إيلاف من لندن: قال وزير الخارجية البريطاني اللورد ديفيد كاميرون، اليوم الاثنين، إن نتيجة الانتخابات الروسية تظهر "عمق القمع" في عهد الرئيس فلاديمير بوتين.

وأشاد الكرملين بإعادة انتخاب بوتين الساحق لولاية خامسة في منصبه ووصفها بأنها "تأكيد بليغ" على دعم الشعب. لكن كاميرون، الذي قال مساء الأحد إن الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة، رفض نتيجة الانتخابات ووصفها بأنها غير ديمقراطية.

وقال اللورد كاميرون في بيان "هذه الانتخابات الروسية تؤكد بشكل صارخ عمق القمع في ظل نظام الرئيس بوتين الذي يسعى لإسكات أي معارضة لحربه غير الشرعية (في أوكرانيا)".

وأضاف: "بوتين يزيل خصومه السياسيين، ويسيطر على وسائل الإعلام، ثم يتوج نفسه الفائز. هذه ليست ديمقراطية".

عدم التزام
وقال كاميرون إن روسيا تقاعست روسيا عن الوفاء بالتزاماتها بمبادئ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تضمن التعبير عن إرادة الشعب بحرية ونزاهة. لقد شهدنا تقارير واسعة النطاق عن انتهاكات انتخابية. ولم تتم دعوة المراقبين المستقلين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وتم استبعاد أي مرشح أعرب عن آراء مناهضة للحرب بسرعة. ومع وجود ثلاثة منافسين فقط معتمدين من الكرملين، لم تكن نتيجة هذه الانتخابات موضع شك على الإطلاق.

وكانت وفاة أليكسي نافالني قبل أسابيع قليلة من الانتخابات بمثابة تذكير مأساوي لشدة القمع السياسي في روسيا اليوم. ويتعين على روسيا أن تفرج فوراً عن جميع السجناء السياسيين، بما في ذلك فلاديمير كارا مورزا الذي يحمل جنسيتين.

وقال اللورد كاميرون إن إجراء الانتخابات على الأراضي الأوكرانية ــ كما فعلت روسيا في شبه جزيرة القرم، ودونيتسك، وخيرسون، ولوهانسك، وزابوريزهيا ــ يشكل انتهاكاً مقيتاً لميثاق الأمم المتحدة والسيادة الأوكرانية.

وأكد وزير الخارجية البريطاني: ستظل هذه المناطق أوكرانية دائمًا؛ وإجراء الانتخابات الرئاسية الروسية في هذه المناطق لا يغير من هذه الحقيقة. وتواصل المملكة المتحدة وقوفها إلى جانب أوكرانيا.

وشدد على انه يجب على روسيا أن تفي بالالتزامات التي تعهدت بها بحرية، وأن تضع حداً للعدوان خارج حدودها والقمع داخلها.

نافالني ومورزا
كما أشار كاميرون إلى وفاة المنافس السياسي الرئيسي لبوتين أليكسي نافالني كدليل على مدى قمع بوتين. وقال: "إن وفاة أليكسي نافالني قبل أسابيع قليلة من الانتخابات كانت بمثابة تذكير مأساوي لشدة القمع السياسي في روسيا اليوم".

وأضاف أنه يتعين على روسيا "الإفراج الفوري عن جميع السجناء السياسيين"، بمن فيهم فلاديمير كارا مورزا الذي يحمل الجنسيتين البريطانية والروسية.

وحكم على السياسي المعارض كارا مورزا (42 عاما) بالسجن في أبريل الماضي لمدة 25 عاما، وهو أقسى حكم حتى الآن لمعارضته الحرب في أوكرانيا.

ووجهت إليه تهمة "الخيانة" بعد أن استخدم كلمة ألقاها في الولايات المتحدة ليقول إن روسيا ارتكبت "جرائم حرب" ضد أوكرانيا.
ويعاني كارا مورزا من مشاكل صحية خطيرة يقول محاموه إنها ناجمة عن محاولتي تسميم دبرهما جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في عامي 2015 و2017.