شكلت السلطات العراقية غرفة عمليات لاستقبال ما وصفتها بأعداد غفيرة وغير مسبوقة من الإيرانيين ستدخل الأراضي العراقية لإحياء مراسم زيارة يوم عرفة في مرقد الامام الحسين في مدينة كربلاء وذلك بعد قرار الحكومة الإيرانية منع مواطنيها من المشاركة في موسم الحج الحالي في السعودية بسبب الخلافات بين البلدين.

إيلاف من لندن: أعلن مجلس محافظة واسط (160 كم جنوب شرق بغداد) اليوم عن تشكيل غرفة عمليات استعدادا لإحياء مراسم زيارة عرفة التي تصادف الاحد المقبل مع توقعات بدخول أعداد غير مسبوقة من الزوار الإيرانيين عبر منفذ زرباطية الحدودي لاداء الزيارة بسبب منع حكومتهم من أدائهم فريضة الحج هذا العام. 

استعدادات خدمية

وقالت رئيسة لجنة الطاقة في المجلس امل العكيلي ان "هيئة النقل والمنتجات النفطية والدوائر الخدمية في المحافظة استنفرت إمكاناتها كافة لتوفير الخدمات لزائري المراقد المقدسة من الإيرانيين القادمين عن طريق منفذ زرباطية الحدودي في المحافظة المحاذية لايران".

وأضافت في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للانباء اطلعت عليه "إيلاف" ان عدداً من الادارات الخدمية والنقل والاجهزة الامنية ستشارك في حماية الزوار الإيرانيين فضلاً عن جهود أخرى ستقوم بها السلطات الإيرانية والقطاع الخاص تم الاتفاق معها رسميا عبر القنوات الحكومية في البلدين.

يذكر أن منفذ زرباطية الحدودي يعد واحدا من أهم المنافذ العراقية مع إيران وتتم من خلاله عملية التبادل التجاري بين البلدين إضافة إلى دخول وخروج الزوار من كلا البلدين وكذلك الزوار القادمين من الهند وباكستان وافغانستان وايران ودول عربية. 

ورصدت "إيلاف" منذ أيام نشر إعلانات لوكالات سياحة وسفر في العراق خاصة الى كربلاء (110 كم جنوب بغداد) لزيارة مرقد الامام الحسين عبر رحلات جوية الى مطار مدينة النجف القريبة من كربلاء .. كما لاحظت زيادة مضطردة هذه الايام في رحلات الطيران القادمة الى المطار من دول إسلامية وهي تنقل زائرين للعتبات المقدسة العراقية .

إجراءات أمنية

ومن جهتها اعلنت العتبة الحسينية في كربلاء عن استكمال جميع الإستعدادات الامنية والخدمية الخاصة بالزيارة وذلك بالتنسيق مع قيادة عمليات كربلاء من خلال نشر مفارز امنية وتوفير أجهزة حديثة لكشف المتفجرات وتفتيش الحقائب إلى جانب نشر أعداد كبيرة من كاميرات المراقبة لرصد الحالات المشبوهة.

يأتي ذلك في وقت أعلنت منظمة الحج والزيارة في ايران عن بدئها العمل من اجل إدخال مليوني زائر من ايران الى العراق خلال زيارة أربعينية الامام الحسين التي ستصادف نوفمبر المقبل وافتتاح قنصليات عراقية موقتة في مدن ايرانية لمنح تأشيرات دخول الى الاراضي العراقية.

ومن المنتظر أن يعبر 85 بالمئة من القادمين من ايران هذا العام عبر منفذ زرباطية في محافظة واسط المقابل لمنفذ مهران الإيراني (وسط)، لقربه من مدينة كربلاء وذلك بالتنسيق المشترك بين السلطات العراقية والإيرانية فيما تجري حاليًا تهيئة المنافذ الحدودية مع إيران في الشلامجة على حدود محافظة البصرة والشيب على حدود محافظة ميسان وزرباطية على حدود محافظة واسط.

هيمنة إيرانية على السياحة الدينية

وتسعى السلطات الإيرانية ايضا الى السيطرة الاقتصادية على الأماكن المقدسة في العراق حيث تهيمن شركات إيرانية على المرافق السياحية لتكون واجهة هذا النظام الذي تدر عليه أموالاً طائلة تنافس أموال النفط.

وكانت السلطات الإيرانية قد أعلنت مطلع مايو الماضي أن مواطنيها لن يؤدوا مناسك الحج هذا العام بسبب ما وصفتها بـ"القيود" التي تفرضها السعودية عليهم، لكن وزارة الحج والعمرة السعودية حملت منظمة الحج والزيارة الإيرانية مسؤولية عدم قدرة الإيرانيين على أداء الحج لهذا العام.

وقالت الوزارة في بيان إن الوفد الإيراني المفاوض حول أداء الايرانيين لفريضة الحج قد "رفض التوقيع على محضر إنهاء ترتيبات الحجاج الإيرانيين لهذا العام" وغادر البلاد. وأكدت الوزارة "رفض المملكة القاطع لتسيس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين".

وأشارت الوزارة الى انها قدمت حلولا لجميع نقاط الخلاف مع إيران ومنها إصدار التأشيرات بشكل إلكتروني من داخل إيران بموجب آلية اتفق عليها مع وزارة الخارجية السعودية وكذلك الموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم.