تبين أن تمثال "إيروس النائم"، وهو إله الحب عند اليونان، الذي تم نحته من الرخام، وسبق أن اشتراه الكاردينال رافائيل رياريو عام 1496، بمعرفة تاجر الأعمال الفنية بالداساري ديل ميلانو، لم يكن تمثالاً رومانياً حقيقياً، رغم مظهره العتيق.

واتضح أنه مجرد نسخة مزيفة تم تصنيعها قبل بضعة أشهر من قِبل شاب كان يبلغ من العمر وقتها 21 عاماً، وكان يعمل نحاتاً في فلورنسا، يدعى مايكل أنجلو&بوناروتي !

وكان يتعين على أي فنان إبان عصر النهضة أن يعمل كمتدرب في استوديو أحد الفنانين بضعة أعوام قبل أن يفكر حتى في تقديم أعماله الفنية الخاصة. وقال نوح تشارني، أستاذ تاريخ الفن ومؤلف كتاب "فن التزوير"، إن القدرة على تقليد النحت الروماني كانت علامة دالة على المهارات التي يمتلكها النحاتون في عصر النهضة.

وتابع تشارني بقوله " وفي تلك الاستوديوهات، التي كان يُعَد كل فنان جزءا منها حتى القرن الـ 19، كانت مهمتم هي محاكاة أنماط اللوحات الأصلية – وإلا فإن تلك الأعمال التي يتم إنتاجها من قبل تلك الاستوديوهات لن تبدو متطابقة". ويؤكد مؤرخون أن التقليد لم يكن أمراً مقبولاً فحسب إبان عصر مايكل انجلو، بل كان أمراً مطلوباً.

عالم الشهرة&

وفي حالة مايكل أنغلو، اتضح أن تلك الأعمال الفنية التي كان يقوم بتقليدها ومحاكاتها قد ساعدت في تدعيم مسيرته العملية ومن ثم بلوغه عالم الشهرة والثراء. ولدى اكتشاف الكاردينال رياريو زيف التمثال، فإنه لم يتنصل من الفنان الذي قام بخداعه، بل على العكس، أبدى انبهاره الشديد بتلك المهارة المتميزة التي يمتلكها مايكل انجلو، وبالفعل بات أول راعي له ولأعماله الفنية التي يقدمها في روما. &

وفي خلال عام، قام الكاردينال بتمويل تمثالين آخرين من ابداع مايكل أنجلو&في الفترة ما بين 1496 و1497، وهما تمثال "إيروس الواقف" – الذي فُقِد الآن مثل تمثال "ايروس النائم" – وتمثال "باخوس" المحفوظ في متحف بارجيلو بفلورنسا.

وخلال تلك الفترة في روما، قام مايكل أنغلو بنحت عمله الشهير "بييتا – الشفقة" (1498/1499 )الموجود الآن في كاتدرائية القديس بطرس بمدينة الفاتيكان. ورغم أنه لم يتلق أي دعم مالي آخر كبير لمدة عامين، لكن تمثال "بييتا" اُعتُبِر وقتها تحفة فنية، كما هو الحال الآن، فهو من الأعمال التي لا يمكن نسيانها لمايكل أنجلو.