بدأت في بغداد اليوم مباحثات عراقية أميركية لمناقشة خطط تحرير مدينة الموصل العراقية الشمالية من سيطرة تنظيم داعش ودعم قوات البيشمركة ومساعدة النازحين في الاقليم، حيث دعا رئيس البرلمان العراقي، خلال اجتماعه مع نائب وزير الخارجية الأميركي، واشنطن إلى ضرورة معالجة الاسباب التي أدت إلى ظهور التنظيم في العراق والمباشرة بعمليات تأهيل فكري ونفسي ومجتمعي ضده.

إيلاف من لندن: بحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري مع نائب وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، خلال اجتماع في بغداد الاربعاء، بشكل موسع مجمل التطورات الأمنية والسياسية في البلاد خصوصًا ما يتعلق بملف الحرب على تنظيم داعش، حيث اكد الجبوري أن "الشغل الشاغل في العراق اليوم يتمثل بالإعداد والتهيئة لمعركة نينوى الفاصلة".. لافتًا إلى "ضرورة استثمار المعنويات العالية وزخم الانتصارات الأخيرة التي تحققت في عدم منح فرصة للإرهاب كي يتقوى من جديد وهي مسؤولية لا يمكن للعراق أن يتحملها لوحده".

وأضاف الجبوري وهو سني أن التخطيط لمرحلة ما بعد داعش لا يقل أهمية عن مرحلة القضاء على هذا التنظيم المتطرف.. مشددًا على ضرورة معالجة الاسباب التي أدت إلى ظهوره في العراق والمباشرة بعمليات تأهيل فكري ونفسي ومجتمعي للحيلولة دون التعرض لمثل نكبته التي ألحقت بالعراق والعراقيين الأذى الكبير. وعادة ما توجه قيادات عراقية إلى الحكومة اتهامات بتهميش المكونات السنية في البلاد واستهدافهم بالاعتقالات والتهجير، الامر الذي يدفع بإتجاه التطرف وانتشار الافكار والتوجهات التي تسبب العنف والارهاب.

وأشار الجبوري إلى أنّ الاستقرار السياسي ضمانة للمرحلة المقبلة، وهو يتطلب مزيدًا من الجهد المشترك والمعالجات السريعة والحقيقية للأزمات التي من شأنها دعم مسيرة الاصلاح التي يترقبها الشعب، "وهو ما نعمل لأجله ونجتهد في سبيله" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه تسلمت "إيلاف" نسخة منه.&

وشارك في المباحثات اعضاء الوفد الأميركي المرافق إلى بلينكن المتمثل بالمبعوث الخاص للرئيس الأميركي بريت مكوريك ومدير مجلس الامن القومي لشؤون العراق جوزيف هاريس ووكيل وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى جوزيف بيننغتون، بالاضافة إلى السفير الأميركي لدى العراق دوغلاس سيليمان.
&
.. ومباحثات مع العبادي حول خطط تحرير الموصل&

وسيبحث بلينكن الذي وصل إلى بغداد الليلة الماضية مع المسؤولين العراقيين الآخرين، في وقت لاحق اليوم، القضايا السياسية والاقتصادية والإنسانية والأمنية، ومن ضمنها الشراكة طويلة الأمد مع العراق بموجب اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين عام 2008، بحسب بيان صحافي للسفارة الأميركية في بغداد اطلعت على نصه "إيلاف".&

وسيناقش بلينكن ايضًا مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وغيره من المسؤولين العراقيين على الصعيدين الوطني والمحلي مجموعة من القضايا الاقتصادية والأمنية، بما في ذلك الجهود المشتركة لهزيمة تنظيم داعش والتخطيط لعمليات تحرير الموصل، التي يسيطر عليها التنظيم منذ العاشر من يونيو عام 2014.

كما سيجتمع المسؤول الأميركي مع كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين في بغداد لبحث زيادة دعم بلاده المستمر "لأفراد قوات الأمن العراقية العاملة تحت قيادة وسيطرة الحكومة العراقية".

والخميس الماضي، أعلن التحالف الدولي ضد داعش أن الولايات المتحدة نشرت في العراق خلال الأيام الأخيرة أكثر من 460 عسكرياً إضافياً. وقال الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم التحالف إن عدد العسكريين الأميركيين في العراق ارتفع في غضون أسبوع من حوالي أربعة آلاف إلى 4460 عسكريًا من دون أن يوضح مهمة هذه التعزيزات التي تمت الموافقة عليها في وقت سابق من العام الحالي.

وتأتي زيادة عدد القوات الأميركية هذه في الوقت الذي تستعد فيه القوات العراقية لشن عملية عسكرية لاستعادة الموصل ثاني كبرى مدن البلاد من قبضة التنظيم الارهابي، والتي تعتبر معقله الأساسي في العراق حيث يتراوح عدد مسلحي التنظيم الموجودين حاليا في الموصل بين 3 آلاف و4 آلاف فرد.

وقد تراجعت المساحات التي يسيطر عليها داعش في العراق من 40 بالمائة من مساحة البلاد عام 2014 إلى 10 بالمائة حاليًا، حيث لم يبقَ بيده سوى محافظة نينوى وعاصمتها الموصل، إضافة إلى بعض المناطق في محافظة الأنبار الغربية.

بلينكن سيبحث مع بارزاني دعم البيشمركة والمساعدات للنازحين

وفي ختام مباحثاته في بغداد، سينتقل نائب وزير الخارجية الأميركي والوفد المرافق له إلى اربيل يوم غد الخميس لإجراء مباحثات مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وعدد من كبار المسؤولين في حكومة الاقليم تتناول تعزيز الجهود المشتركة لتدمير وهزيمة داعش وتقديم الدعم لقوات البيشمركة الكردية، وكذلك استجابة واشنطن العاجلة للأزمات الإنسانية ومساعدة النازحين في العراق.

واجرى رئيس حكومة اقليم كردستان نجيرفان بارزاني في بغداد خلال ابريل الماضي مباحثات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي كان يزورها رسميًا، تناولت الأوضاع في المنطقة والأزمة المالية التي يواجهها العراق وإقليم كردستان، فضلاً عن الاوضاع الأمنية في المنطقة والحرب ضد داعش والخطوات المقبلة بين بغداد وأربيل والتحالف من اجل تحرير مدينة الموصل والعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الأميركية وإقليم كردستان، حيث اكد كيري إستعداد بلاده لمساعدة العراق وإقليم كردستان بشكل خاص في مواجهة الأزمة المالية وإستمرار بلاده في دعم ومساعدة قوات البيشمركة في الحرب ضد الإرهاب.&

&وفي يوليو الماضي، وقعت أربيل وواشنطن بروتوكولاً عسكريًا يقضي بتسديد وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" رواتب افراد للبيشمركة حتى انتهاء الحرب ضد داعش، وبما قيمته 450 مليون دولار، ومشاركة الطرفين في معركة تحرير الموصل.

وبحث مسعود بارزاني عقب توقيع الاتفاق آخر مستجدات الحرب ضد داعش مع اليسا سلونكين، نائبة وزير الدفاع الأميركي، التي أشارت إلى أنّ هذا البروتوكول يعتبر دعمًا عسكريًا للاقليم ويدل على وجود قوة جيدة بين واشنطن وأربيل، مؤكدة ان الجانبين سيشاركان في عملية تحرير الموصل.

من جانبه، ثمن بارزاني دور الولايات المتحدة المهم في دعم قوات البيشمركة لمواجهة تنظيم داعش، واكد ان الولايات المتحدة هي الحليف القوي للإقليم.