الرياض:&بدأ الحجاج صباح الاثنين رمي الجمرات التي ترمز الى رجم الشيطان، من دون حوادث تذكر، وسط اجراءات مشددة تتخذها السلطات السعودية.&

وزادت السلطات عدد الكاميرات التي تفصل بين كل منها امتار معدودة، والمثبتة فوق المسارات التي يسلكها الحجاج لمراقبة تحركاتهم. وانتشر مئات من رجال الامن في الطبقات الاربع لجسر الجمرات التي تصل بينها ممرات آلية. وعند كل من الجمرات الثلاث، يقوم رجال الامن بتنظيم حركة الحجاج الذين يقوم كل منهم برمي سبع حصى.

ووضعت بالقرب من الجمرات، منصة مرتفعة وقف عليها ثلاثة من رجال الامن، يوجهون عبر اجهزة الاتصال اللاسلكية زملاءهم الموجودين على الارض، ويلفتونهم الى بعض الحجاج الذين يمضون وقتا طويلا في عملية الرمي او يعرقلون حركة المرور.

كما غلف الجدار الدائري المنخفض الارتفاع الذي يحيط بالجمرات، بطبقة من الرغوة العازلة تتيح امتصاص الصدمة في حال التدافع.

ولقيت الاجراءات الاضافية استحسان الحجاج، ومنهم ابراهيم العايد (40 عاما) الذي اعتاد اداء الحج سنويا في الماضي، الا انها المرة الاولى التي يؤدي فيها هذه الفريضة منذ العام 2006.

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية اثناء عودته من رمي الجمرات الى المخيم في منى "كل شي تغير بالكامل: في السابق كان يجب الاستعداد قبل وقت لرمي الجمرات (...) اليوم، كل شيء حصل بسرعة". واضاف "ثمة تحسن ملحوظ".

وقال محمد رحمان (65 عاما) الذي قدم من بنغلادش لفرانس برس "اشعر بالامان، والباقي على الله. انا فرح لانني احقق حلمي بأداء الحج".

وبحسب السلطات، وصل عدد حجاج هذه السنة الى مليون و862 الفا و909 اشخاص، بينهم مليون و325 الفا و372 قدموا من الخارج.

وكان الحجاج ادوا الاحد الركن الاعظم من المناسك، بالوقوف في صعيد عرفة، المشعر الوحيد الواقع خارج نطاق الحرم المكي، حيث امضوا يومهم بالابتهال والدعاء حتى الغروب.&

وبعد الغروب بدأ الحجاج الافاضة الى مزدلفة تمهيدا لبدء رمي الجمرات. وجمع الحجاج في مزدلفة الحصى التي يستخدمون سبعا منها لرمي كل من الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى).

ووصف أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل عملية تصعيد الحجاج من منى إلى عرفات بـ«الانسيابية غير المسبوقة».

&واعتبر أمير مكة تطبيق برنامج السوار الإلكتروني خطوة من الخطوات التي تم الاتفاق عليها في المخصص الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة الذي اعتمد أخيرًا، المتضمن تحويل مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة إلى مدينة ذكية، وتحويل أعمال الحج إلى أسلوب تقني إلكتروني، يتماشى مع توجهات القيادة في أن تكون مدينة ذكية.

&وكشف الفيصل، عن أن من أتوا للحج بطريقة غير نظامية يمثلون 5 في المائة من حجاج هذا العام، بينما كانوا في العام الماضي يمثلون 9 في المائة، فيما كانوا في العام قبل الماضي يمثلون 70 في المائة، «وهذا يؤكد نجاح الخطط التنظيمية والعقوبات، والعمل جارٍ على ألا يوجد أي نسب في الأعوام المقبلة».

&وأشار إلى أن بلاده تقوم بجهود كبيرة في خدمة ضيوف الرحمن، وعلى مستوى عالٍ من الدقة والإتقان، لافتًا إلى أن المملكة «تزداد قوة رغم حقد الأعداء، سواء في موسم العمرة أو الحج» وقال «إن الغش والخداع والخروج عن الأنظمة والقوانين ليست من أخلاق المسلم، وهذا التنظيم والنظام يحترم في المملكة ويجب أن يتعامل معه المواطن والمقيم، ومن لا يحترم نفسه لا يمكن أن يحترم النظام، ومن لا يحترم النظام لا يحترم نفسه، ومن لا يحترم نفسه لماذا نحترمه؟!».