يجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الكرملين اليوم الاثنين، محادثات مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الذي بدأ زيارة تستغرق ثلاثة أيام، هي الثانية من نوعها منذ توليه السلطة.

&
نصر المجالي: قال بيان للمكتب الصحافي للكرملين إن الأولوية ستعطى خلال الاجتماع، لزيادة التعاون الروسي ـ القطري الشامل في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمار والطاقة والمجالات الإنسانية. ومن المتوقع تبادل شامل لوجهات النظر حول القضايا الدولية الملحّة، وخاصة الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
&
توتر الشرق الأوسط
والتقى أمير دولة قطر اليوم مع رئيس مجلس الدوما (النواب) للبرلمان الروسي، سيرغي ناريشكين، الذي قال إن المشاورات السياسية الروسية القطرية من شأنها أن تساعد على تهدئة الوضع المتوتر الخطير في الشرق الأوسط.
&
وأعرب ناريشكين، خلال اللقاء، عن أمله في أن تصبح زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى موسكو مرحلة مهمة في تطوير العلاقات بين روسيا الاتحادية ودولة قطر، وفي تنسيق مواقف البلدين في إطار منتدى البلدان المصدرة للغاز، خاصة أن موسكو والدوحة كانتا من الأطراف الأساسية المشاركة في تأسيس هذه المنظمة الدولية.&
&
إلى ذلك، قال ليونيد إيسايف كبير الأساتذة في قسم العلوم السياسية في مدرسة الاقتصاد العليا الروسية، في تعليق على زيارة الشيخ تميم لموسكو، إن الذي يستشف من الزيارة رغبة قطر الواضحة في إقناع موسكو بالمرونة في عدد من قضايا الشرق الأوسط، يستبعد أن تستطيع الدوحة إقناع الكرملين بتغيير سياسته في الشرق الأوسط.
&
خلافات قائمة
ويرى المراقبون أن الاختلاف سيبقى قائمًا حول سبل حل الأزمة السورية، ما دامت قطر مصرّة على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. يشار إلى أن زيارة أمير قطر تأتي قبل أيام من جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف السورية في جنيف في 25 كانون الثاني (يناير) الجاري، كما تأتي في ظل تردي العلاقات الروسية - التركية، واحتدام النزاعات بين إيران وبعض الدول العربية في الشرق الأوسط، ولا سيما أن روسيا تحافظ على علاقات جيدة مع قطر، حتى ولو اختلفت معها جذريًا بشأن بعض أزمات المنطقة.
&
ويقول مراقبون روس: لكن "الخلافات الجدية بين موسكو والدوحة حول المشكلة السورية ستبقى قائمة، وسيكون التغلب عليها أمرًا بالغ الصعوبة"، وتؤكد المستعربة الروسية يلينا سوبونينا، أنه "من دون الحفاظ على الاتصالات الدبلوماسية مع قطر سيستحيل التوصل إلى تقدم كبير في المفاوضات حول سوريا".
&
زيارات متتالية
وكانت الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الروس والقطريين توالت منذ العام 2001، وعلى الرغم من هذه الزيارات لم تكن العلاقات بين البلدين دائمًا على ما يرام، بيد أن تحسنًا طرأ عليها في العام 2014 بعد عقد اتفاقية استثمارية بمبلغ ملياري دولار، بين جهاز قطر للاستثمارات وصندوق الاستثمارات المباشرة الروسية في حزيران (يونيو) على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي.
&
وقال المسؤولون إنه سيتصدر جدول أعمال الزيارة الحالية، التي سبقتها زيارات، قام بها عدد كبير من زعماء الشرق الأوسط إلى روسيا في خريف العام الماضي 2015، موضوعا الطاقة والأزمة السورية.
&
ووفق وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، فإن ممثلي روسيا وقطر سيبحثون، أثناء زيارة الأمير تميم بن حمد الحالية، التعاون في مجال الطاقة والتصنيع وصناعة المكائن والقطاع الزراعي.
&
ولم يستبعد الخبير الروسي في مشروعات الغاز أليكسي غريفاتش ("ريا نوفوستي"-15 01 2016) أن تَعرض قطر تقديم تنازلات إلى روسيا في مجال الغاز مقابل تنازلات في القضايا السياسية يقدمها الجانب الروسي.
&