أعلنت بغداد اليوم عن إرسال الولايات المتحدة 200 خبير عسكري إلى العراق لمساندة قواته في تقدمها نحو الموصل وتأمين غطاء جوي فاعل لها موضحة أنه لن تكون لهم أي مهام قتالية برية.. ودعت القمة العربية في موريتانيا إلى إسهام فاعل في تحرير مدنها من داعش وتخفيف الأعباء الإنسانية عن النازحين، وطالبت القوى السياسية المحلية بتجاوز حالة الانقسام، ومد جسور التواصل وبناء أجواء الثقة في ما بينها دعمًا لمعركة التحرير.&

إيلاف من بغداد: قال سعد الحديثي المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال إيجاز أسبوعي الأحد تابعته "إيلاف" إن الحكومة العراقية انطلاقًا من حرصها على توفير الأجواء السياسية الملائمة لاستمرار انتصارات القواتنا المسلحة على الإرهاب وتحرير الموصل، وسعيها إلى تحقيق التوافق الوطني الذي يعد شرطًا أساسيًا لاستكمال جهود القوات العراقية في تطهير كل أراضي العراق من الإرهاب، وبعد عودة البرلمان إلى الانعقاد من جديد فإنها تدعو جميع القوى السياسية إلى تحمل مسؤولياتها الوطنية في الإسهام المباشر والفعال في دعم جهود الحكومة والقوات المسلحة والتشكيلات الساندة لها، من خلال توحيد الصف الوطني، وإيصال رسالة واضحة لمقاتلينا في قواطع القتال بأن القوى السياسية تعطي الأولوية للجهود التي يبذلها جندنا الشجعان في الحرب على الإرهاب، وذلك من خلال تجاوز الخلافات السياسية وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح السياسية أو المكاسب الفئوية لهذا الطرف أو ذاك.

متطلبات المرحلة المقبلة
وأشار إلى أن متطلبات المرحلة الاستثنائية الحالية في جوانبها الأمنية والاقتصادية والإصلاحية، يجب أن تكون حافزًا لمختلف القوى السياسية لتناسي خلافاتها والارتقاء إلى مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها، ليحقق العراق نصره الناجز على الإرهاب ويتجاوز الأزمة المالية ويمضي ببرنامج الإصلاح الحكومي إلى منتهاه.

أضاف إن المقاتلين العراقيين وهم يقدمون أرواحهم ويبذلون دماءهم فداء للوطن ويسطرون مآثر البطولة، ويتقدمون بالموقف العسكري كثيرًا على الموقف السياسي، فإنهم يتطلعون إلى السياسيين، وينتظرون منهم المساندة والدعم بالتوحد لإدامة زخم التحرير، وإزاء ما يبذله هؤلاء المقاتلون فلا أقل من أن تسعى الكتل السياسية إلى تجاوز حالة الانقسام ومد جسور التواصل وبناء أجواء الثقة في ما بينها، فالعراق يستحق منا جميعًا أن نتجاوز الخلافات وأن نتبنى المواقف الإيجابية ونطرح الرؤى البناءة بعيدًا عن أجواء الشحن السياسي، حيث إن الاستقرار السياسي يعد مقدمة أساسية لتحقيق النصر النهائي على الإرهاب، ولتجاوز التداعيات الاقتصادية الناجمة من الأزمة المالية، وللإسراع في استكمال خطوات برنامج الإصلاح الحكومي.&

تحشيد الأقليات وتعبئة الإمكانات العسكرية لتحرير الموصل
وأوضح المتحدث الرسمي العراقي أن القوات العراقية استطاعت أن تقتص من "الإرهابيين" القتلة جراء ما ارتكبت أيديهم الآثمة من جريمة نكراء في منطقة الكرادة وسط بغداد وبقية الجرائم "الإرهابية"، حيث قتلت منهم أكثر من ألف إرهابي.

أضاف ان الحكومة تسعى الى توفير كل اشكال الدعم والمساندة للقوات المسلحة في معركة تحرير الموصل وتحشيد كل الطاقات الوطنية وتعبئة كل القدرات المتاحة بما يحفظ وحدة الصف الوطني ويحقق المصلحة الوطنية العليا ويسرع في تحقيق الانتصار في الحرب على الارهاب وباقل ثمن ممكن، وفي هذا الاطار فان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قد باشر بالتنسيق مع الفعاليات السياسية والاجتماعية في نينوى بخصوص توحيد الجهود لاستعادة الموصل، وبالنسبة الى استعدادات الحكومة للتعامل مع موجة النزوح المتوقعة في عملية تحرير مدينة الموصل، فقد وجه باستنفار الوزارات والجهات الحكومية المعنية جهودها لاستقبال وتوفير الاحتياجات الاساسية للنازحين.
&
مستشارون عسكريون الى العراق
واكد الحديثي ان العراق يشكل خط المواجهة الاول في الحرب ضد "الارهاب" ومن المصلحة والحكمة والعدل ان يستعين بالدعم الدولي والاقليمي في هذه الحرب، وان لا يحارب وحده في حرب الانسانية جمعاء، وان يستفيد من كل مساندة تقدم اليه في هذه الحرب، طالما انها لا تتعارض مع السيادة الوطنية، وتتم بالتنسيق الكامل مع الحكومة العراقية، خصوصا مع كون هذا الدعم والمساندة يسهم في تسريع عمليات التحرير، وتقليل الخسائر في اوساط المقاتلين وحماية المدنيين.

وقال انه في هذا السياق ياتي التفاهم الاخير مع الجانب الاميركي حيث سيتم ارسال اقل من مئتي خبير وفني ومستشار اميركي مع طواقم الخدمة المصاحبة لهم - وهذا تقليد معتمد في عمل الجيش الامريكي - ليتولوا الاسهام في تأهيل قاعدة القيارة الجوية جنوب الموصل لاهميتها القصوى في عملية تحرير المدينة، ولتوفير مساندة اكبر للقوات العراقية ومن خلال تقديم الاستشارة والدعم اللوجستي لقواتنا في تقدمها نحو الموصل ولتأمين مزيد من الاسناد الجوي وتوفير غطاء جوي وفاعل ومباشر للقوات العراقية التي تقاتل على الارض ولن يكون لهذه القوة اي مهام قتالية برية لعدم حاجة العراق الى قوات قتالية اجنبية على الارض.

الانفتاح على المجتمع الدولي
واوضح الحديثي ان الحكومة العراقية اعتمدت قد منذ تشكيلها سياسة الانفتاح على المجتمع الدولي وسعت بشكل حثيث ومتواصل الى اقامة علاقات خارجية متوازنة انفتحت فيها على معظم دول العالم واتبعت سياسة خارجية دؤوبة ومرنة لوضع المجتمع الدولي في صورة ما يحدث في العراق ولايضاح جهود الحكومة على المستويات السياسية والعسكرية والانسانية في توحيد الصف الوطني العراقي، ومحاربة الارهاب واستعادة المدن العراقية واحدة تلو الاخرى، وكذلك في اطار ملف النازحين واعادة اعمار المناطق المحررة وتحقيق الاستقرار فيها.&

واوضح ان هذه السياسة قد تعرضت الى الانتقادات من قبل البعض، وتم التشكيك في صحة المنهج الذي تتبعه الحكومة في تعاملها مع المجتمع الدولي، وسعيها الى اكتساب الدعم في المجالات العسكرية والانسانية من قبل البعض الآخر، غير ان الايام اثبتت صحة السياسة المتبعة من قبل الحكومة في هذا المجال والتي اديرت بحكمة وروية.

القضية العراقية تتصدر اهتمام العالم
واضاف المتحدث الرسمي العراقي قائلا "ها هو الموضوع العراقي يتصدر اهتمام كل الملتقيات الدولية والمؤتمرات العالمية، ولم يكن هذا ليحصل لولا السياسة المثابرة التي اتبعتها الحكومة تجاه المجتمع الدولي والحضور الفاعل والمؤثر للحكومة العراقية في كل المنتديات العالمية على أعلى المستويات، وطرح وجهة نظر العراق امام دول العالم من قبل العبادي رئيس مجلس الوزراء والمسؤولين الاخرين في الحكومة، وقد توجت هذه الجهود في مؤتمر المانحين الاخير الذي عقد في واشنطن قبل ايام، حيث حصل العراق على دعم مالي بمبلغ تجاوز ملياري دولار، والذي سيسهم في تسريع جهود الحكومة في اطار ملف النازحين وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة، وهو بمثابة اقرار من المجتمع الدولي بالدور الريادي الذي يقوم به العراق في الحرب على الارهاب، وتثمين الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية وقواتنا الباسلة في سوح المواجهة ضد الارهابيين.

وثمن جهود كل الدول والمنظمات التي اسهمت في دعم العراق من خلال هذا المؤتمر، والتي جسدت تضامن المجتمع الدولي مع العراق، وهذه الجهود بمثابة رسالة مهمة للعراق وهو يتصدى للارهاب.

دعوة القمة العربية لدعم العراق لتحرير مناطقه من داعش
واشار الى انه مع انعقاد مؤتمر القمة العربي في العاصمة الموريتانية نواكشوط فإن الحكومة العراقية تدعو المؤتمرين الى تقديم الدعم والمساندة للعراق وهو يتصدى للارهاب الذي يهدد الامن العربي، كما يهدد امن العراق، ونتطلع الى اسهام فاعل من الدول العربية في دعم جهود الحكومة العراقية وقوات العراق المسلحة في حملتها لتحرير المدن من عصابة داعش والاسهام في تخفيف الاعباء الانسانية عن النازحين واعادة الاستقرار الى المدن المحررة وتبني قرارات لتجفيف منابع الارهاب على المستويات الفكرية والاعلامية والمالية وتطبيق قرارات مجلس الامن ذات الصلة بما يضعف من قدرات الارهاب ويسهم في دحره بصورة نهائية.

الحكومة ملتزمة بمجانية التعليم
وفي الختام شدد سعد الحديثي المتحدث الرسمي باسم العبادي على التزام الحكومة على بمجانية التعليم في كل مراحله تبعا لما نص عليه الدستور فهو حق مكفول للمواطن، بل ان الحكومة تسعى الى تطوير واصلاح مناهج التربية والتعليم في كل المراحل لبناء اجيال واعية تضطلع بمهام اعمار العراق وتحقيق الاستقرار والرفاهية لشعبه.

واكد بالقول انه لا صحة على الاطلاق لما يشاع او يتم ترويجه من قبل البعض حول إقدام الحكومة على تخفيض الرواتب، وسبق ان اشرنا الى ان التخفيض لايشمل الا ذوي الدرجات الخاصة وموظفي الدرجتين الاولى والثانية حصراً. اما بقية الموظفين فلن تشمل باي تخفيض.
&