بعد أن نفذوا إضرابًا عن الدوام يومي الاحد والاثنين الماضيين، بدأ&أنصار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر بعد صلاة الجمعة اليوم إضرابًا عن الطعام تنفيذًا لدعوته لتصعيد المطالبة بإصلاحات حقيقية، داعيًا المواطنين ايضًا الى جمع تواقيع مليونية تحت عنوان "الفاسد في الحكومة لا يمثلني".

إيلاف من لندن: ينفذ أنصار الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر اضرابًا عن الطعام كل حسب محافظته، حيث أكد مكتب زعيم التيار الصدري في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) على ضرورة عدم التنقل بين المحافظات والأقضية، وذلك من أجل الحفاظ على انسيابية وتنظيم الاضراب، "وكذلك ليعلم العالم أن العراقيين في جميع المناطق قاموا بالاضراب عن الطعام ضد الفساد والفاسدين".

توجيهات الصدر لتنفيذ الاضراب

كما أصدر المكتب ستة توجيهات بشأن تنظيم الإضراب، في بيان اطلعت على نصه "إيلاف"، وأشار فيه الى أن الإضراب يكون عن الطعام فقط، وان يكون في المساجد والحسينيات التي أعلن عنها المكتب. واوضح أن "الإضراب يبدأ من بعد صلاة الجمعة (7 ذي الحجة) ولغاية فجر يوم الأحد (9 ذي الحجة)".. مشددًا على ضرورة أن "يكون الإضراب بنية خالصة الى الله للخلاص من الفساد والمفسدين في مفاصل الدولة عامة.

ودعا المكتب مسؤولي المساجد المحددة من قبله الى "توفير الاحتياجات الخاصة بالمضربين والتعاون في ما بينهم".. مؤكدًا على المضربين عن الطعام "ضرورة الالتزام بالأعمال العبادية كصلاة الجماعة وقراءة القرآن الكريم والمواظبة على قراءة دعاء الفرج والوحدة والأمن والحفاظ على قدسية الأماكن المضربين فيها".

أماكن تنفيذ الاضراب.. والنساء بمنازلهنّ

وقد تم تحديد الأماكن التي سينفذ فيها الإضراب، وهي: حسينيات وجوامع أحياء مدينة الصدر والبلديات والشعب والطالبية في جانب الرصافة من بغداد والشعلة والحرية والزعفرانية في جانب الكرخ منها.. فضلاً عن محافظات بابل وكربلاء والنجف وواسط والسماوة وميسان وذي قار والبصرة.. وسمحت التوجيهات للنساء المشاركة في الإضراب لكنّ في بيوتهن واماكن عملهن.

وأعفى الصدر، في بيان الجمعة حصلت "إيلاف" على نصه، النساء من الاضراب في المساجد والاماكن العامة موجهًا بتنفيذ اضرابهن داخل المنازل، أو اماكن العمل، "لأن العراق بحاجة الى جهودهنّ"، كما قال.

وشهدت العاصمة العراقية وبقية محافظات البلاد وخاصة الجنوبية منها، يومي الاحد والاثنين الماضيين، اضرابًا عن الدوام استجابة لدعوة الصدر للاضراب العام احتجاجًا على الفساد المالي والإداري وتصعيدًا للمطالبات بالاصلاح.

وقد شهد الاضراب في العاصمة مشاركة متوسطة المستوى الا انها كانت واسعة في مناطق نفوذ التيار الصدري، وخاصة في حي الصدر الكبير بضواحي بغداد الشرقية، وعدد من المناطق الشعبية، وفي محافظات العراق، التي يشارك موظفوها في تظاهرات الاحتجاج، التي تخرج ايام الجمعة كل اسبوع منذ اغسطس عام 2015 للضغط على الحكومة لتنفيذ الإصلاحات.&

واشارت معلومات الى أن الاضراب في محافظات الجنوب كان اوسع منه في العاصمة التي أضرب موظفون فيها من وزارات النقل والصحة والعلوم والتكنولوجيا والصناعة وعدد من الادارات الأخرى، حيث امتنع الموظفون من أتباع التيار الصدري عن الدخول الى مقارها، ونظموا الاعتصام أمام بواباتها الرئيسية.

وفي العراق حوالي سبعة ملايين موظف يثقلون موازنة البلاد بحوالي ثلثي مبالغها، في وقت تمر فيه البلاد بأزمة إقتصادية نتيجة انخفاض اسعار النفط ونفقات الحرب الباهظة ضد تنظيم داعش.&

الموظفون للاضراب عن الدوام والاهالي عن الطعام

وكان الصدر دعا الجمعة الماضي الأهالي الى الإضراب عن الطعام بدءًا من اليوم حتى صباح الأحد الذي يليه.. كما طالب بجمع تواقيع مليونية تحت عنوان "الفاسد في الحكومة لا يمثلني".

وقال الصدر في بيان اطلعت على نصه "إيلاف" إن الهدف من هذه الاضرابات هو للضغط على الحكومة لتنفيذ الاصلاحات.. مطالبًا الموظفين بالبقاء امام اداراتهم دون ممارسة اعمالهم باستثناء الامور الطارئة والحساسة.. موضحًا أن الاضراب لن يشمل عناصر الاجهزة الامنية.&

واشار الصدر الى انه بعد مهلة الشهر التي منحها للحكومة اصبح من اللازم تفعيل الاحتجاجات السلمية الاصلاحية، "فما زلنا نمتلك الخيارات التي قد تكون باباً لانهاء ‏الفساد".‏ وناشد الصدر الشعب العراقي عامة ومن وصفهم بالمتعاطفين مع ‏الاصلاح، وبالاخص التيار الصدري المجاهد والمطالب للاصلاح الخاص ‏والعام للقيام باضراب عام عدا الأجهزة الامنية.

ودعا الصدر الى "اضراب المواطنين الأحبة عن الطعام ابتداء من يوم الجمعة ‏المصادف التاسع من سبتمبر، والاستمرار الى يوم الاحد الذي يليه داخل المساجد ‏والحسينيات والكنائس ودور العبادة وامثالها، وفي المؤسسات الثقافية والاجتماعية".‏ وطالب المواطنين بالعمل على جمع تواقيع مليونية تحت عنوان &"الفاسد من ‏الحكومة لا يمثلني" ابتداء من العاشر من سبتمبر والى آخر الشهر نفسه. وشدد الصدر بالقول&"إننا بذلك نثبت أن الاصلاح مطلب من داخل الحكومة، كما هو مطلب شعبي ‏من خارج الحكومة".

تصعيد الاحتجاج مجددًا بعد وقف التظاهر شهرًا

وكان الصدر منع، نهاية يوليو الماضي، انصاره من التظاهر لمدة شهر، وقال "أرجو من الجميع التفهم فهو ليس تنازلاً ولا تراجعاً فهذا عهد مني امام الله وامام العراق اني لم اتراجع عن مشروع الاصلاح ولو قيد انملة، لكن استطاعت الالسن المفسدة واعلام المتشددين أن تبث وتشيع بين المصلحين بعض الاشكالات، مما ادى الى تراجع حدة الاصلاح بعض الشيء".

وأضاف الصدر: "هذا نهي مني لجميع المنتمين لي وأخص منهم التيار الصدري وأمنعهم من التظاهر لمدة اقصاها 30 يوماً فقط، لحين تجلي الحقيقة لنا".. مشيرًا الى أن "ذلك جاء لعدة اسباب منها أن لا تكون التظاهرة الاصلاحية حكراً على الصدريين، وان هناك من لا يخرج للتظاهرات لوجود التيار الصدري كما يشيعون، فلعل عدم حضوركم لمدة شهر تكون منطلقاً لحضورهم".&

وأوضح أن "هذا المنع والنهي لا يشمل الاخوة الاعزاء في التيار المدني وغيرهم من محبي الاصلاح والصلاح وانقاذ العراق، وليس بالضرورة ان يكون في يوم الجمعة، وفي ساحة التحرير أو قرب الخضراء".

يذكر أن بغداد و10 محافظات أخرى تشهد أسبوعيًا ومنذ اغسطس عام 2015 تظاهرات احتجاجية تنديدًا بالفساد المستشري في المؤسسات الحكومية وللمطالبة بمحاسبة المختلسين والمفسدين وتنفيذ الإصلاحات الحكومية نتج عنها العديد من الإجراءات التي أعلنها العبادي لكنها فشلت لحد الآن في تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين، فيما يقول المتظاهرون إن هذه الإصلاحات هامشية وغير مهمة، ولم تحقق أهدافهم، وهو امر عبّرت عنه ايضًا مرجعية المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني التي تدعم تظاهرات الاحتجاج.&