توقّع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش أن تكون معركة تحرير مدينة الموصل العراقية الشمالية طويلة وقاسية ودامية رافضًا تقدير الفترة التي سيتم خلالها تخليصها من سيطرة التنظيم وكذلك الأمر بالنسبة لمدينة الفلوجة التي قال إنه من الخطأ إنزال معونات إنسانية لسكانها من الجو خوفا من وقوعها بيد التنظيم موضحًا أن فرقة خاصة أميركية ستصل إلى العراق لحفظ حدوده مع سوريا ومنع داعش من التنقل عبرها.

لندن: قال المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش ستيف وارن خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم وتابعته (إيلاف) ان في العراق حاليا 3500 عسكري أميركي اضافة إلى الفين لعدد من دول التحالف متوقعا وصول فرقة عسكرية أميركية خاصة لتتولى حفظ الحدود بين العراق وسوريا ومنع مسلحي التنظيم من التحرك عبرها.

معركة تحرير الموصل طويلة ودامية

وردا على سؤال حول توقيت البدء بعمليات تحرير مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية أشار وارن إلى أنّ هذه المدينة هي مركز قوة داعش وعاصمة خلافته ويوجد فيها بين 5 و8 الاف مقاتل للتنظيم وهم في ذروة قوتهم.

وشدد على انه لذلك فأن المتوقع ان تكون معركة تحرير الموصل طويلة وقاسية ودامية مستدركا بالقول لكن تدريبات قوات التحالف للقوات العراقية وتزويدها بالاسلحة والمعدات وشن الغارات الجوية سيقود إلى الانتصار في هذه المعركة.. منوها إلى أنّه من الصعب تحديد فنرة انجاز هذا الانتصار.

وأوضح أن الغارات الجوية نجحت في تدمير مراكز داعش وقتل العديد من قيادييه ومنعت عليه التحرك إلى خارج الموصل. وأوضح انه من الصعب ايصال مساعدات انسانية لسكان الموصل الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة خوفا من وقوعها بيد داعش.. وخاطب اهل الموصل قائلا: اصبروا فإنه سيتم تحريركم!

وأوضح أن القوات العراقية تتحرك حاليا ببطء نحو الموصل وحول بحيرة الثرثار التي يساعد التحالف العراقيين على نشر قوات حولها وتنفيذ ضربات ضد داعش بالقرب منها لمنعه من تنفيذ هجمات ضد مدن قريبة في حديثة وتكريت وبيجي وبروانة.

وأكد أنّ التحالف الدولي سيدعم عمليات تحرير الموصل بالمشورة والغارات الجوية لتأمين غطاء جوي للقوات العراقية المتقدمة من اجل اخراج مقاتلي داعش من جحورهم ثم قتلهم.

تنفيذ غارات جوية ضد داعش

وأشار وارن إلى وجود 3600 عسكري أميركي والفين آخرين لقوات دول التحالف الاخرى في العراق حاليا لكنه أوضح انه ليست هناك اي خطط لاستقدام مدرعات أو قوات برية إضافية إلى العراق.

وأضاف أنّ هذه القوات تقدم المشورة والتدريب للقوات العراقية اضافة إلى الغارات الجوية بالتعاون مع الحكومة العراقية.

وقال إن 65 دولة منخرطة في حرب التحالف ضد داعش حاليا منوها إلى أنّ بعضها يقوم مثل الجيش الأميركي بتدريب قوات الجيش العراقي والبعض الآخر مثل ايطاليا بتدريب قوات الشرطة بينما تشارك دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وهولندا بالغارات الجوية في حين تدعم دول اخرى بتقديم الاموال والمساعدات الانسانية.. مؤكدًا أن الولايات المتحدة تقدم الجهد الاكبر في هذه الحرب عسكريا وماليا وانسانيا.

وأشار إلى أنّ فرقة خاصة أميركية ستصل إلى العراق لتتولى حفظ حدوده مع سوريا ومنع تنظيم داعش من التحرك عبرها. وأكد أن غارات التحالف الجوية نجحت في منع حركة مقاتلي التنظيم عبرها من خلال قطع الطريق السريع بين الدولتين وتدمير مئات الشاحنات للتنظيم والتي اراد ايصالها إلى العراق من سوريا.

وأضاف أنّ قوة خاصة أميركية ستصل إلى العراق للمساعدة في حفظ حدوده مع سوريا عن طريق الغارات الجوية وجمع المعلومات الاستخبارية عن تحركات مسلحي داعش. واكد عدم وجود اي تعاون عسكري او استخباري مع القوات الروسية في سوريا التي قال انها تدعم الاسد فيما التحالف يقاتل داعش.

لا موعد لمعركة الفلوجة

وعن الاستعدادات الجارية لتحرير قضاء الفلوجة اكبر مدن محافظة الانبار الغربية من سيطرة تنظيم داعش الذي احتلها قبل عامين أشار وارن إلى أنّ العمليات الميدانية في مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية تكاد تنتهي من تحريرها بشكل كامل موضحا ان جيوبا للتنظيم ما زالت موجودة في بعض احيائها ويتم التعامل معها مع ازالة القنابل والعبوات الناسفة التي زرعها في المدينة. وأضاف أنّ القوات العراقية تحقق انتصارات متتالية ضد داعش في مناطق اخرى من الانبار ومنها حديثة وبروانة وقتلت 300 مسلح داعشي.

واكد ان القوات العراقية قد احكمت طوقها حول قضاء الفلوجة وعزلته عن بقية قوات التنظيم خارجه.. لكنه أشار إلى أنّه يصعب تحديد الفترة التي سيتم فيها البدء بمعركة تحرير القضاء الذي يقطنه حوالى نصف مليون نسمة بسبب استحكامات التنظيم هناك وتحضيراته للمعركة الفاصلة منذ اكثر من عامين.

وأشار إلى وجود معاناة انسانية في الفلوجة حيث يعاني سكانها من حصار داعش لهم.. موضحا ان الولايات المتحدة قدمت 600 مليون دولار لمساعدة 3 ملايين نازح عن مناطقهم بفعل العمليات العسكرية. وعبر عن القلق حيال الوضع الصعب لسكان الفلوجة وقال ان التحالف يعمل مع الحكومة العراقية لمعرفة الطريقة الافضل لمساعدتهم.. مشددا على عدم وجود اي خطط حالية لانزال مساعدات غذائية وانسانية من الجو اليهم خوفا من وقوعها بيد داعش.

وكانت اللجنة العليا لإغاثة النازحين قالت أمس إن تنظيم داعش يحاصر حاليا 105 آلاف أسرة في قضاء الفلوجة بمحافظة الأنبار(110 كلم شمال غرب بغداد) وأوضح المتحدث الرسمي باسم اللجنة عبد القادر الجميلي إن هذه العوائل لم يعد لديها ما تقتات عليه غير الحشائش بسبب الظروف الحالية التي تمر بها.

ودعا الجميلي القوات الأمنية إلى السماح بدخول المواد الغذائية والطبية وفتح الممرات الآمنة لخروج العوائل باتجاه عامرية الفلوجة والمدينة السياحية في الحبانية. وأشار إلى أنّ اللجنة العليا لإغاثة النازحين والهلال الاحمر العراقي تكفلتا بتهيئة مستلزمات استقبالهم من الخيم والمواد الغذائية والطبية.

&وعلى الصعيد نفسه اعلن المتحدث الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن& أن داعش يمنع المواطنين من الخروج ويريد استخدامهم دروعا بشرية. وأضاف ان التقدم نحو الفلوجة بدأ بشكل تدريجي.

وتعد الفلوجة أول مدينة وقعت تحت سيطرة التنظيم وقبل الهجوم الكبير الذي شنه على مدينة الموصل وسيطر عليها في حزيران (يونيو) عام 2014 والذي انهارت على أثره قطاعات الجيش واحتل التنظيم بعدها ثلث مساحة العراق تقريبا لكنه فقد معظم هذه المساحات متقهقرا امام تقدم القوات العراقية المدعومة بغطاء جوي من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.