رد مسؤولون تونسيون ووسائل اعلام حكوميةبعنف على quot;افتراءات المشككينquot; في سلامة وضع حقوق الانسان والعملية الديموقراطية في تونس.

تونس: ندد محمد الغرياني، الامين العام للتجمع الدستوري الديموقراطي (الحاكم) في اختتام الحملة الانتخابية مساء الجمعة بشدة quot;باقدام فئة قليلة مفتقدة للضمير والروح الوطنية، على ركوب مطية التضليل والافتراء لخدمة مصالحها الشخصية الضيقة مقابل الاساءة لبلدهم والنيل من صورة الشعب التونسي ومكاسبهquot;. وكان نجيب الشابي الامين العام السابق للحزب الديموقراطي التقدمي المعارض انتقد بشدة الجمعة في تصريحات لقناة quot;الجزيرةquot; القطرية الانتخابات التي تنظم في تونس غدا الاحد وشكك في نزاهتها.

وتحت عنوان quot;الغرياني يندد بافتراءات الشابيquot; نشرت صحيفة quot;الصباحquot; اليومية السبت مقاطع مطولة من كلمة الغرياني وتنديده quot;بمواقف بعض الاحزاب المعارضة وخصوصا المواقف الصادرة عن الحزب الديموقراطي التقدميquot;. واضاف الغرياني ان quot;مثل هذا الافتراء لا يفاجىء التونسيين الذين تعودوا على مثل هذه الاكاذيب وبث الدعايات والبحث عن تعلات واهية من قبل حزب برهن على فشله في اكثر من مناسبةquot;، على حد قوله.

من جهته قال عبد العزيز بن ضياء منسق الحملة الانتخابية للحزب الحاكم ان quot;الحملة المغرضة التي يقوم بها بعض المناوئين للنيل من سمعة تونس والتشكيك في نجاحاتها لن تثني الشعب التونسي وقيادته عن المضي قدما في مسار التنمية والاصلاح على درب الديموقراطية والتعدديةquot;.

وتحت عنوان quot;مغالطات لتعويض العجزquot; كتب برهان بسيس في صحيفة الصباح ان نجيب quot;الشابي الذي اقصى حزبه من السباق الرئاسي ثم بادر الى الانسحاب من التشريعية رافضا المنافسة التي ستكشف عن الحجم الحقيقي لحزبه الذي لا يعدو ان يكون ظاهرة صوتية ضخمتها تقارير بعض السفارات الاجنبية (..) يحاول تعويض خيباته المتكررة عبر اسهل الطرق اي الشكوى والتظلم في سياق خطاب ممجوج ممل تحول من فرط استهلاكه الى اسطوانة مشروخةquot;.

كما انتقد كتاب مقالات آخرون في صحيفتي quot;لابرسquot; الحكومية وquot;لوتانquot; الخاصة الناطقين بالفرنسية بشدة مواقف الصحافية الفرنسية فلورنس بوجيه التي كان تم منعها الثلاثاء من دخول تونس لتغطية الانتخابات بعد ان اعتبرت السلطات انها quot;برهنت مرارا على مواقفها الواضحة المعادية لتونسquot;.

ولم يتمكن الشابي من المشاركة في الانتخابات الرئاسية بحجة ان ترشحه quot;لا يتطابق مع القانونquot;. كما قرر حزبه الانسحاب من الانتخابات التشريعية بسبب quot;اسقاط 17 قائمة من قائمات الحزب والتي تشمل 80 في المئة من الثقل السكاني في البلادquot;. وكان بعض اطراف المعارضة والمستقلون تحدثوا عن quot;تضييقاتquot; من السلطة عليهم، ما عرقل قيامهم بحملتهم الانتخابية.

وقال احمد ابراهيم مرشح حركة التجديد (معارضة) للانتخابات الرئاسية في تجمع نظمه الجمعة في ختام الحملة الانتخابية ان الحملة شهدت quot;تقهقرا خطيرا الى الوراءquot; مشددا على ان quot;التحول الديموقراطي ضرورة وطنية طالما ارجئت ولم تعد تحتمل التأجيلquot;. وقالت مجموعة من المستقلين المرشحين للانتخابات التشريعية في تونس العاصمة الخميس ان quot;سقف حرية التعبير كان ضعيفا ودون الرهان، فضلا عن غياب حوار سياسي بين المتنافسينquot;. في المقابل قال نور الدين مباركي من الاتحاد الديموقراطي الوحدوي المعارض لوكالة فرانس برس quot;نحن راضون عن مجريات الحملة الانتخابية وتمكنا من تحقيق برنامجنا الذي رسمناهquot;.

من جهة اخرى، يركن انصار مختلف القوى السياسية المشاركة في الانتخابات للراحة اليوم في انتظار تجندهم مجددا الاحد لحث انصارهم وعموم المواطنين على الاقبال على التصويت. وسيختار الناخبون بين المرشحين الاربعة للانتخابات الرئاسية وبينهم الرئيس المنتهية ولايته زين العابدين بن علي و1080 مرشحا في القوائم ال181 المشاركة في الانتخابات التشريعية والتي تمثل ثمانية احزاب سياسية ومستقلين. لكن، اضافة الى الفوز شبه المؤكد للرئيس بن علي في الانتخابات الرئاسية، من المتوقع ان يفوز الحزب الحاكم ب75 في المئة من مقاعد مجلس النواب التي اصبحت 214 مقعدا في حين سيتقاسم المرشحون الاخرون ال25 في المئة المتبقية.