كثف وزراء خارجية مجموعة السبع محادثاتهم في لوكا الإيطالية الاثنين في محاولة لبلورة موقف موحد حول إحياء العملية السياسية في سوريا، محاولين ممارسة ضغط على روسيا.

إيلاف - متابعة: مع اقتراب زيارة وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون لموسكو، توترت العلاقات بين الولايات المتحدة التي دعت الأحد إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وحلفاء دمشق، وخصوصًا روسيا وإيران، اللتين هددتا واشنطن بالرد.

هجوم خان شيخون
سيكون الاجتماع الوزاري السنوي لمجموعة السبع فرصة لمناقشة سلسلة موضوعات مع وزير الخارجية الأميركي الجديد، مثل مكافحة الإرهاب والوضع في ليبيا وأوكرانيا والاستفزازات الكورية الشمالية والاتفاق حول النووي الإيراني.

لكن الهجوم الكيميائي على بلدة خان شيخون السورية في الرابع من إبريل (87 قتيلًا) والرد الأميركي عليه ليل 6-7 إبريل عبر قصف قاعدة جوية للجيش السوري، هيمنا على جدول الأعمال.

من جهتهم، أبدى قادة دول جنوب الاتحاد الأوروبي (فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال واليونان ومالطا وقبرص) "تفهمهم" للضربة الأميركية، معتبرين أنها عمل "محدود" يهدف إلى الرد على استخدام الأسلحة الكيميائية.

شخص سامّ
في هذا السياق، دعا وزير الخارجية الإيطالي أنجلينو الفانو إلى اجتماع خاص حول سوريا صباح الثلاثاء يشمل تركيا والإمارات العربية المتحدة والسعودية والأردن وقطر.

وأمل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون السبت بأن يفضي الاجتماع إلى "رسالة واضحة ومنسقة" يحملها تيلرسون إلى روسيا. والمطلوب في رأيه ممارسة ضغط على موسكو لتكفّ عن دعم الأسد، الذي بات "حاليًا (شخصا) سامّا بكل معنى الكلمة".&

لذا، تحدث جونسون لوسائل إعلام بريطانية في لوكا عن احتمال فرض عقوبات "على مسؤولين في الجيش الروسي ضالعين في تنسيق العمليات السورية، وأصيبوا بعدوى السلوك الوحشي لنظام الأسد".

من جهته، تشاور الفانو هاتفيًا مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، طالبًا منه استخدام نفوذه لدى النظام السوري لتفادي هجمات مماثلة ضد مدنيين.

محاسبة
بعد وصوله مساء الأحد إلى إيطاليا، أجرى تيلرسون مشاورات الاثنين في إطار لقاءات ثنائية مع نظرائه الياباني والبريطاني والفرنسي قبل طاولة مستديرة سباعية أولى ضمت الولايات المتحدة واليابان وكندا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وبدأت الساعة 16:30 (14:30 ت غ).

بعد هذه الجولة التي تستمر ساعتين، سيقوم الفانو مع الوزراء بجولة في القصر، الذي يستضيف الاجتماعات، قبل عشاء عمل في مبنى البلدية.

في هذا الوقت، تظاهر نحو مئتي شخص حول الوسط التاريخي، الذي منعت فيه السيارات، وأخلي من السيّاح، بسبب التدابير الأمنية، منددين بمجموعة السبع. وحملوا لافتة كتب عليها: "حروبكم، موتانا، فلنطرد قادة العالم".

واندلعت صدامات حين حاول المتظاهرون اختراق الطوق الأمني، والاقتراب من الوسط التاريخي. لكن الهدوء عاد سريعًا. وصرح تيلرسون: "نلتزم مجددًا محاسبة جميع من يرتكبون جرائم ضد الأبرياء في كل أنحاء العالم".

التسوية مدخلًا
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت ان هاتين الاولويتين متلازمتان، وقال صباح الاثنين "لن تكون هناك مكافحة فاعلة للارهاب، اذا لم ترتبط بتسوية الوضع السوري"، مكررًا دعوته الى "انتقال سياسي".

بدورهم، تعامل حلفاء النظام السوري بتشدد مع الضربة الاميركية، فيما نفت دمشق اي مسؤولية لها عن هجوم خان شيخون. وهددت غرفة العمليات المشتركة، التي تضم روسيا وايران والقوات الداعمة لدمشق، وابرزها حزب الله اللبناني، الاحد بانها سترد "بقوة" على اي "عدوان" على سوريا بعد الضربة الاميركية على مطار الشعيرات، والتي اعتبرتها "تجاوزاً للخطوط الحمراء".