدمت في هجمات باريس، وهو من دفع ثمن غرفتين في فندق بضاحية "ألفورفيل" نام فيها بعض عناصر المجموعة عشية الاعتداءات.
وقالت تقارير إنه ثبت للمحققين أن عبدالسلام كان كثير التنقل قبل الاعتداءات، إذ عثروا على آثاره في هولندا والنمسا وهنغاريا واليونان.
وأضافت أنه بعد القبض على عبد السلام، قد يتمكن المحققون أخيرًا من حل الكثير من الألغاز التي لا تزال تحوم حوله، فحتى الآن لا أحد يعلم الدور الحقيقي الذي لعبه ضمن المجموعة التي نفذت اعتداءات باريس.
التعليقات