فاز زين العابدين بن علي بفترة رئاسية جديدة بنسبة أصوات بلغت نحو 89,62 %،وتقول جماعات دولية لحقوق الانسان إن الحكومة ضمنت فوز بن علي باغلبية ساحقة من خلال مضايقة المعارضة،فيما أغلقت صناديق الاقتراع أبوابها على نسبة تصويت مرتفعة، lrm;إلى ذلك أكد ناخبون لم يعرفوا منذ استقلال تونس سنة 1956 الا الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، انهم صوتوا الاحد لولاية خامسة للرئيس بن علي quot;عن قناعةquot; او quot;بحكم العادةquot;.
تونس: فاز الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بنحو 89,62 بالمئة من الاصوات في الانتخابات الرئاسية الاحد بتونس، وفق ما اعلنت عنه وزارة الداخلية فجر اليوم الاثنين.. وتشمل هذه النتائج 10 من الدوائر الانتخابية ال 26 في البلاد حصل فيها بن علي على نتائج تراوحت بين 93,88 بالمئة في المنستير على الساحل الشرقي و84,16 بالمئة في اريانة شمال العاصمة بيد انه حقق افضل نتائجه بين الناخبين في الخارج (94,85 بالمئة).
وحل بعيدا خلفه محمد بوشيحة مرشح حزب الوحدة الشعبية على 5,01 بالمئة ومرشح الاتحاد الديمقراطي الوحدوي على 3,80 بالمئة ومرشح حركة التجديد على 1,57 بالمئة.
وفي الانتخابات التشريعية التي نظمت بالتوازي مع الرئاسية، فاز التجمع الدستوري الديقراطي الحاكم ب161 مقعدا من مقاعد مجلس النواب ال 214، وسيتوزع باقي المقاعد (53) على احزاب المعارضة التي شاركت في الانتخابات وفق نظام النسبية.
وأدلى التونسيون بأصواتهم في انتخابات كان مرجحا أن تسفر عن فوز بن علي (73 عامًا) الذي يحكم البلاد منذ 22 عامًا بفترة رئاسية جديدة. وتقول جماعات دولية لحقوق الانسان ان الحكومة ضمنت فوز بن علي باغلبية ساحقة من خلال مضايقة المعارضة وهو اتهام قال بن علي انه جزء من حملة أكاذيب تشنها المعارضة التي تخذل بلادها.
وتعتبر الحكومات الغربية تونس واحدة من اوثق حلفائها في العالم العربي وحصنا معتدلا ضد التطرف الاسلامي.
وفي الداخل يعزو ناخبون كثيرون لابن علي الفضل في جعل تونس التي تجتذب ملايين السائحين الاوروبيين سنويا واحدة من اكثر الدول ازدهارًا واستقرارًا في منطقة تعاني من الفقر والاضطراب السياسي.
وقالت نجية عزوزي (50 عامًا) في مركز للاقتراع في شارع مرسيليا بوسط تونس العاصمة بعد أن أدلت بصوتها انها اختارت بن علي وأضافت quot;انه منقذ البلادquot;.
وتولي بن علي السلطة في عام 1987 عندما اعلن الاطباء ان سلفه الحبيب بورقيبة أصبح عاجزا عن الحكم بعد اكثر من 30 عامًا في السلطة. وفاز بن علي باخر انتخابات جرت قبل خمس سنوات وحصل على 94.4 في المئة من الاصوات.
وينتخب التونسيون ايضا أعضاء البرلمان يوم الاحد.
وأغلقت مراكز الاقتراع في أنحاء البلاد التي يبلغ سكانها عشرة ملايين نسمة أبوابها في الساعة السادسة مساء (1700 بتوقيت غرينتش). ومن المقرر أن تعلن وزارة الداخلية النتائج الرسمية للانتخابات يوم الاثنين.
وقبل ساعات من انتهاء التصويت قالت وكالة الانباء التونسية الرسمية ان الاقبال على الانتخابات تجاوز 75 في المئة. ولكن مع عدم وجود شك يذكر لدى معظم التونسيين في نتيجة الانتخابات فإن الحماس كان فاترًا.
وقال شاب في مقهى طلب عدم ذكر اسمه quot;ما الفائدة من المشاركة ....كل شيء يحدث هو مجرد عرضquot;.
والحكومة التونسية شديدة الحساسية تجاه الانتقادات الاجنبية للانتخابات لان من المتوقع ان تتقدم بطلب الى الاتحاد الاوروبي العام القادم للحصول على quot;وضع متقدمquot; والذي قد يمنحها شروطا تجارية تفضيلية ويعزز موقفها على المستوى الدولي.
وفي كلمة تلفزيونية مساء السبت قال بن علي ان الانتخابات كانت حرة ونزيهة لكن بعض الاشخاص يحاولون عمدًا الاضرار بصورة تونس.
وقال quot;دارت الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية في نطاق القانون ومبادئ الديمقراطيةquot;.
وأضاف quot;لن نسمح بأي تجاوز أو تدليس أو تزييف لارادة الشعب وسنتخذ كل الاجراءات التي يمليها القانون تجاه هذا السلوك اذا ما ثبت وقوعه في العملية الانتخابية. وفي المقابل فان القانون سيطبق بالحزم نفسه كذلك ضد كل من يتهم أو يشكك في نزاهة العملية الانتخابية دون اثبات وبراهين.quot;
ووجه بن علي هذا التحذير بعد أن زعمت جماعات لحقوق الانسان ان الانتخابات تجرى في أجواء قمعية. واتهمت المعارضة الشرطة بضرب الناشطين وان صحفية فرنسية منعت من دخول تونس.
وقالت سارة لي ويتسون من منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها نيويورك quot;لن تكون الانتخابات في تونس حرة ونزيهة الا عندما تتوقف السلطات عن تكميم أفواه مرشحي المعارضة والصحافيين والمعارضين.quot;
وقاطع نجيب الشابي وهو أبرز شخصيات المعارضة في تونس الانتخابات يوم الاحد.
منافسو بن علي
ويواجه بن علي ثلاثة منافسين اثنان منهما وهما محمد بوشيحة من الوحدة الشعبية واحمد الاينوبلي من الاتحاد الديمقراطي الوحدوي نادرا ما ينتقدان الحكومة.
والثالث وهو احمد ابراهيم زعيم حركة التجديد العلمانية الذي قال انه لم يحصل على اذن للقيام بحملة بشكل فعال الا قبل اسبوع من الانتخابات.
وفي مراكز الاقتراع كانت بطاقات الاقتراع الملونة مكدسة على الموائد انتظارا لوصول ناخبين للادلاء باصواتهم. وفي اثنين من مراكز الاقتراع كانت البطاقات الحمراء الخاصة بابن علي اصغر بكثير من البطاقات الاخرى في دلالة واضحة على انه يحصل على المزيد من الاصوات.
وادلى الرئيس بن علي (73 عامًا) بصوته في ضاحية قرطاج شمال العاصمة في حين صوت منافسوه محمد بوشيحة بحي باب الخضراء واحمد ابراهيم في المنزه واحمد الاينوبلي في جندوبة بالشمال الغربي التونسي.
وقال ابراهيم quot;ارجو ان تكون الانتخابات حرة ونزيهة، على الرغم ممّا شاب الحملة الانتخابية من شوائب (...) وان تكون اقرب ما يكون للواقع ومحطة نحو تحول ديمقراطيquot; داعيًا الناخب التونسي الى quot;التعبير عن رايه من دون خوفquot;.
واضاف quot;ابرزت صوتًا ورأيًا مغايرًا ومعارضًا لتوجه السلطة وهكذا يكفيquot;.
اما محمد بوشيحة فأكد quot;اننا لا ندخل هذه الانتخابات من باب الترشح الشكلي ولا من باب وهم الزعامة بل من باب الاسهام المتواضع ولكن الجدي في تطوير العقليات وتعويد المواطن على الاختيار الحر والمساهمة في تكريس التجربة التعدديةquot;، مضيفًا ان quot;هذه الانتخابات ستكون نقطة حاسمة في التقدم بالتجربة الديمقراطية وتعزيز الوفاق الوطنيquot;.
وقال عبد الوهاب الباهي رئيس المرصد الوطني للانتخابات لوكالة فرانس برس وهو يتفقد احد مكاتب الاقتراع في شارع روما بالعاصمة quot;الجو طبيعي والمشهد العام عادي جداquot;.
وقالت سيدة بن ابيلاس العضوة الجزائرية في فريق المرصد quot;فوجئت بكثافة اقبال المرأة للانتخاب (...) وانا معجبة بذلك بوصفي امراة مغاربية وعربيةquot;.
وخفضت العام الماضي السن القانونية للانتخاب من 20 الى 18 عامًا ما يعني تسجيل نحو نصف مليون ناخب جديد في قوائم الناخبين. ولم تنشر حتى اللحظة ارقام رسمية عن عدد الناخبين المسجلين الذين يقدر عددهم باكثر من خمسة ملايين ناخب من اجمالي عشرة ملايين تونسي.
اما الحزب الديموقراطي التقدمي فقد ندد quot;بمهزلةquot; الانتخابات وقاطع الانتخابات التشريعية احتجاجا على عدم اجازة العديد من قوائمه، فيما لم يتمكن مؤسسه احمد نجيب الشابي من المشاركة في الانتخابات الرئاسية بحجة عدم التطابق مع القانون.
وشكا بعض المعارضين والمستقلين من quot;تضييقاتquot; عرقلت حملتهم الانتخابية في حين نددت السلطات التونسية بشدة بquot;المشككينquot; في نزاهة العملية الانتخابية.
وهذه ثالث انتخابات رئاسية تعددية منذ استقلال تونس في 1956.
وفي 2004 فاز بن علي بنسبة 94,48 في المئة من الاصوات وحصد حزبه 80 في المئة من مقاعد مجلس النواب.
ناخبون تونسيون صوتوا لـ بن علي quot;عن قناعةquot; او quot;بحكم العادةquot;
lrm;إلى ذلك أكد ناخبون تونسيون لم يعرفوا منذ استقلال تونس سنة 1956 الا الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، انهم صوتوا الاحد لولاية خامسة للرئيس بن علي quot;عن قناعةquot; او quot;بحكم العادةquot;.
وقال تهامي جميل (76 عامًا) البائع بالسوق المركزية بتونس العاصمة بلهجة واثقة quot;اصوت لبن علي لاني اعتدت عليه ومن اجل انجازاتهquot;.
واضاف quot;عرفت طيلة حياتي رئيسين الراحل الحبيب بورقيبة والحالي زين العابدين بن علي لكني افضل الثاني للانجازات التي شهدتها فترة توليه السلطةquot;، منذ 1987.
وفي الاتجاه ذاته قال ابنه ناصر (52 عامًا) quot;اسمع يوميًا خطابات مرشحي المعارضة التي لم تقنعني .. المرشح الذي اعرفه افضل من المرشح المجهولquot;، على حد تعبيره.
واكد الهاشمي (56 عاما) انه quot;غير مطلع على برامج مرشحي المعارضةquot; مضيفا quot;انتخبت المرشح الذي هو مصدر ثقةquot; دون مزيد من التوضيح.
وقالت ريم (37 عامًا) التي كانت منهمكة في التزود بحاجات البيت كما هي عادة الاسر التونسية الاحد، وهو يوم العطلة الاسبوعية في تونس، quot;لا بديل عن بن علي الذي دعم مكاسب المراة وحماها من قوى الشد الى الوراءquot; في اشارة الى تصدي السلطات التونسية للتيارات الاسلامية المتطرفة.
وفي مكتب اقتراع بحي الانطلاقة الشعبي غرب العاصمة يوفر عمدة (مختار) الحي الماء والقهوة للجميع، مضيفا quot;زوجتي تعد الطعام لكل الساهرين على حسن سير العملية الانتخابية، انه يوم عيدquot;.
وقالت بهيجة وهي سيدة منزل، ان quot;التصويت لبن علي واجب وانا معتادة عليه .. ابنائي يعملون ووضعهم جيد باستثناء واحدquot; غادر البلاد سرا الى الخارج بحثا عن عمل.
واضافت quot;آمل ان يتمكن رئيسنا من القيام بشيء ليعود ابني ومن هم في مثل وضعه الى البلادquot;.
اما فضيلة (47 عامًا) التي ادلت بصوتها في مكتب quot;معهد بورقيبة النموذجيquot; وسط العاصمة فاكدت quot;اصوت لبن علي لحل مشاكلي الاجتماعية وخصوصا للحصول على مسكنquot;.
وفي المكتب نفسه بدت الطالبة لميس (24 عامًا) فخورة بالادلاء بصوتها للمرة الأولىوقالت انها صوتت لبن علي quot;عن قناعةquot;.
اما علي الاربعيني الذي كان يفرك عينيه من اثر النوم فانه صرخ لدى سؤاله عن الانتخابات quot;اي انتخابات؟ ليس هنالك حوار فما الداعي لمشاركتي في التصويتquot;.
وقالت عربية (90 عاما) التي دخلت مكتب الاقتراع بخطى وئيدة متكئة على عكازها، انها شاركت في كافة الانتخابات السابقة ومعتادة على التصويت لمرشح الحزب الحاكم. واضافت المرأة التي لم ترزق بابناء، quot;احب بن علي واعتبره بمثابة ابنيquot;.
التعليقات