بحث العبادي ونجيرفان بارزاني في بغداد اليوم الأزمة المالية في العراق، حيث اتفقا على تبني برنامج للإصلاح الاقتصادي لتقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل الوطني وناقشا خطط التنسيق بين قوات الطرفين لتحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش.. فيما بحث السفير السعودي السبهان في أربيل مع مسعود بارزاني تطورات الاوضاع الامنية والسياسية في المنطقة.
لندن: ترأس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد اليوم الاحد اجتماعًا مع وفد حكومة اقليم كردستان برئاسة رئيسها نيجرفان البارزاني، حيث اكد على أهمية مواصلة اللقاءات المشتركة وصولاً إلى فهم مشترك للتحديات والاتفاق على برنامج عمل واضح يأخذ&في الاعتبار مصلحة البلاد وتأمين الواجبات والحقوق للاقليم وللمحافظات، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي اطلعت على نصه "إيلاف".
وأشار العبادي إلى أنّ العدو المشترك في إشارة إلى تنظيم داعش يريد تدمير كل المناطق التي يحتلها.. مشددًا على ضرورة تواصل جهود القوات المسلحة ومن ضمنها قوات البيشمركة لمواجهته، واكد تطلعه إلى ادامة هذا التواصل من أجل تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الذي يسيطر عليها منذ حزيران (يونيو) عام 2014 والمناطق الأخرى التي هي تحت سيطرة التنظيم.
&ومن جانبه، أكد نيجيرفان البارزاني على اهمية عقد اللقاءات الدورية بين المسؤولين في بغداد وأربيل، وأشار إلى أنّ ما حققه المقاتلون من انتصارات في تحرير مدينة الرمادي له أهمية معنوية وإجتماعية.
وتبادل المجتمعون الحديث حول التحديات التي يواجهها الوضع المالي بعد انهيار أسعار النفط، وتم الإتفاق على اهمية تبني برنامج للإصلاح الاقتصادي لتقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل الوطني. كما سيتم تبني خطة للتواصل لدراسة برنامج الإصلاح وتعظيم الامور لاسيما الإلتزام التام بجباية التعرفة الجمركية وضريبة الدخل باعتبارها موارد مالية للحكومة الإتحادية يعود نفعها إلى الإقليم والمحافظات على حد سواء.
وضم وفد حكومة بغداد إلى جانب العبادي وزراء التخطيط سلمان الجميلي والاعمار والاسكان طارق الخيكاني والنفط عادل عبد المهدي، فيما يضم الوفد الكردي الذي يترأسه بارزاني نائبه في مجلس الوزراء قوباد طالباني ورئيس ديوان رئاسة إلاقليم فؤاد حسين ومسؤول العلاقات الخارجية في الإقليم فلاح مصطفى.
معصوم ونجيرفان بحثا الملفات العالقة بين أربيل وبغداد
وخلال اجتماعه مع نجيرفان بارزاني أكد الرئيس العراقي فؤاد معصوم ضرورة تعزيز التواصل وتنشيط الزيارات بين بغداد وأربيل من اجل التغلب على المشاكل وحل القضايا العالقة مشددا على أن الوصول الى حلول وتفاهمات المشتركة لمجمل المشاكل الموجودة سيصب في مصلحة الجانبين مشيرا الى مساندته لكل الجهود التي تبذل لحل الاختلافات بين الطرفين.
من جانبه استعرض نيجيرفان بارزاني نتائج مباحثات وفد الاقليم مع العبادي، واصفا اياها بالايجابية موضحا ان وفده قد بحث مختلف القضايا ووضع الاقليم مع الحكومة الفيدرالية مؤكداً أهمية مواصلة هذه الاجتماعات لتضييق الخلافات وتوسيع رقعة التعاون والتنسيق حول جميع القضايا بين الجانبين.
ودعا رئيس حكومة اقليم كردستان الى الاخذ بعين الاعتبار ان الاقليم يحتضن اعدادا هائلة من النازحين والمهجرين وهو ما يشكل عبئا اقتصاديا وماليا على الاقليم فضلا عن الضغوطات الخدمية والانسانية التي يتحملها الاقليم مناشدا الحكومة الفيدرالية تحمل مسؤولياتها في هذه الازمة التي ترهق كاهل الاقليم على المستويين الاقتصادي والمالي.
تهديد باعلان استقلال الاقليم
وتأتي المحادثات وسط تهديد كردي باعلان استقلال اقليم كردستان، حيث وصف النائب عرفان كرم عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني أن الزيارة الحالية لوفد حكومة إقليم كردستان لبغداد بـ"الحاسمة"، مبيناً انها ستكون لحل المشاكل بين الطرفين وبخلاف ذلك فسيكون الاستقلال هو احد الخيارات.
وقال كرم إن "هذه الزيارة مهمة جداً وحاسمة، لانها ستكون صريحة وشفافة بخصوص الملفات العالقة بين الطرفين"، مبينًا أن "الزيارة ستكون اما الوصول إلى اتفاق حقيقي لحل المشاكل جذرياً لا يتم خرقه من أي طرف، او يعود الوفد للتفكير ببدائل اخرى، ومنها الاستقلال او الاستفتاء على مصير الاقليم".
واضاف كرم في تصريح لوكالة السومرية نيوز "نحن نريد شراكة حقيقية مع بغداد".. مشيرا إلى أنه "اذا كانت الشراكة الحالية بهذه الصورة فهي تهميش لدور اقليم كردستان في العراق التعددي".
ووصف بارزاني مؤخرًا العلاقة بين أربيل وبغداد بالجيدة، وأعرب عن استعداده لزيارتها متى ما اقتضى الامر لبحث الملفات العالقة بين الجانبين. وتأتي زيارة الوفد الكردي هذه إلى بغداد في وقت يمر العراق ومن ضمنه اقليم كردستان بأزمة مالية بسبب انخفاض اسعار النفط والحرب ضد تنظيم داعش لكن هذه الأزمة اثرت بشكل كبير على الاقليم وادت إلى توقف صرف رواتب الموظفين منذ منتصف العام الماضي في وقت تبحث فيه حكومة الاقليم عن مخرج منها باجراءات تقشفية اصدرتها الاسبوع الماضي.
وكانت الرئاسات العراقية الثلاث قد اكدت اثر اجتماع في بغداد الخميس الماضي مع رؤساء الكتل السياسية على أهمية حل المشاكل بين أربيل وبغداد مع تنسيق الجهود في الحرب ضد تنظيم داعش.
بارزاني والسبهان بحثا الاوضاع في المنطقة
إلى ذلك، بحث السفير السعودي الجديد في العراق ثامر السبهان في أربيل مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني تطورات الاوضاع الامنية والسياسية في المنطقة.
وقالت رئاسة الاقليم في بيان صحافي مقتضب بعد الاجتماع أن بارزاني استقبل سفير المملكة السعودية لدى بغداد ثامر السبهان، حيث تبادلا الآراء بشأن الاوضاع الامنية والسياسية في المنطقة، وآخر التطورات والمستجدات على الساحة السياسية.
وكان بارزاني زار الرياض أواخر العام الماضي، واجرى مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان تناولت العلاقات بين السعودية والاقليم واوضاع في المنطقة بشكل عام.
وكان السبهان قدم اوراق اعتماده ايذانًا ببدء مهمته الرسمية في العراق في 18 من الشهر الحالي إلى الرئيس العراقي فؤاد معصوم، الذي اكد رغبة بلاده في توسيع علاقاتها مع السعودية خدمة للسلام والازدهار في المنطقة.. وشدد على عمق وخصوصية العلاقات بين العراق والسعودية، معربًا عن ثقته بإمكانية تطوير وتوسيع أطر التعاون بين البلدين بما يخدم السلام والازدهار في المنطقة.
وكان السبهان وصل إلى بغداد اواخر الشهر الماضي بعد انقطاع على المستوى الدبلوماسي بين البلدين منذ عام 1990.
وعينت السعودية في حزيران (يونيو) الماضي ثامر السبهان أول سفير مقيم لها في العراق منذ عام 1991 بعد مفاوضات استمرت اكثر من عام منذ تشكيل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي حكومته الحالية في أيلول (سبتمبر) عام 2014 بعد ان كانت المملكة عينت مطلع عام 2012 سفيراً لها غير مقيم في العراق قبيل انعقاد القمة العربية في بغداد في العام نفسه الا أنها تراجعت عن قرارها لاحقاً بسبب الخلافات مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وأغلقت السعودية سفارتها في بغداد عام 1990 عقب الغزو العراقي للكويت لكنها بدأت تحركات حذرة نحو المصالحة مع العراق بعد تعيين حيدر العبادي رئيسًا جديدًا للحكومة العراقية في ايلول (سبتمبر) عام 2014.
التعليقات