ديفيسيلو: أعلن رسميا الخميس ان النظام الاميركي المضاد للصواريخ في ديفيسيلو في جنوب رومانيا اصبح قابلا للتشغيل، ما اثار غضب روسيا التي تعتبره تهديدا لامنها.

وقال قائد القوات البحرية الاميركية في اوروبا مارك فيرغسون "الولايات المتحدة ورومانيا تصنعان التاريخ اليوم من خلال تسليم هذا النظام الى الحلف الاطلسي". وكان يتحدث في مراسم تدشين المنظومة التي حضرها الامين العالم لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ ومسؤولون رومانيون. 

واوضح الامين العام للحلف امام المبنى الاسمنتي الذي يبلغ ارتفاعه 20 مترا ورفعت عليه لواقط والعلم الاميركي "نشهد اليوم لحظة مهمة للحلف الاطلسي وللامن الاطلسي". واضاف ان النظام "يمثل تعزيزا مهما لقدرة الدفاع عن الحلفاء الاوروبيين ضد انتشار صواريخ بالستية تنطلق من خارج المنطقة الاوروبية الاطلسية" خصوصا من الشرق الاوسط. 

واثار وضع هذا النظام في الخدمة المقرر منذ فترة طويلة، غضب موسكو. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "نقول ذلك منذ البداية ونحن مقتنعون بان نشر النظام المضاد للصواريخ يشكل بحد ذاته تهديدا لامن روسيا".

وتؤكد الولايات المتحدة ان نشر المنظومة الدفاعية يهدف الى الحماية في مواجهة ايران بينما تعتبره روسيا موجها ضد قدراتها للردع النووي.

"ليس موجها ضد روسيا"

واكد ستولتنبرغ في ديفيسيلو ان على موسكو الا تخشى شيئا. وقال "الموقع (في رومانيا) مثل الموقع (الذي سيتم انشاؤه) في بولندا ليس موجها ضد روسيا". واضاف "اللواقط قليلة وتقع في اقصى الجنوب وبالقرب من روسيا وغير قادرة بالتالي على اعتراض الصواريخ الروسية البالستية العابرة للقارات".

ويتالف الموقع الروماني الذي كلف بناؤه حوالى 800 مليون دولار، خصوصا من صواريخ لاقطة من طراز اس ام-2. وسيصبح رسميا من مكونات الدرع المضادة للصواريخ التابعة للحلف الاطلسي في قمة وارسو في تموز/يوليو المقبل.

وقال ستولتنبرغ ان الحلف اوضح ذلك مرات عدة لموسكو "وعرض الشفافية والحوار والتعاون" من دون جدوى. واضاف "روسيا لم ترد بشكل ايجابي على عروضنا واوقفت هذا الحوار في 2013"، مشيرا الى ان ذلك "يبقى قضية مثيرة للقلق".

واطلق مشروع الدرع المضادة للصواريخ للحلف الاطلسي في العام 2010 ويعتمد بشكل اساسي على التكنولوجيا الاميركية. وهو يهدف الى نشر صواريخ اعتراضية ورادارات قوية في شرق اوروبا وتركيا بشكل تدريجي.

وموقع ديفيسيلو الذي بدأت أشغال البناء فيه في أكتوبر 2013 جزء من المرحلة الثانية من هذا المشروع بعد نشر رادار في تركيا واربع سفن مزودة بقدرات دفاعية مضادة للصواريخ في روتا باسبانيا.

وتهدف المرحلة الثالثة الى اقامة نظام للدفاع الصاروخي في بولندا. وتبدأ الاشغال في موقع ريجيكوفو الجمعة ويفترض ان تنتهي في نهاية 2018.