لم تمض سوى أسابيع معدودة على انطلاق الموسم الجديد حتى سلك الشك طريقه الى جمهور ريال مدريد الإسباني الذي اهتز الثلاثاء، وذلك بخسارته المفاجأة أمام سسكا موسكو الروسي في الجولة الثانية من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا التي توج بلقبها في المواسم الثلاثة الماضية.

آخر مرة عجز فيها ريال مدريد عن التسجيل في ثلاث مباريات متتالية كانت في كانون الثاني/يناير 2007، وبعدها بستة أشهر أقيل مدربه الإيطالي فابيو كابيلو.

بعض العيوب أزعجت جماهير الفريق الملكي في ملعب سانتياغو برنابيو أكثر من عقمه التهديفي، وبعد بداية مشجعة في عهد المدرب الجديد جولن لوبيتيغي خرج الفريق عن مساره الاعتيادي.

الخسارة بهدف أمام سسكا موسكو، تركته من دون أي فوز في ثلاث مباريات، ولو أنه تعثر أمام خصمين صعبين في الدوري (أشبيلية صفر-3 وأتلتيكو مدريد صفر-صفر).

قال لاعب الوسط الكرواتي لوكا مودريتش، صاحب جائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من الاتحاد الدولي (فيفا)، "الجو في غرف الملابس ليس جيدا. عندما لا تسجل في ثلاث مباريات متتالية، يصبح الوضع مقلقا".

على صعيد المواقع، لم يتأثر ريال كثيرا محليا وأوروبيا، فلا يزال متساويا بالنقاط في الليغا مع برشلونة المتعثر ايضا في مبارياته الثلاث الاخيرة.

أما في دوري الأبطال، فيحتل المركز الثالث وراء سسكا موسكو وروما الإيطالي، لكنه يخوض مباراتيه المقبلتين ضد فيكتوريا بلزن التشيكي الضعيف. وكما أثبت في مواسمه الأخيرة، بمقدوره تصحيح هفواته المرتكبة في دور المجموعات.

لكن هناك قلق حول نجاعة الفريق في المقدمة، وهي شكوى تؤشر فورا إلى رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ليوفنتوس الإيطالي وعدم استقدام بديل له. تحدثت صحيفة "أل بايس" الأربعاء عن "متلازمة رونالدو".

سجل مدريد أربعة أهداف أقل من أول مباراتين له في دور المجموعات الموسم الماضي، وعلى سبيل الصدفة هو عدد أهداف رونالدو آنذاك.

- "رفع السقف عاليا" -

قال مدافع الفريق ناتشو "لا يمكننا القيام بأي شيء، قرر الرحيل ويجب أن نحترم ذلك". أضاف الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس "رفع كريستيانو السقف عاليا. لا يمكنك اخفاء الشمس بأصبعك".

أي فريق سيعاني جراء رحيل لاعب مثل رونالدو الذي سجل 30 هدفا على الأقل في تسعة مواسم متتالية، لكن قبل أسبوعين فقط وُصف رحيله بأنه جالب للتوازن، الوحدة، ناهيك عن الوضع الجيد للمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة والجناح الويلزي غاريث بايل.

أريح بايل الثلاثاء بعد اصابته بعضلات فخذه، لكن بنزيمة استهل المواجهة وكان يفترض أن يقود السفينة. حمل شارة القائد أيضا كما لو كان للتأكيد على هذه النقطة.

بدلا من ذلك، قدم الفرنسي أداء مألوفا له في السنوات الأخيرة. مجهود كبير مع دقة منخفضة، وتهور في الاستفادة من فرصه.

قال المدرب لوبيتيغي "لم نكن محظوظين" تعليقا على إصابة فريقه القائم ثلاث مرات.

هناك موجة دعم من المشجعين وراء المهاجم العائد من ليون الفرنسي ماريانو دياز والذي بدأ مسيرته مع الفريق الثالث لريال. نزل ماريانو بديلا وعندما أصاب القائم برأسية متأخرة، ارتقى أعلى بكثير من زميله بنزيمة.

بعد بداية مشجعة مع المدرب لوبيتيغي وتسجيله أربعة أهداف في أول ثلاث مباريات في الدوري، لم ينجح بنزيمة في إدراك الشباك في المباريات الست التالية.

لكن لوبيتيغي أكد أنه "نثق به تماما، يمر المهاجمون في فترات. التسجيل ليس فقط من مسؤولية بنزيمة، بل الفريق بأكمله".

بهذا المعنى، لم يحصل بنزيمة على الدعم الأفضل. دفع لوبيتيغي بتشكيلة ضعيفة، مع غياب بايل، المدفاع سيرخيو راموس ووضع مودريتش على مقاعد البدلاء. غاب أيضا الثنائي المصاب إيسكو والبرازيلي مارسيلو اللذان يشكلان إضافة هجومية.

يخوض مدريد ثلاث مباريات قبل موقعة برشلونة في ملعب "كامب نو" في 28 تشرين الأول/أكتوبر، في معركة عادة ما تحدد مشهد المنافسة على لقب الدوري.

ينتظره آلافيس السبت عندما يعود بايل ربما، قبل أن يخوض مباراتين سهلتين ضد ليفانتي وبلزن حيث قد يعود إيسكو ومارسيلو.

يأمل لوبيتيغي في بعض الانتعاش والأهداف "خضنا مباراة رائعة قبل عشرة أيام ضد روما. لم نكن خارقين آنذاك ولسنا سيئين اليوم".