داود البصري

الاحتفال الكرنفالي الأخير لحزب الله الإيراني اللبناني والذي كان مسرحية استعراضية ومهرجاناً بائساً للقوة الترهيبية لأذناب النظام الإيراني حمل سلسلة من الرسائل الإيرانية الملغومة للعالم العربي من خلال عنتريات وبلطجة واحد من أهم أدوات ذلك النظام في الشرق الأوسط , فظهور الإرهابي التابع لخلايا ذلك الحزب وهو المدعو سامي شهاب الهارب من سجن وادي النطرون المصري خلال الأحداث الأخيرة في مصر والفوضى الأمنية التي حدثت خلالها وهيأت الأسباب و العوامل و الظروف الموضوعية لهروب عدد لا يستهان به من الإرهابيين و العاملين في خدمة المشروع التخريبي الإيراني علنا وأمام الملأ وفي مهرجان خطابي للحزب في بيروت هو إهانة واضحة و متعمدة ليس للحكومة المصرية ولا لنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك ولا للحكومات العربية ولا للنظام الأمني العربي إن كان ثمة شيء من ذلك القبيل بل أنه إهانة وسخة وغير مقبولة وجهت للشعب العربي في مصر بكل فئاته و أطيافه و توجهاته و بكل عقائده و أحزابه و رؤاه , فخلايا حزب الله التخريبية التي ألقى رجال الأمن المصري القبض عليها عام 2009 وحاكمتهم محاكم مصرية و تحت ظل القضاء المصري و أصدرت بحقهم أحكامها وفقا لمقتضيات المصلحة و القانون لم تكن نشاطاتها التخريبية والدموية موجهة ضد الرئيس المصري السابق ولا لأركان نظامه بل أنها خلايا كانت موجهة أساسا لإستباحة دماء المصريين ولزرع الرعب و الخوف و التوجس في الشارع المصري ولدعم عمليات الإرهاب الدموي الأسود الذي تخصصت به عصابات و مخابرات الحرس الثوري الإيراني التي تجد في الأوضاع الإقليمية المتدهورة حاليا فرصتها الذهبية للعوم في تيارات الدم و ملفات التخريب المظلمة السوداء و كما يحصل في الساحة العراقية وحيث تقود ملفات الإرهاب بكل فواصله و حواشيه تلك العصابات وكما يحصل في دول الخليج العربي و التي كثيرا ماكتبنا عن الخلايا السرية الإيرانية النائمة أو الناشطة و التي تخطط و تعمل لأيام سوداء قاتمة في دول الخليج العربي كما حصل في السابق ويحصل اليوم في البحرين وماهو مخطط له أن يحصل في عدد آخر من دول الإقليم وفي طليعتها المملكة العربية السعودية و بهدف تمزيق دول مجلس التعاون الخليجي من الداخل و إكتساب راحة ستراتيجية كاملة في بسط السيطرة و الهيمنة الإيرانية على المنطقة لتحويلها لشرق أوسط إيراني كما أعلن النظام الإيراني بصراحة ووضوح قبل أسابيع قليلة من خلال إشارته لما أسماه بالشرق الأوسط الإسلامي و يقصد الإيراني لأن ذلك الشرق كان منذ خمسة عشر قرنا من الزمان مسلما ومن دون الإستعانة بخدمات نظام الملالي الإيراني ? ظهور الإرهابي الإيراني الهارب علنا وبهذه الوقاحة يمثل تحديا حقيقيا للأمن القومي المصري كما يمثل إهانة وطعنة نجلاء لكرامة و مكانة الحكومة اللبنانية التي تقف عاجزة وحائرة و مسلوبة الإرادة أمام عصابة طائفية إرهابية هي من يتحكم بتشكيل الحكومة اللبنانية , وطبعا إختتم العرض الإرهابي الكبير بالخطاب العنتري و العرمرمي و التحريضي الذي أطلقه السيد حسن نصر الله الذي أطلق من سردابه السري في أحد أقبية المخابرات السورية دعوته لتحرير ( الجليل ) أو شمال إسرائيل وهي دعوة تحريضية غير واقعية بالمرة لأنه يعلم بأن حزبه لايستطيع تحقيق ذلك الهدف لأنه بحماقة العام 2006 تمكن من إستدراج إسرائيل لتدمر لبنان و مشاريعه البنيوية و التحتية من أجل أسيرين فقط لا غير , كما إن إسرائيل إحتلت بيروت العام 1982 في إطار عملية عسكرية إسمها ( سلامة الجليل ) أدت لطرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان و اليوم يدعو ساكن السرداب السوري ورجل البلازما الأوحد و الوفي الأمين لسيده الولي الإيراني الفقيه إسرائيل لوجبة غداء دموية ضخمة تلتهم من خلالها كل لبنان وتدمره و تحيله الى لخراب رهيب من أجل سواد عيون أسياده الإيرانيين و من أجل التواري عن الفضيحة الأممية القادمة أي فضيحة المحكمة الدولية ودور حزب خدا الإيراني في الإرهاب في لبنان وفي عمليات الإغتيال التي جرت منذ إستشهاد رفيق الحريري وحتى اليوم , و كثمن واجب الدفع لإنتقام نظام المخابرات السورية من الشعب اللبناني الحر , وبهدف مركزي محوره خلط الأوراق في المنطقة لصالح المشروع التخريبي الإيراني المجنون... كيف سيكون رد الشعب المصري على تلكم الإهانة ? هذا ماننتظره بكل تأكيد.