كابول: قتل 100 على الأقل من عناصر الأمن خلال عمليات عسكرية مدعومة بضربات جوية أميركية لأخراج مقاتلي طالبان من مدينة غزنة في شرق افغانستان، بحسب ما أعلن مسؤولون الإثنين، فيما أكد الأهالي نقص المواد الغذائية والأدوية بعد أربعة أيام على المعارك.

وقالت الحكومة الأفغانية إنها أرسلت تعزيزات إلى المدينة الاستراتيجية التي بالكاد تبعد ساعتين بالسيارة عن كابول وتقع على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط العاصمة بمناطق الجنوب. وأكدت القوات الأميركية في أفغانستان شن ضربات جوية يوميا منذ بدء المعارك.

ويأتي الهجوم الذي بدأه مقاتلو طالبان في ساعة متأخرة الخميس وسط تزايد الضغوط على المتمردين لإجراء &محادثات سلام، ويبرز صعوبة التصدي لهجماتهم المتكررة على المدن المكتظة وسقوط قتلى من المدنيين.

وقال وزير الدفاع طارق شاه بهرامي في مؤتمر صحافي في كابول إن "نحو 100 من عناصر الأمن سقطوا وما بين 20 و30 مدنيا قتلوا"، وهي أول حصيلة يقدمها مصدر رسمي رفيع لعدد القتلى منذ دخول المتمردين المدينة.

وقال أيضا إن 194 متمردا قتلوا و147 جرحوا.

وسارعت طالبان الى الرد قائلة إن مزاعم الحكومة "لا أساس لها" وأن مفاوضات "تجري لاستسلام" قواتها.

ويبذل الأطباء جهودا حثيثة لعلاج عشرات الجرحى في مستشفيات في عاصمة الولاية، حيث قال الأهالي إن المتمردين يجوبون الطرق.

وفي أحد مستشفيات المدينة كان الجرحى يئنون ممددين على حمالات، فيما غطت الارض نعوش خشبية مكشوفة وضعت فيها الجثث.

وأكد طبيب في وحدة العناية المركزة في المستشفى تسلم أكثر من 80 جثة اعتبارا من الأحد، وتقديم العلاج لأكثر من 160 شخصا، العديد منهم اصيبوا بجروح ناجمة عن عيارات نارية أو شظايا.

وقال الطبيب محمد عارف عمري "لا يوجد عناصر من الشرطة أو الجنود لحراسة المستشفى. إنهم يحضرون الجرحى ويغادرون".

وقالت المتحدثة باسم الصليب الاحمر الدولي في كابول اندريا كاتا بريتا لوكالة فرانس برس إن "المستشفى تخطى طاقته".

وفيما أكد الأهالي أن الكهرباء لا تزال مقطوعة في المدينة، اوضحت ان الصليب الأحمر تمكن من الوصول إلى المستشفى الاثنين خلال توقف وجيز للمعارك، وقام بتزويده بنحو 200 لتر من الوقود لمولد الكهرباء ومواد طبية لأكثر من 100 شخص.

وقالت "الجميع يطلب المساعدة، ولذا نقوم بما يمكننا متى توفرت أي فرصة أمنية للقيام بأي شيء".

وقال مراسل وكالة فرانس برس في المدينة في ساعة متأخرة الأحد أن المتمردين يقصدون المنازل ويأمرون الاهالي بتقديم المؤن لهم مثل الماء والشاي والعربات اليدوية لنقل المقاتلين الجرحى.

- ارتباك واشاعات -&
قال أهالي غزنة الذين فروا إلى كابول هربا من أعمال العنف لوكالة فرانس برس إن جثث قتلى المتمردين والجنود لا تزال في الشوارع، فيما قام مقاتلو طالبان بإحراق مقار حكومية. واكدوا ان اسعار المواد الغذائية ترتفع.

وقال الصحافية فايزة فايز التي وصلت الى كابول في ساعة متأخرة الاحد بعد فرارها من غزنة "الجميع كان يسعى لايجاد سبيل للفرار من المدينة. ومعظم الناس لا يزالون مختبئين في الطبقات السفلى اذ لا تزال المعارك مستمرة من شارع لاخر".

ولا تزال شبكة الاتصالات مقطوعة في معظمها وسط تكتم المسؤولين مما يجعل من الصعب تأكيد المعلومات ويزيد الشائعات عن حصيلة مرتفعة لاعداد القتلى. ومعظم المسؤولين الذين اتصلت بهم وكالة فرانس برس في غزنة وكابول كانت هواتفهم مغلقة.

وحضت الأمم المتحدة جميع الأطراف على احترام حقوق المدنيين المحاصرين في المعارك.

وتعتبر المعارك هناك آخر محاولات طالبان للسيطرة على احدى المدن، وتأتي مع تزايد الضغوط على المتمردين للبدء بمفاوضات سلام مع الحكومة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما.

والهجوم هو العملية الأكبر التي أطلقتها طالبان منذ هدنة غير مسبوقة في حزيران/يونيو بين طالبان والقوات الحكومية، ما أعطى فسحة للأفغان الذين انهكتهم الحرب.&

وتقع غزنة على الطريق الرئيسي الذي يربط بين كابول وقندهار، وتمثل صلة وصل بين كابول ومعاقل المتمردين في الجنوب.