ادت غارة للطائرات الفرنسية اليوم الى مقتل 28 تلميذًا عراقيًا لدى قصفها لمدرستهم الابتدائية في مدينة الموصل في شمال العراق، بعد يومين من ضربها اهدافًا لتنظيم "داعش" في هذه المدينة، وفي الرمادي في غرب البلاد.


أسامة مهدي: قال مصدر أمني في محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد) إن طائرات فرنسية قصفت اليوم مدرسة فاطمة الزهراء في منطقة الزهور في ضواحي الموصل عاصمة المحافظة، ما ادى الى مصرع 28 تلميذًا واصابة خمسة آخرين بجروح. واوضح أن الغارة وقعت بالتزامن مع بدء الدوام الرسمي للمدرسة، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا، الذين تم نقلهم الى المستشفيات القريبة، كما نقلت وكالات اخبارية محلية.
&
تأتي الغارة الفرنسية بعد يومين من اعلان رئيس هيئة اركان الجيوش الفرنسية أن مقاتلات على متن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول ضربت اهدافًا لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" للمرة الأولى منذ وصولها إلى شرق المتوسط. وقال الجنرال بيار دو فيلييه للصحافيين من على متن حاملة الطائرات الاثنين الماضي، "لقد ضربنا الرمادي والموصل العراقيتين استنادًا إلى القوات المحلية على الأرض، والتي تتقدم ضد قوات داعش" .

ومساء امس، استهدفت مقاتلات رافال التابعة لسلاح الجو الفرنسي مركز قيادة تابعًا لتنظيم "داعش" في قضاء تلعفر في غرب مدينة الموصل، تم خلالها تدمير المركز، حيث كانت المقاتلات أقلعت من على متن حاملة الطائرات شارل ديغول، المتموضعة في مياه البحر المتوسط. واوضحت هيئة الأركان الفرنسية أن الضربات التي نفذتها الطائرات الفرنسية في العراق تمت بالتعاون مع القوات الجوية الأميركية.&

وتأتي هذه الغارات الجوية للمقاتلات الفرنسية بعد 10 أيام على هجمات باريس الأكثر دموية في فرنسا، والتي أوقعت 130 قتيلاً، وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية. وبخصوص الضربات في سوريا، حيث توجد مراكز قيادة وتجنيد، وكذلك الموارد النفطية لداعش، قال الجنرال الفرنسي "إنها مسألة ساعات، وليس أياماً".

والمقاتلات الـ 26 المتواجدة على متن حاملة الطائرات ستضاعف القدرات العسكرية الفرنسية في المنطقة بمعدل 3 مرات، وتضاف إلى 12 طائرة متمركزة في الإمارات والأردن.

وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في وقت سابق "إننا سنكثف ضرباتنا، وسنختار الأهداف التي توقع أكبر خسائر ممكنة بالتنظيم". وكانت فرنسا تريد في بادئ الأمر إرسال حاملة طائراتها إلى الخليج، لكنها قررت تسريع تدخلها بعد هجمات باريس، عبر إرسالها إلى شرق المتوسط لتكون أقرب من سوريا.

يذكر ان تنظيم "داعش" يسيطر على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى الشمالية منذ حزيران (يونيو) العام الماضي، فيما فرض سيطرته على الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية في ايار (مايو) الماضي، حيث تشن القوات العراقية منذ ايام هجومًا واسعًا لطرده من المدينة.
&
&


&