أعلن الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع محطة التلفزيون الإيطالية الرسمية "راي" الأربعاء أن تنظيم الدولة الإسلامية "ليست له حاضنة في سوريا"، محمّلًا الغرب المسؤولية وراء نشوء هذا التنظيم "الجهادي".


إيلاف - متابعة: شدد الأسد من جانب آخر على انه لا يمكن تحديد جدول زمني للمرحلة الانتقالية في سوريا قبل "إلحاق الهزيمة بالارهاب". وصرح الاسد في المقابلة "يمكنني ان اقول لكم ان داعش (تنظيم الدولة الاسلامية) ليست له حاضنة طبيعية او اجتماعية داخل سوريا".

أوكسجين الدعم
وشدد على ان الجهاديين، الذين تدربوا في سوريا لشن اعتداءات في باريس وغيرها، قادرون على ذلك بـ"دعم من الأتراك والقطريين.. وبالطبع من السياسات الغربية التي دعمت الإرهابيين بمختلف الطرق منذ بداية الازمة" قبل اكثر من اربع سنوات.

تابع الاسد ان تنظيم الدولة الاسلامية "لم يتأسس في سوريا، بل في العراق، وبدأ العمل قبل ذلك في أفغانستان"، مشيرًا الى تصريح لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، قال فيه ان "الحرب في العراق ساهمت في تأسيس تنظيم الدولة الاسلامية". واضاف الاسد ان هذا "الاعتراف هو اهم دليل".

واوقعت اعتداءات دامية تبناها تنظيم الدولة الاسلامية في باريس في 13 تشرين الاول/اكتوبر 129 قتيلا، وادت الى تسريع المحادثات، من اجل التوصل الى حل للحرب في سوريا، لكنها لا تزال تصطدم بالخلاف حول مصير بشار الاسد. واوقع النزاع في سوريا، الذي اندلع في العام 2011، اكثر من 250 الف قتيل، وتسبب بملايين اللاجئين والنازحين. وبات تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر على مساحات شاسعة من سوريا والعراق.

واعتبر الاسد في المقابلة الاربعاء انه من غير الممكن تحديد جدول زمني لاجراء انتخابات في سوريا، طالما لا تزال مناطق في البلاد خاضعة لسيطرة فصائل مقاتلة. وقال الاسد ان الجدول الزمني "يبدأ بعد إلحاق الهزيمة بالارهاب.. قبل ذلك لن يكون من المجدي تحديد أي جدول زمني.. لأنه لا يمكن ان تحقق أي شيء سياسي في الوقت الذي يستولي فيه الارهابيون على العديد من المناطق في سوريا".

لا استهداف للمسيحيين
واضاف انه وبمجرد تسوية هذه المسالة فإن "عامًا ونصف عام أو عامين ستكون فترة كافية لأي مرحلة انتقالية". وشدد على ان حكومته لم تقم منذ بدء الازمة سوى بـ"محاربة الإرهاب ودعم الحوار"، مضيفا ان "المشكلة منذ البداية في ما يتعلق بالغرب هي انهم يريدون لهذه الحكومة أن تفشل وتنهار، بحيث يستطيعون تغييرها"، لان "اللعبة الغربية كلها تتعلق بتغيير الأنظمة".

وحول مستقبل المسيحيين في سوريا، شدد الأسد على انه "من غير الممكن فصله عن مستقبل السوريين". ونفى ان يكون المسيحيون مستهدفين في سوريا، اذ ان عدد المسلمين الذين قتلوا "اكبر بكثير"، وان "المتطرفين يستخدمون هذا للترويج لحربهم". وادى اصرار الاسد على البقاء في السلطة الى تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا من جهة وروسيا الحليف القوي لسوريا.

وقال الاسد في رد على سؤال حول مستقبله ان "داخل سوريا هناك من يؤيد الرئيس، وهناك من لا يؤيده"، وان الشعب السوري اذا اراد بقاءه "فإن المستقبل سيكون جيدا"، وفي حال العكس، واذا "اردت التمسك بالسلطة، عندها يصبح كوني رئيسًا سيئًا" للبلاد.
&