باري: فضّل وزراء مالية مجموعة السبع، الذين يشاركون في اجتماع يومي الجمعة والسبت في باري (جنوب شرق ايطاليا)، تجنب المواضيع المثيرة للجدل كالتجارة الدولية بهدف الوصول إلى تفاهم اكبر حول مسائل الامن الالكتروني ومكافحة تمويل الارهاب.

وعليه لم تدرج مسألة التبادل الحر أو الحمائية على جدول أعمال وزراء الدول السبع الاكثر ثراء في العالم (الولايات المتحدة واليابان والمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وكندا)، وهي سابقة منذ انتخاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب.

واعرب وزير المالية الاميركي ستيفن منوتشين عن الاستعداد للتباحث في هذا الموضوع، في اطار لقاءات ثنائية، بحسب مسؤول أميركي. الا أن السلطات الايطالية التي تستضيف اللقاء في باري، اكدت أن الموضوع سيتم تناوله في قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة السبع المقررة في صقلية بحلول نهاية مايو الحالي.

وشهد اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين، الذي جرى&في ألمانيا في مارس الماضي، خلافًا بين الولايات المتحدة وشركائها بشأن التجارة الدولية. وتمكنت ادارة ترامب انذاك من فرض حذف الاشارة الى مكافحة الحمائية من البيان الختامي.

إلا أن الاجواء بين وزراء مالية مجموعة العشرين عادت وشهدت نوعًا من التهدئة في واشنطن خلال ابريل، لكن دون التوصل الى تسوية للمسألة.

وتعتبر الادارة الاميركية أن شركاءها باتوا "مدركين بأن ادارة ترامب تريد علاقات تجارية اكثر انصافاً وتوازناً ومبادلة مع الشركاء الاساسيين"، بحسب ما اعلن مسؤول اميركي هذا الاسبوع.

شكوك

ورغم ذلك، لا تزال لدى شركاء الولايات المتحدة شكوك، بحسب مسؤول كبير من احدى الدول المشاركة، والذي قال هذا الاسبوع: "لست مقتنعاً بأننا سنكون على اطلاع اكبر على نوايا الاميركيين".

وبعيدًا عن الخلافات المتعلقة بالحمائية، تأمل ايطاليا التي تتولى رئاسة مجموعة السبع في العام الحالي تحقيق تقدم على "جدول أعمال اجتماع باري" من اجل الحد من اللامساواة.

ويسعى وزير المالية الايطالي بير كارلو بادوان الى اقرار وثيقة من اجل تعزيز النمو الشامل، في الوقت الذي تتزايد فيه احتجاجات المهمشين من الاقتصاد العالمي في عدد من دول مجموعة السبع.

وقال بادوان إنه حصل حتى الان على دعم نظيره الاميركي ستيفن منوتشين مع أن الاخير يؤيد خفض الضرائب على الاكثر ثراء، وهو ما يقول معارضوه انه يزيد من اللامساواة.

واكد مسؤول ايطالي من مجموعة السبع: "هناك اتفاق جيد&حول الموضوع بين الوزيرين".

وسيبحث وزراء مالية مجموعة السبع ايضًا مسألة التهرب الضريبي، الذي يأملون تحقيق تقدم فيه بمساعدة منظمة التعاون والتنمية التي تركز عليه منذ عدة سنوات. ومن المفترض ان تمنحها مجموعة السبع تفويضًا لدرس سبل مواجهة الاساليب، التي تزداد تطورًا من اجل مكافحة التهرب الضريبي.

كما يمكن تحقيق تقدم في اطار الامن الالكتروني ومكافحة تمويل الارهاب، وهما موضوعان "استراتيجيان"، بحسب ما أكد منوتشين وبادوان، خلال لقاء ثنائي جمعهما الخميس في باري.
&