أجرى رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، محادثات مغلقة مع رئيس أركان الجيش الأميركي، الجنرال جوزيف دانفورد، في قصر "جانقايا" مقر رئاسة الوزراء، في أنقرة، وذلك في إطار مساعي واشنطن لتخفيف التوتر في العلاقات مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي.&

واستمر الاجتماع الذي عقد يوم الاثنين لنحو ساعة، وشارك فيه رئيس هيئة الأركان التركي، الجنرال خلوصي أكار، والسفير الأميركي لدى أنقرة، جون باس.&

وقالت السفارة الأميركية في أنقرة إن دانفورد جاء إلى تركيا للتعبير عن تضامنه. وأضافت في بيان مكتوب "سيقدم (دانفورد) رسالة تدين بأشد العبارات محاولة الانقلاب الأخيرة وسيشدد على أهمية شراكتنا الدائمة بالنسبة للأمن الإقليمي".

وكان الجنرال أكار، استقبل في وقت سابق، نظيره الأميركي، في مقر هيئة الأركان بأنقرة. &وذكر بيان نشره موقع هيئة الأركان على شبكة الإنترنت، أن أكار استقبل نظيره الأميركي، جوزيف دانفورد، والوفد المرافق له، في مقر الأركان دون التطرق إلى مضمون الاجتماع.&

موقف واضح&

وأعلنت مصادر تركية إن رئيس الوزراء التركي ابلغ رئيس الأركان الأميركي أنه يجب على الولايات المتحدة إظهار "موقف واضح وحاسم" ضد محاولة الانقلاب الفاشلة.

وذكر يلدريم مجددا أن تركيا تتوقع أن تسلم الولايات المتحدة رجل الدين فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير الانقلاب الفاشل في 15-16 من يوليو تموز. وينفي كولن الضلوع في المؤامرة.

وأبلغ يلدريم رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية أن الجيش التركي يعمل بطاقته الكاملة في أعقاب تعيينات وإجراءات جديدة بصفوفه. وقال إن التعاون مع الولايات المتحدة والحلفاء في محاربة المسلحين الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية سوف يستمر.

زيارة البرلمان&

كما زار رئيس الأركان الأميركي برفقة أكار مقر البرلمان التركي في العاصمة أنقرة. وكان في استقبالهما لدى وصولهما إلى المقر، رئيس البرلمان، إسماعيل كهرمان.&

واطلع دانفورد عن قرب الأضرار الناجمة عن القصف الجوي الذي تعرض له البرلمان ليلة 15 تموز/ يوليو الماضي. وأعرب القائد العسكري الأميركي خلال الجولة عن أسفه وحزنه جراء القصف مقدمًا تعازيه للشعب التركي.&

وأكد دانفورد، خلال الزيارة على أن "علاقات الصداقة بين الولايات المتحدة وتركيا متينة وستبقى كذلك"، مشددًا أن بقاء النواب في الجمعية العامة للمجلس وعدم تركهم البرلمان أثناء القصف، إنما يعبر عن "شجاعة كبيرة".&

وقالت مصادر دبلوماسية إن زيارة أكبر جنرال في الجيش الأميركي تأتي لتخفيف التوتر في العلاقات مع تركيا حليفة بلاده في حلف شمال الأطلسي التي أغضبها رد فعل الغرب على محاولة انقلاب فاشلة فضلا عن إحجام الولايات المتحدة على ما يبدو عن تسليم رجل الدين الذي تقول إنه مسؤول عن هذه المحاولة.

الحلفاء الغربيون

وعمقت تداعيات محاولة الانقلاب الفاشلة الشقاق بين أنقرة وحلفائها الغربيين. وخلال المحاولة التي قامت بها مجموعة من الجيش قاد جنود مقاتلات وطائرات هليكوبتر ودبابات في محاولة للاستيلاء على السلطة. وقتل 230 شخصا على الأقل خلال هذه المحاولة.

وغضب الرئيس رجب طيب إردوغان والكثير من الأتراك من الانتقادات الأميركية والأوروبية لحملة حكومية في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا التي لها دور أساسي في المعركة التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ولوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا.

واتهمت أنقرة زعماء الغرب بالانشغال بحقوق مدبري الانقلاب أكثر من خطورة التهطورة التهديد الذي تعرضت له تركيا.

مظاهرة احتجاج&

وإلى ذلك، شارك نحو 150 متظاهرا في مسيرة إلى السفارة الأميركية في أنقرة للاحتجاج على زيارة دانفورد، وهتف المحتجون خلال المسيرة التي اتجهت إلى شارع بوسط أنقرة باتجاه السفارة حيث أبقتهم الشرطة التركية على مسافة من المبنى "اخرج من تركيا يا دانفورد يا مدبر الانقلاب".

وحمل المتظاهرون لافتة كتب عليها "عد إلى بلدك يا دانفورد وارسل فتح الله" في إشارة إلى رجل الدين المقيم بالولايات المتحدة فتح الله كولن الذي يتهم إردوغان شبكة أتباعه في الجيش ومؤسسات الدولة بالتخطيط لمحاولة الانقلاب.

ويعيش رجل الدين (75 عاما) في منفى اختياري بالولايات المتحدة منذ عام 1999 وينفي ضلوه في محاولة الانقلاب الفاشلة. وكان الرئيس باراك أوباما قال إن واشنطن لن تسلمه لأنقرة إلا إذا قدمت تركيا أدلة على ما تقوله.

وخلال زيارته اجتمع دانفورد مع أفراد من الجيش الأميركي بقاعدة إنجيرليك الجوية في جنوب تركيا التي يستخدمها التحالف بقيادة الولايات المتحدة في محاربة الدولة الإسلامية.&