يقول دبلوماسيون غربيون إن اخفاق إدارة الرئيس باراك أوباما في إقناع روسيا بأن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يرحل عن الحكم، بات يصيب الأوروبيين بخيبة الأمل بسبب شعورهم بالتهميش في الجهود الرامية لإيجاد حل للحرب التي لأكثر من خمس سنوات في سوريا.

ويتساءل عدد من المحللين والدبلوماسيين حول ما إذا كانت الولايات المتحدة أساءت التقدير بخصوص رغبة روسيا في بقاء الأسد في الحكم.

وقال فيليب غوردن وهو مساعد سابق للرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي: "إن الكثير لم يوفقوا في تقديراتهم لتصميم روسيا على تجنب سقوط نظام بشار الأسد، فقد كان الروس واضحين جدا بأنهم ليسوا في وضع يمكنهم قبول أن يحدث ذلك".

وقبيل اجتماع مقرر للمجموعة الدولية المكون من سبعة عشر دولة، والمقرر عقده في فيينا لبحث السلام في سوريا، قال دبلوماسي بارز من الأمم المتحدة فضل عدم ذكر اسمه: "إن الأوروبيين يميلون للشك في ثنائية "روسيا- الولايات المتحدة في ما يخص إنهاء الحرب في سوريا."

وأضاف الدبلوماسي بأنه كانت هناك حلول مبتكرة للدخول في مرحلة انتقالية من دون الأسد، ومنح الجماعات المعارضة للنظام سببا لوقف القتال والدخول في المفاوضات، لكننا – يقول المصدر- لم نقترب حتى من مناقشة تلك المسائل مع السوريين لأن الولايات المتحدة وروسيا كانتا تحاولان مد الجسور بينهما وسد الثغرات المتعلقة بخلافاتهما حول سوريا، ولكنهما لم يتمكنا من ذلك." يخلص الدبلوماسي الأممي بالقول أنه لهذا السبب بات من الضروري العودة إلى فتح المجال أمام المفاوضات برعاية متعددة الأطراف.

وفي الوقت الذي يقر فيه البعض بأن التعاون الأمريكي - الروسي أسفر في نهاية المطاف على وقف لإطلاق النار ولو جزئيا، وأفرز قرارات من مجلس الأمن، إلا أن الانقسام حول مصير الأسد أكبر من امكانيات انهائه بين الطرفين، وكانت هذه المسألة من أهم ما عرقل جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام.

وقال دبلوماسي آخر من الأمم المتحدة فضل عدم الكشف عن هويته: "إنه إذا تذكرنا التزام وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول هذه المسألة، فإن ذلك كان على أمل أن يحصل الروس على تعهدات من نظام بشار الأسد بالانخراط في محادثات سياسية، لكن ذلك لم يحدث ابدا."

والنتيجة، ستبقى الآفاق غير واضحة لوضع حد لهذا الصراع الذي بدء منذ 2011 وخلف حتى الآن أزيد من 250 ألف قتيل على الاقل.

واحدة من أكبر المشكلات المطروحة حول الأزمة السورية، حسب دبلوماسيين، هي عدم رغبة الإدارة الأمريكية أو عدم قدرتها لمواجهة سياسة عدائية تنتهجها روسيا.

وأشار البعض إلى أن واشنطن فقدت أي قدرة ربما كانت لديها للتأثير على موسكو بعدما أحجمت عن تنفيذ تهديد أوباما في 2013 بمعاقبة سوريا بسبب استخدامها المزعوم لأسلحة كيمياوية.

"أنا واقعي وارى الأمريكيين الذين هم غير مستعدين لخوض المعركة أو على استعداد لتقديم تنازلات يمكنها أن تقنع المعارضة السورية بالعودة إلى طاولة المفاوضات." يقول أحد الدبلوماسيين التابعين للأمم المتحدة في فيينا.

وكان بعض ممثلي المعارضة السورية ومسؤولون عرب وآخرون اشتكوا بأن الولايات المتحدة مارست ضغوطا كبيرة على المعارضة السورية لتقديم تنازلات، بدلا من أن تضغط على روسيا للضغط على الحكومة السورية.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن المملكة السعودية لا تبني آمالها على دور الولايات المتحدة في اقناع الطرف الروسي في ازاحة بشار الأسد، واقترح العمل على أن تحصل المعارضة على تسليح افضل.

وقال الجبير للصحفيين في باريس الأسبوع الماضي: "إن الخيار الأخير هو للأسد ذاته، ستتم إطاحته عن الحكم إما من خلال مسار سياسي تفاوضي أو بالقوة العسكرية".