&أحمد حسن من القاهرة :&رفضت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف& الدعوات التي تطلقها دولة إيران ما بين الحين والآخر بـ"تولي إدارة إسلامية لائقة للحرمين الشريفين وشئون الحج و العمرة الواجبين على المسلمين في كل العالم تشترك فيها كافة الدول الاسلامية"، وأكدت الهيئة في بيان لها عقب اجتماع رسمي لها بمشيخة الأزهر الشريف :"أن هذا الطرح رفضته الأمة الإسلامية والأزهر حين أُثير في سبعينيات القرن الماضي"، مشيدًا بالتنظيم السعودي لأداء المناسك طيلة السنوات الماضية، ودعا البيان بـإبعاد أمور العبادات الشرعية، وأركان الدين الحنيف عن الخلافات الطائفية والسياسية أيًا كانت، فإن تسييس الشعائر الدينية لن يجلبَ خيرًا لأمتنا وهي تجتاز هذا المنعطف الدقيق من تاريخها"، وقالت هيئة كبار العلماء الشريف : " إن المملكة العربية السعودية هي المختصة بتنظيم أمور الحج دون أي تدخلٍ خارجي، وأن تلك الدعوات تمثل تدخلًا في الشأن الداخلى للمملكة& الأمر الذي يرفضه كافة الدول الإسلامية وكذلك المراجع الفقهية الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف ".

&وكانت مؤسسة الحج والزیارة الإیرانیة أعلنت نهاية مايو الماضي أن "الحجاج الإیرانیین سیحرمون من أداء هذه الفریضة الدینیة للعام الجاري بسبب مواصلة الحكومة السعودیة وضع العراقیل بما یحملها المسئولیة في هذا الجانب"، حسب بيان أصدرته آنذاك،& منتقدين ما يرونه سوء في إدارة موسم الحج والذي يساعد على تكرار الحوادث، وحيال ذلك& طالب مسئولون إيرانيون بـتولي إدارة إسلامية لائقة للحرمين الشريفين وشئون الحج و العمرة الواجبين على المسلمين في كل العالم تشترك فيها كافة الدول الإسلامية، وفي المقابل حملت الرياض ( طهران ) مسئولية منع مواطنيها من أداء الحج هذا العام، وقالت وزارة الحج والعمرة السعودية:" إن وفد منظمة الحج والزيارة الإيرانية غادر البلاد دون التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات حج الإيرانيين لهذا العام، مؤكدة "رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين".

تدخل& مرفوض&

من جانبه أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، أن الدكتور أحمد الطيب دعا لاجتماع عاجل خصيصًا لمناقشة الدعوات الغريبة المطالبة بتدويل إدارة موسم الحج بالتناوب بين الدول الإسلامية ،والتي تصدر من بعض الدول الإسلامية ، وخلال الاجتماع أجمع جميع أعضاء هيئة كبار العلماء على رفضهم هذه الدعوات الهادمة التي تدعو للفتنة ، ويقف وراؤها أغراضًا سياسية بحتة ،دون مراعاة الصالح العام لجميع المسلمين .

وقال شومان ﻟ"إيلاف" :" إن الأزهر أعلن من قبل رفضه التام لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين،وأن المملكة العربية السعودية هي الجهة الوحيدة المختصة بإدارة موسم الحج والحرمين الشرفين نظرًا لموقعهم داخل سيادة أرضيها ،والدعوات لتدويل إدارة الحرمين تمثل انتهاكًا لتلك السيادة وتدخلًا مرفوضًا من قبل دولة إيران وغيرها في الشأن الداخلي للمملكة ، فهي لها كافة الحقوق في إصدار القرارات التي تراها مناسبة لإدارة موسم الحج بما يحقق السلامة لجميع الحجاج ، وبالتالي كان لزامًا على الأزهر التأكيد على ذلك ومساندة المملكة برفض تلك الدعوات المخربة ".

وأوضح وكيل الأزهر ،أنه منذعهد الصحابة فإن أهل مكة هم من يديرون& الحرمين الشريفين ، ولم يحدث على مدار التاريخ الإسلامي تطبيق فكرة التدويل للحرمين ، وبالتالي فلا قيمة على الإطلاق لدعوات تدويل إدارة شئون الحرمين الشريفين ، والتي يكون من أهدافها زرع الفتنة في نفوس المسلمين .&

خلق أزمة

في السياق ذاته أكد الدكتور محيي الدين عفيفي،الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء ،رفضه الشديد لدعوات تدويل إدارة الحرمين الشريفين التي تطلقها دولة إيران وتساندها في الخفاء بعض الدول الإسلامية الأخرى ، مشيرًا إلى أن إيران تسعى لإثارة& تدويل الحج سنويًا& حتى تتحول إلى قضية رأي عالمي داخل الدول الإسلامية ,وذلك عبر خلق أزمة قبل كل موسم حج ؛ لاتهام السعودية بالتقصير والفشل في إدارة ورعاية الحج.

&وبالتالي فإن الهدف الأساسي من دعوات تدويل إدارة الحرمين& تسييس هذه الفريضة& لتحقيق مكاسب سياسية& ودينية في المنطقة ,في إطار سعيها لنشر التشيع في الدول الإسلامية ،والعائق أمام هذا الحلم مصر والسعودية حاليًا.&

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء ، :& " إن الأزهر الشريف يدرك جيدًا ما تسعى إليه دولة إيران ودول غربية تجاه المملكة والعالم الإسلامي أجمع ، ولذلك كان من الواجب إصدار بيان يؤكد وقوف أكبر مؤسسة فقهية في العالم الإسلامي ضد دعوات تدويل إدارة الحرمين الشريفين.

يذكر أنّ اعتبر المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أمس الثلاثاء ان الايرانيين "ليسوا مسلمين"، ردا على انتقاد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي المملكة على خلفية ادارة مناسك الحج.&

واتت تصريحات خامنئي في سياق انتقادات ايرانية متواصلة للسعودية منذ حادث التدافع في مشعر منى العام الماضي، والذي راح ضحيته 2297 حاجا شكل الايرانيون النسبة الاكبر منهم. ولن يشارك الحجاج الايرانيون في مناسك الحج هذه السنة التي تنطلق السبت.&

واعتبر آل الشيخ ان تصريحات خامنئي "امر غير مستغرب"، مضيفا "يجب أن نفهم ان هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس، وعداؤهم مع المسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة"، وذلك وفق ما نقلت عنه صحيفة "مكة" السعودية في عددها الصادر الثلاثاء.&

وكان خامنئي قال في بيان الاثنين انه "على العالم الاسلامي سواء الحكومات او الشعوب المسلمة ان يعرف حكام السعودية ويدرك بنحو صحيح حقيقتهم الهتاكة غير المؤمنة التابعة المادية"، داعيا المسلمين الى ان "يفكروا تفكيرا جادا بحل لادارة الحرمين الشريفين وقضية الحج بسبب سلوكهم الظالم ضد ضيوف الرحمن".