اقتحمت قوة عسكرية تابعة لقوات البيشمركة الكردية تنتمي لحزب طالباني مقر شركة نفط الشمال بمدينة كركوك، وأوقفت ضخ النفط إلى ميناء جيهان التركي في الخط الممتد عبر اقليم كردستان.

إيلاف من لندن: قامت قوة مسلحة تابعة لقوات البيشمركة قادمة من مدينة السليمانية، مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، بمحاصرة مقر إدارة شركة نفط الشمال في مدينة كركوك (22 كم شمال شرق بغداد)، واوقفت الضخ بالتنسيق مع المحافظ نجم الدين كريم ورئيس مجلس المحافظة ريبوار طالباني، القياديين في الحزب نفسه.&

وقد توقفت عمليات الضخ في الساعة التاسعة من صباح اليوم، حيث كانت معدلات التصدير المقدرة لهذا اليوم من حقول تديرها شركة نفط الشمال وتشمل حقول كركوك وجمبور وخباز بمعدل 160 الف برميل، لكن عمليات الضخ توقفت بشكل تام الآن، بعد أن اقتحمت البيشمركة محطة ضخ نفط الخط العراقي التركي في "كي وان" غرب كركوك بالقرب من ناحية يايجي، وقامت بإخراج العاملين منها ومنعت موظفي المناوبة الصباحية من الدخول اليها، وطلبت منهم ايقاف الضخ بشكل فوري وارغام ادارة شركة نفط الشمال بإيقاف الضخ، كما ابلغ مصدر في شركة نفط الشمال الوكالة الوطنية العراقية للانباء في تصريح صحافي اليوم، وتابعته "إيلاف".

&

قوات البيشمركة لدى اقتحامها مقر شركة نفط الشمال بكركوك - من وكالة رووداو الكردية

&

وتضم شركة نفط الشمال حقول جمبور وخباز وكركوك، والتي تنتج قرابة 175 الف برميل تصدر اكثر من 100 الف برميل منها إلى تركيا عبر الخط الممتد عبر اقليم كردستان، فيما تدير وزارة الثروات الطبيعية في اقليم كردستان بعد اقتحام داعش لمناطق شمال العراق، ومنها مناطق من محافظة كركوك في يونيو عام 2014، بينها حقلا باي حسن وئافانا، والتي تنتج اكثر من 250 الف برميل.

وجاء ايقاف البيشمركة لضخ النفط عقب اتهام محافظ كركوك وزارة النفط بتنفيذ اتفاقات دون مراعاة اوضاع كركوك أو انصافها بصرف مخصصات البتردولار أو تعيين موظفين أو انشاء مصفى حديث في كركوك أو تنفيذ عمليات تطوير لمصفاة كركوك القديمة.. فيما أبرمت وزارة النفط اتفاقًا مع شركة كار النفطية في أربيل على اعادة تشغيل مصفاة الحمدانية بالموصل، وتخصيص بين 40 إلى 50 الف برميل من نفط كركوك إلى نينوى لتشغيل المصفاة وحصول شركة كار على نسبة 10 دولارات عن كل برميل منتج بالمصفى.

ويصل نفط كركوك إلى ميناء جيهان التركي عبر خط أنانيب كردستان، وفي حال استمرار توقف تصدير نفط كركوك، فسيتوقف تصدير نفط اقليم كردستان أيضاً. وتُصدر حكومة إلاقليم ما بين 600 و650 ألف برميل من النفط إلى الخارج يومياً، حيث يُستخرج قسم من هذه الكمية من حقول نفط كركوك.

كركوك ترفض تصدير نفطها إلى إيران من دون التنسيق معها

وكان مجلس محافظة كركوك اعلن الثلاثاء الماضي رفضه لمذكرة التفاهم، التي وقعتها الحكومة العراقية مع إيران، حول تصدير نفط كركوك اليها، معتبرًا أنها لن تتحقق إذا لم تمر عبر بوابة إقليم كردستان.&

وقال رئيس مجلس محافظة كركوك ريبوار طالباني، في تصريح صحافي، "على حكومة بغداد أن تنسق معنا وإلا فإن القرارات الفردية لن تحقق أي نتيجة وستفشل حتماً كما حصل مع الاتفاقيات النفطية السابقة". وأكد على "ضرورة أن يكون لمجلس محافظة كركوك دور في توقيع مثل هذه الاتفاقيات".

وكانت وزارة النفط العراقية أعلنت الشهر الماضي عن توقيع مذكرة تفاهم مع نظيرتها الإيرانية لدراسة تصدير نفط كركوك عبر الأراضي الإيرانية.

وتقوم حكومة كركوك المحلية حالياً بتصدير نفطها إلى إيران عبر شاحنات نقل كبيرة بموجب اتفاق سابق بينهما، يقضي بتصدير الإقليم مادة النفط الأسود لإيران مقابل استيراد الغاز منها للاستخدامات المحلية.&

ويذكر أن إقليم كردستان يرتبط بعلاقات نفطية جيدة مع إيران، حيث زار وفد إيراني يرأسه وزير النفط السابق رستم قاسمي أربيل في أبريل عام 2016، وعقد لقاءات مع رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ووزير الثروات الطبيعية اشتي هورامي، وتم التفاهم حول شأن شراء الإقليم غازاً من إيران، مقابل بيعها نفطاً أسود من حقول الإقليم.

وتعتبر قضية التعامل مع الملف النفطي إحدى أبرز الأزمات القائمة بين حكومتي أربيل وبغداد منذ سنوات، حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بعدم الالتزام بالاتفاقيات المعقودة حول تنظيم تصدير نفط شمال العراق عبر تركيا والتصرف بوارداته.

&

&

&