إيلاف من لندن: دعا هنري كيسنغر الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى تحديد نهج جديد لاميركا بعد انهيار النظام الدولي القائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وخاصة ما يتعلق بعلاقات الولايات المتحدة مع الصين واوروبا وروسيا.

وقال كينسنغر في الجلسة الختامية للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس "إن على الرئيس ترامب ان يجد تحديداً للدور الاميركي يرد على قلق كثيرين في انحاء العالم يرون أن اميركا تتخلى عن دورها القيادي الذي لا غنى عنه، وان يحدد ماذا يمكن لاميركا ان تقود وأين تقود وأين يجب ان تساهم، وان تساعد في مجرى العملية على اقامة نظام دولي".

ولاحظ كيسنغر الذي كان وزير خارجية الولايات المتحدة من 1973 الى 1977 ويدير الآن شركة استشارية باسمه أن على ترامب ان يعيد تشكيل العلاقات مع الصين وروسيا ويعيد بناء التحالف الأطلسي مع اوروبا واصفاً كلمة الرئيس الصيني شي جيبنغ في مستهل اعمال المنتدى بأنها "ذات أهمية أساسية" بطرحها مفهوم العولمة وتغيّراتها.

رئيس الصين لاول مرة في منتدى دافوس الاقتصادي

وعلى النقيض من موقف ترامب، أكد كيسنغر أن حلف الأطلسي "ليس عتيقاً بل حيوي وعنصر اساسي في السياسة الاميركية والاوروبية" مقترحاً إعادة بناء شراكة عبر الأطلسي.

وتحدث في الجلسة الختامية ايضاً رؤساء الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي معبرين عن آرائهم بشأن القيادة التجاوبية والمسؤولة ، موضوعة المنتدى هذا العام.

وقالت رئيسة منظمة "انقذوا الأطفال" ورئيسة الوزراء الدنماركية السابقة، هيلي تورنينغ شمدت، "إن العالم انقلب رأساً على عقب".

واتفق معها رئيس شركة رويال فيليبس الهولندية فرانز فان هوتن معلنًا "نحن نعيش في عالم يشهد تغيّرات كثيرة".

واشار الى ان الثقة بالقيادات متدنية الآن، ولمعالجة ازمة الثقة هذه يتعين على القيادات أن تتخذ مواقف جامعة لا تستبعد احدًا اساسها رؤية بعيدة المدى لأهداف التنمية المستدامة.&

واعلنت السينمائية والناشطة الباكستانية شرمين عبيد تشينوي أن العالم يحتاج الى مشاعر العطف لا الى بناء الأسوار.

وشدد رئيس شركة بنك اوف اميركا براين موينهان على "ضرورة الاستماع الى الجميع وألا يؤخذ في الاعتبار رأي الأشخاص الذين يتفقون معك، بل رأي الذين لا يتفقون ايضاً". &

بايدن: روسيا تهديد رئيس للنظام الليبرالي الدولي

عُقد منتدى دافوس عام 2017 بحضور أكثر من 3000 مشارك من زهاء 100 بلد، بينهم أكثر من 50 رئيس دولة وحكومة شاركوا في نحو 40 جلسة.

واختتم المنتدى أعماله بجملة من النتائج أهمها عهد القيادة التجاوبية والمسؤولة.

وذُيلت اول 100 عهد بتواقيع 100 شركة كبرى. وسيقوم المنتدى خلال الأشهر المقبلة بتوسيع دائرة الشركات الموقعة على هذه العهود.

قال شي جينبنغ، الذي كان اول رئيس صيني يحضر المنتدى، إن العولمة يجب ألا تُحمل المسؤولية عن مشاكل العالم ودعا المجتمع الدولي الى المضي قدماً في تنفيذ اتفاقية باريس بشأن التغيّر المناخي.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الاوروبي ستكون بلدًا عالمياً يسعى الى عولمة أكثر عدالة وشمولاً. &ودعا نائب الرئيس الاميركي السابق جو بايدن اوروبا والولايات المتحدة الى الدفاع عن النظام الدولي الليبرالي بحماية الديمقراطية أينما تكون مهددة. &

دافوس يكرم فنانين تركوا بصمات دائمة

وأُطلقت في المؤتمر مبادرة هدفها تسريع الرد على الأوبئة بتوفير لقاحات يمكن استخدامها فور حدوث الوباء.&

وفي ما يتعلق بالمنطقة العربية، اعلنت الجهات الموقعة على مشروع المنتدى "رؤية جديدة لتشغيل الأيدي العاملة العربية" انها ساعدت منذ عام 2013 على إعادة تأهيل 250 الف شخص وتسعى الى إعادة تأهيل مليون عامل الآن وفي المستقبل.

وأعلنت مؤسسة وورلد ليدر الاجتماعية التي ترتبط بمؤسسة شواب للمبادرة الاجتماعية خططاً لإعداد برنامج قراءة يستند الى الهاتف الخلوي من اجل مساعدة 500 الف لاجئ سوري وعائلات متضررة بالنزاع ومناطق تستضيف اللاجئين في الاردن.

وفي مبادرة مشتركة، اعلن المنتدى الاقتصادي العالمي ومؤسسة انترناشنال فاينانس كوربويشن للاستثمار والاستشارات وادارة الأرصدة عن برنامج "أفضل 100 شركة ناشئة في العالم العربي" لدعم المبادرة الفردية وتمكين الشباب في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ومساعدة المنطقة على الاستعداد للثورة الصناعية الرابعة.

وأطلق المنتدى الاقتصادي مبادرات أخرى لتحقيق التكامل الاقليمي من خلال التكنولوجيا الرقمية ومكافحة عمل الاطفال والمخاطر الصحية والمخاطر على السلامة والآثار البيئية لصناعة البطاريات التي تشغل الهواتف الذكية والكومبيوترات المحمولة والمركبات الكهربائية في انحاء العالم.

ومن المتوقع ان يبلغ حجم هذه السوق 70 مليار دولار بحلول 2014. &لذا اطلق المنتدى تحالفًا بين القطاعين العام والخاص للمساعدة على ايجاد سلسلة مسؤولة جامعة ومستدامة لامدادات هذه البطاريات.

ومن مبادرات المنتدى الأخرى ما يتعلق بزيادة تدوير واعادة استخدام المواد البلاستيكية وحماية المحيطات والحد من ازالة الغابات وتقوية أمن الانترنت ووضع التكنولوجيا الرقمية في متناول الجميع ومكافحة الجريمة الالكترونية وتوفير الماء الصالح للاستهلاك البشري في المناطق التي لا يتوفر فيها وتوسيع المساحات الخضراء والعمل على الحد من عدد المحرومين من خدمات الصرف الصحي البالغ عددهم الآن زهاء 2.4 مليار انسان.

واشار المنتدى الى أن عدم امكانية الحصول على الماء وخدمات الصرف الصحي يكلف العالم نحو 260 مليار دولار كل عام.