يروي بلال لـ "إيلاف" تفاصيل عملية الاقتحام التي شنتها فصائل ثورية وإسلامية ممثلة بجيش الفتح على نقاط استراتيجية بالقرب من معسكر جورين التابع لقوات النظام السوري، ملحقة بها الهزيمة تلو الأخرى ولتسيطر على بلدات في القسم الشمالي من سهل الغاب كانت تعتبر قلاعًا لقوات النظام.&
&
خاص بايلاف من&إدلب: شعر الشاب بلال ذو التسعة عشر عاماً، برهبة تسري في أنحاء جسده، كلما اقترب من الساتر الترابي الذي يفصل بينه وحواجز قوات النظام السوري. كيف لا والحواجز أذاقت المدنيين ويلات من حمم القذائف والصواريخ، إضافة لكونها مراكز اعتقال وتعذيب للمدنيين. فالشاب ما زال يتذكر جيداً تلك المشاهد المسربة مؤخراً لعمليات التعذيب المنفذة من قبل قوات النظام بحق المعتقلين في هذه الحواجز.

استهداف معاقل قوات النظام السوري - خاص إيلاف

&

كان بلال يروي لنا بعضًا من تفاصيل عملية الاقتحام للمعركة التي شنتها فصائل ثورية وإسلامية ممثلة بجيش الفتح، وذلك على نقاط استراتيجية بالقرب من معسكر جورين التابع لقوات النظام السوري في منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي وسط سوريا، ملحقة بها الهزيمة تلو الأخرى، لتتمكن من السيطرة على قرى وبلدات في القسم الشمالي من سهل الغاب كانت تعتبر قلاعًا لقوات النظام.

قبل الاقتحام أحكمت المعارضة المسلحة قبضتها على محطة زيزون الحرارية التي تزود إدلب وحماة وحلب بالطاقة الكهربائية، كما سيطروا على قرى الزيارة والمنصورة والقرقور وتلال خطاب والأعور بشكل كامل.

فرق الاقتحام في جيش الفتح - خاص إيلاف

&

التحصينات تتهاوى

&هجوم المعارضة المسلحة في ريف حماة، هدد مركز قيادة العمليات التابع لقوات النظام وتحديداً قاعدة جورين في منطقة سهل الغاب غربي سوريا، حيث شهدت هذه المنطقة معارك كر وفر عنيفة خلال الأسابيع الماضية، انتهت أخيراً بسيطرة جيش الفتح، على أكثر من 85% من منطقة سهل الغاب.

وقال القائد الميداني أبو فيصل لـ"إيلاف" إن "جميع حواجز النظام انهارت أمام ضربات المقاتلين، ولم يتبق أمامنا سوى معسكر جورين في هذه المنطقة، والذي يعد أضخم قاعدة عسكرية لقوات الأسد في سهل الغاب، إضافة لكونه أحد خطوط الدفاع الرئيسة عن الساحل السوري مسقط الأسد، والأيام القادمة سيكون المعسكر تحت مرمى ضرباتنا"، على حد تعبيره.

علم حزب الله بيد مقاتلي جيش الفتح - خاص إيلاف

&

&وبوصول جيش الفتح إلى جورين، ستكون معركة الساحل قد أصبحت على الأبواب، في حين يبقى قرار شن هذه المعركة من عدمه غير معروف، إذ ستكون جورين الحد الفاصل بين مقاتلي المعارضة من ريف اللاذقية الشمالي وريف حماه الشمالي الغربي وريف إدلب الجنوبي الغربي من جهة، ومقاتلي النظام في ريف اللاذقية الشرقي وريف حماه الشمالي الغربي من جهة ثانية، وتعتبر جورين قرية في ناحية شطحة التابعة لمنطقة السقيلبية، وتقع في أقصى الشمال الغربي لمحافظة حماه ونقطة الفصل بين محافظتي حماه وادلب والساحل السوري.

عناصر من جيش الفتح - خاص إيلاف

&

خسائر فادحة

على مستوى الخسائر المادية، أكد مدير مكتب العلاقات العامة في "فيلق الشّام" التابع لجيش الفتح أحمد الأحمد، لـ"إيلاف" أن خسائر قوات النظام السوري أثناء المعارك أكثر من عشرين آلية عسكرية مزودة برشاشات ثقيلة ومتوسطة، ومدرعات ناقلة للجند "بي أم بي" وخمس دبابات دمرتها، إضاقة لاغتنام كميات كبيرة من الذخيرة.

غنائم جيش الفتح - خاص إيلاف

&

ويبدو أن قوات النظام السوري فقدت القدرة على التحكم والمناورة في معارك سهل الغاب بشكل نهائي، إذ سببت ضربات قوات المعارضة المتوالية والقوية لمراكز قوات النظام في مختلف جبهات القتال في المنطقة، حالة إرباك وتشتت غير مسبوقة، إضافة إلى ذلك انتقلت قوات النظام من حالة الهجوم للدفاع، خاصة مع الخسائر التي يتلقاها جنوده في الأسابيع الماضية.

وكانت مصادر خاصة في المعارضة المسلحة، ذكرت لـ"إيلاف" أن صواريخ التاو أميركية الصنع استخدمت في المعركة، وأدت لتدمير وإعطاب الآليات الثقيلة التي يمتلكها النظام.

خاص إيلاف - صواريخ التاو

&

الفتح مستمر بالتقدم

التقدم الأخير لقوات المعارضة المسلحة وصولاً لأطراف الساحل السوري معقل قوات النظام، يشير لاقتراب جيش الفتح من تحقيق إنجاز كبير على المستوى العسكري والسياسي، خاصة إذا ما سارت الأمور وفق ما هو مأمول، وواصلت تقدمها وصولا للسيطرة على معسكر جورين.

وفي هذا السياق أكد القائد الميداني في جيش الفتح محمد خطاب لـ"إيلاف" أنهم لن يتوقفوا عند جورين، مشدداً أنهم سيتسمرون في التقدّم جنوباً وصولاً للساحل السوري".

مقاتلون من جيش الفتح - خاص إيلاف

&

ويمهّد هذا التقدم نقل المعركة لأول مرة إلى جبال اللاذقية والقرى والبلدات الموالية للنظام جنوب وغرب سهل الغاب في ريف حماة، أي القرى الساحلية، حيث سيشكل ذلك ضغطاً غير مسبوق على نظام الآسد وتهديداً له في مسقط راسه القرداحة" على حد تعبيره.

خاص إيلاف - جيش الفتح

&

الميليشيات التابعة للنظام وهم أم طوق نجاة

الخسائر الكبيرة التي يتلقاها النظام السوري وقواته، خاصة في الشمال السوري وعلى أطراف الساحل دفعته لتعزيز قواته بميليشيات أجنبية من ضباط إيرانيين وغيرهم، حيث أكد أحمد الأحمد مدير مكتب العلاقات العامة في "فيلق الشّام" التابع لجيش الفتح أن معظم القادة في معارك سهل الغاب هم إيرانيون، إضافة لقوات حزب الله اللبناني وقوات لواء الفاطميين، المكون من مقاتلين شيعة أفغان، ولواء أبو الفضل العباس وحركة النجباء العراقيين، حيث تم توثيق عدد من القتلى من عناصر الفرق المذكورة، يساندهم فرق من "الدفاع الوطني" (الشبيحة) من أبناء البلدات والقرى الموالية للنظام بسهل الغاب وجبال اللاذقية، وذلك في محاولة لوقف تقدم جيش الفتح تجاه معقل قوات الأسد، لكن يبدو أن الايام القادمة تحمل المزيد من المفاجآت خاصة مع نقل المعارك لحضن النظام الأمر الذي اكده أبو البراء أحد القادة الميدانيين في جيش الفتح عبر وعيده لقوات النظام بأنهم سيرون العجاب في القريب العاجل.
&