ينافس يوم الأحد المقبل ثلاثة معارضين للرئيسي التونسي زيدن العابدي بن علي على رئاسة البلاد مؤكدين ان تنافسهم حقيقي كما انهم يسعون الى تعزيز المسار الديمقراطي.

تونس: quot;بلا اوهامquot; بالفوز، ينافس الرئيس التونسي المنتهية ولايته زين العابدين بن علي في الانتخابات الرئاسية الاحد المقبل في تونس، ثلاثة معارضين يقدم احدهم نفسه على انه quot;منافس حقيقيquot; في حين يؤكد الآخران سعيهما الى تعزيز المسار الديمقراطي.

ـ احمد ابراهيم مرشح حركة التجديد والمبادرة الديمقراطية:
يقدم المرشح احمد ابراهيم امين عام حركة التجديد (3 نواب)، نفسه على انه quot;منافس حقيقيquot; ينتهج سياسة منتقدة لنظام الرئيس التونسي.ومنذ البداية سعى هذا الجامعي (62 عاما) الى ان ينأى بنفسه عن مرشحي المعارضة الاخرين واكد quot;عزمه على الدخول في منافسة فعلية للوقوف بحزم وبطريقة ندية بوجه مرشح السلطةquot; معتبرا ان ترشحه quot;ليس رمزياquot;. وهو ليس معروفا كثيرا خارج الاوساط السياسية والجامعية واكتشف الناخبون ملامحه على ملصقات حزبه الزرقاء.

ويطالب هذا الجامعي quot;بالقطع منع الانفراد بالراي وهيمنة الحزب الحاكم على الدولة والمجتمع بعيدا عن كل مساءلة او محاسبةquot; و يدعو الى quot;اصلاح اخلاقي مبني على قيم الحرية والمسؤولية وردع ظواهر الرشوة والمحسوبية والاثراء السريع المبني على الطرق الملتوية ونظافة اليد في خدمة الصالح العامquot;.

ومن المحاور الاساسية الاخرى في برنامج ابراهيم الدعوة الى quot;وضع سياسة جدية لمقاومة التصحر الثقافي ودعم حرية المكتسبات المراة وعفو تشريعي عام وفصل فعلي بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائيةquot;.

وابان انطلاق الحملة الانتخابية في ال11 من تشرين الاول/اكتوبر الحالي تمت quot;مصادرة بيانه الانتخابيquot; وصحيفة quot;الطريق الجديدquot; الاسبوعية الناطقة باسم الحركة بداعي quot;انتهاك القانون الانتخابيquot;.

وتعتبر حركة التجديد وريثة الحزب الشيوعي الذي تاسس العام 1920. وهي تقود حاليا ائتلافا يضم مجموعات من التنظيمات اليسارية والمستقلة ينشط تحت اسم quot;المبادرة الديمقراطيةquot; وهو الذي رشح ابراهيم للانتخابات الرئاسية.

ـ احمد الاينوبلي عن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي:
يترشح احمد الاينوبلي الامين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي (معارضة برلمانية - 7 نواب) الى الانتخابات الرئاسية quot;لمجابهة تحديات الداخل والخارجquot;.

واكد الاينوبلي (51 عاما) في بيانه الانتخابي بمناسبة انطلاق الحملة الانتخابية على quot;العمل على صون المكاسب والسعي لمجابهة تحديات الداخل والخارج (...) ما يضمن التقدم و يحمي السيادة والاستقلالquot;. واختار رمزا له اللون البني quot;لون الارضquot;.

ودعا الى quot;حوار وطني جاد ومسؤول في معالجة القضايا على قواعد الولاء للوطن والامة العربية والوفاء لنضالات اجيالها والانحياز لخط المقاومة والممانعة في التعامل مع كل اشكال الاستعمار والصهيونية وسياسات الاستقواء بالخارج لغاية الداخلquot;.

واغتنم الاينوبلي هذه المناسبة لمطالبة فرنسا quot;باعتذار رسمي لشعب تونس عن عقود من الاستعمار ... وتعويضه عن الاضرار التي الحقتها سياستها الاستعمارية بمجمل النسيج الوطني ماديا ومعنوياquot; في سابقة هي الاولى من نوعها في تونس.

ودعا الاينوبلي الى quot;بلورة موقف عربي ومغاربي مشترك بخصوص اتحاد من اجل المتوسط يضمن التوازن في العلاقة بين دول شمال المتوسط وجنوبهquot; رافضا استغلال الاتحاد quot;كبوابة عبور لتطبيع العلاقة بين العرب والكيان الصهيونيquot;.

واكد ان مشاركته في هذا الموعد الانتخابي تأتي في سياق quot;رفضه خيار الكراسي الشاغرةquot; وquot;لتفعيل مبدأ التعددية وحق الاختلافquot; ومن اجل quot;ارساء جمهورية برلمانيةquot; والدفاع عن القطاع العام. كما دعا الى quot;اطلاق حوار وطني حول اصلاح النظام التربويquot; ووضع quot;سياسة اعلامية شاملة لتطوير القطاعquot;.

وينشط الاينوبلي وهو محام في الحقل السياسي منذ ان كان طالبا ضمن quot;التيار القومي التقدميquot;. وتولى منذ ثلاثة اعوام الامانة العامة للاتحاد الديمقراطي الوحدوي الذي انخرط فيه عام 1992 خلفا لمؤسسه عبد الرحمان التليلي المسجون منذ 2003 بتهمة quot;استغلال نفوذquot;.

وللاينوبلي نشاطات اخرى في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والامانة العامة لملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي و مؤتمر الاحزاب العربية. وينتمي حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي الى المعارضة البرلمانية وهو ممثل ب7 نواب في مجلس النواب ويصدر اسبوعية quot;الوطنquot;.

ـ محمد بوشيحة عن حزب الوحدة الشعبية:
اكد محمد بوشيحة الامين العام لحزب الوحدة الشعبية ( 11 نائبا في البرلمان) في افتتاح حملته الانتخابية quot;ان اهدافنا من المشاركة في الانتخابات الرئاسية بعيدة كل البعد عن اهداف التنافس الانتخابيquot;. واضاف quot;اننا ندرك ان الحملة الانتخابية ليست الا محطة عابرة في الحياة السياسية وان ما سيعقبها هو الحوار والتفاعل بين المعارضة والسلطةquot;. وقال quot; هدفنا التفكير في افاق الاصلاح اثر الانتخابات الرئاسية والتشريعية وان نشرع في الاعداد للانتخابات البلديةquot;.

ومحمد بوشيحة (60 عاما) صحافي سابق وحائز اجازة في التاريخ والجغرافيا وعمل لفترة طويلة موظفا في الادارة العامة قبل انتخابه نائبا في البرلمان في 1991 وكرس منذ ذلك الحين نفسه للنشاط السياسي.

وفي العام 2000 عين بوشيحة امينا عاما لحزب الوحدة الشعبية الذي اسسه محمد بلحاج عمر في 1983 اثر انفصاله عن حركة الوحدة الشعبية (اشتراكية) التي اسسها قبل ذلك بعشر سنوات احمد بن صالح وزير الاقتصاد في حكومة الحبيب بورقيبة.

وكان حزب بوشيحة قدم مرشحا لاول انتخابات تعددية جرت في 1991 وفاز بها بن علي ب99,4 بالمئة. كما شارك فيها العام 2004. ومحمد بوشيحة رجل ممتلىء يطغى الشيب على شعره وهو متزوج من نائبة سابقة من المدافعات عن حقوق الانسان وهي مرشحة للانتخابات التشريعية.

ويدعو حزب بوشيحة الذي اختار اللون الذهبي quot;رمزا للنور والانتعاش والصفاء والقوةquot; خلال الحملة الانتخابية الى quot;التمسك بالقطاع العام وتكريس التعددية و وضع استراتيجية للقضاء على التهريب والتجارة الموازية وخطة لدعم السياحة الداخلية والتعليم والتعريبquot;.

وعلى المستوى العربي اكد بوشيحة على quot;وحدة المصير العربيquot; ودعا الى quot;التصدى للتطبيع مع الكيان الصهيونيquot; وquot;ادانة الاحتلال الامريكي للعراقquot; وquot;اعادة الحياة الى اتحاد المغرب العربيquot;. ويصدر الحزب اسبوعية quot;الوحدةquot; باللغتين العربية والفرنسية.