آسية العمراني

 لم تكتمل فرحةُ مجموعة من الشباب الذين راودهم حُلم الهجرة، إذ بعد تسجيلهم في القرعة الأمريكية لسنة 2018، وانتظارهم لأزيد من 13 شهرا، وجدوا أنفسهم مقصيين من القرعة بعدما تم إخبارهم بفوزهم وانتظار المناداة عليهم لأخذ موعد مع القنصلية، من أجل دفع الوثائق المطلوبة للحصول على التأشيرة.

ووجدَ الشباب المنحدرون من المغرب والجزائر ومصر وتونس أنفسهم في صدمة وإحباط شديديْن، بعدما أخبرتهم القنصلية الأمريكية في وقت سابق بفوزهم في القرعة، واقتراب حصولهم على التأشيرة.

محمد من بين الشباب الذي وجد نفسه، اليوم، بلا حلمٍ ولا أمل في الهجرة، يقول إنه بعد عام وثلاثة أشهر من الانتظار اكتشف أنه عاش وهما كبيرا اسمه الفوز بالقرعة الأمريكية.

ويحكي محمد، في تصريح لهسبريس، أنه "كل سنة يأخذون 50 ألف فائز من إفريقيا، وكان رقمي 43700، وبالتالي كان عندي يقين كامل بأنني سأحصل على الفيزا، وكانت القنصلية الأمريكية تخبرنا بأنه سيتصلون بالفائزين من أجل أخذ موعد مع القنصل؛ لكن هذا الشهر، تم إخبارنا بأنه عدد الفائزين حُدد فقط في 39500 فائز، بمعنى أن كل من فوق رقم 39500 لن يستطيع التوصل بالرسالة الثانية، التي تعني أنهم سيأخذون الموعد مع القنصل، وبالتالي نحن مقصيون الآن من القرعة".

ويضيفُ محمد، باشمئزاز وغضب: "لماذا تركونا ننتظر طول هذه المدة وهم يوهمون الناس ويطمعونهم، وهناك من بدأ يبني أحلامه، بل هناك من كان في الخارج ودخل للمغرب، ومنا من لم يكمل دراسته والبعض توقف عن العمل لتحضير الوثائق المطلوبة يوم المقابلة".

الفائزون في القرعة لسنة 2018، والذين يتعدى عددهم 39500 فائز، راسلوا مركز كنتاكى، الخاص بالقرعة العشوائية والهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، للاستفسار عن سبب انعدام التراتبية في تحديد موعد المقابلة؛ لأنه، حسب محمد، "قمتُ مع بعض الفائزين بمراسلة مركز كنتاكي بداية شهر 7 بعد أن ظهرت نشرة يوليوز، للاستفسار عن موعد المقابلة، وكان الرد للأغلبية أن الملف تمت معالجته من طرف كنتاكي وتم تحويله إلى القنصلية بهدف المراجعة".

ويكمل المتحدث: "في نفس الفترة تم إرسال موعد المقابلة، وهي الرسالة الثانية لأرقام كبيرة، تفوق 40 ألف؛ أرقام ما بين ن40 ألفا و52 ألف فائز، في حين الأرقام الأصغر لم تتوصل بالرسالة الثانية".

وكان جواب مركز كنتاكي، حسب محمد، هو أن هذا الأمر خارج عن إرادة المركز.

وحاول المتحدث الاتصال بالقنصلية للاستفسار عن الملف، بعد أن كان جواب كنتاكي أن "الملف تم تحويله إلى القنصلية، وكان جواب هذه الأخيرة أنهم لم يتوصلوا بالملفات من كنتاكي".

وفي انتظار جواب منطقي حول إقصاء الفائزين في القرعة العشوائية الأمريكية، يقول محمد: "أصابنا الإحباط والصدمة، ولا نعلم أي باب نطرق، بعد عام و3 أشهر من الانتظار نعد الأيام والليالي، وعندما اقترب الموعد ضُربت آمالنا عرض الحائط، ونسبة كبيرة منا قررت عدم الانخراط أو الالتزام بشيء حتى لا تعرقله في الهجرة، كالانضمام إلى سلك الضباط أو التعليم، وهناك من امتنع عن أخذ خطوة الزواج، حتى لا تكون سببا في رفض التأشيرة".