إيران تخلق quot;ثورة تويترquot; فريدة من نوعها

مظاهرات تكنولوجية تتحدى حواجز السلطات الإيرانية

ميساء يوسف من المنامة: مع ارتفاع الأصوات الشعبية الإيرانية المشككة في صحة الإنتخابات الرئاسية وفرض السلطات الإيرانية لرقابة شديدة من نوعها على خدمات الهاتف النقال ومواقع الإنترنت الخاصة بالتواصل والدردشة وتبادل المعلومات والملفات مثل quot;الفيسبوكquot; وquot;تويترquot; وquot;يوتيوبquot; بقصد شل حركة الإتصالات في البلاد وقطع جميع السبل المؤدية للتواصل الإجتماعي، بزغ جيل بارع في إيران في التحايل على هذه الحواجز الإلكترونية التي فرضتها السلطات على الشعب، واستطاع الشعب أن يتواصل مع بعضه البعض ويعلن عن احتجاجاته التي إحتضنتها مختلف المواقع الإفتراضية الإجتماعية على شبكة الإنترنت، وأصبحت المظاهرات الإيرانية هي التي تحرك تكنولوجيا الإنترنت بمختلف أنواعها التواصلية في حالة فريدة من نوعها على مستوى استخدامات الشبكة العنكبوتية.

ويوجد في إيران عشرات الآلاف من المدونين الإيرانيين الذين استطاعوا أن يخرقوا حاجز الرقابة المفروض من قبل السلطات منذ عام 2004 سواء من خلال استخدام برامج فتح المواقع المحجوبة أو البرامج التي تخترق الحواجز النارية على شبكة الإنترنت وغيرها من الطرق التي لم تستطع السلطات الإيرانية أن تسيطر عليها كليا.

كما لا يخفى على الكثير من خبراء التكنولوجيا الحديثة والمراقبين للشأن الإيراني أن قيام الحكومة الإيرانية بحجب وفلترة شبكة الإنترنت لفترة طويلة وفي أوقات عصيبة ومصيرية بالنسبة للشعب الإيراني، قد ساعد العديد من الأشخاص على التحري والبحث من أجل الوصول إلى مختلف الطرق التي يمكن من خلالها الإلتفاف على حواجز الرقابة الحكومية، وهو الأمر الذي جعل من هؤلاء الأشخاص محترفين ومتدربين على اختراق حواجز الرقابة الحكومية على الإنترنت بشكل محترف ومتمرس.

إيران والمؤشر العالمي لحرية الصحافة

تمارس جمهورية ايران الإسلامية رقابة صارمة على كل من شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الرئيسية، وفي عام 2007 حصلت إيران على المرتبة 166 من 169 بلدا في الترتيب العالمي لحرية الصحافة في ظل تقرير quot;مراسلون بلا حدودquot; وأعتبر هذا التقرير أن إيران من أسوأ البلدان التي تمارس الأنظمة الاستبدادية في حق حرية التعبير عن الكلمة.

مستخدمو الإنترنت في إيران

يبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في إيران 35% من إجمالي الشعب، وهي نسبة عالية إذا ما قورنت بكثير من مستخدمي الإنترنت في مناطق دول الشرق الأوسط الذي بلغ عدد مستخدمي الإنترنت فيها إلى 26%، وعلى الرغم من وجود هذه النسبة الغير قليلة تعمل الحكومة الإيرانية على فرض رقابة شديدة على الإنترنت بل وتسعى لأن تكون هذه الرقابة من أصرم نظم الحجب في العالم.

استخدامالإنترنت لا يقتصر على حزب الإصلاح

يقول مراقبون للشأن الإيراني الحالي أن مستخدمي شبكة الإنترنت في إيران من أجل وصف المشهد الإيراني بعد الإنتخابات الرئاسيةالأخيرةلا يقتصرون على مؤيديquot;حزب الإصلاحquot; أو مؤيدي quot;موسويquot; كما يعتقد الكثير، ولكن يمكن القول أن quot;أنصار نجادquot; أدركوا الزحف الهائل على الشبكة العنكبوتية من قبل الإصلاحيين وقاموا بدور فاعل في quot;إعادة التعبئةquot; لصالح نجاد.

رفع الحجب عن بعض المواقع قبل الانتخابات

قامت الحكومة الإيرانية قبل عملية الإنتخابات الأخيرة بعملية رفع القيود على بعض مواقع المدونات الإيرانية والمواقع الأخرى في جميع أنحاء العالم كنوع من تعزيز الديمقراطية والحرية quot;المؤقتةquot;، في محاولة منها أن تكسب بعض الأصوات لصالحها.

يوتيوب وتويتر والفيسبوك

دعمت بعض المواقع الإلكترونية توفير خدمة إرسال الرسائل القصيرة الخاصة بالأحداث الإيرانية على الهواتف النقالة quot;SMSquot; في إحداث نوع من التواصل بالنسبة للمتظاهرين، بل أن بعض الناشطين وبعض الصحفيين أبدوا استعدادهم لخوض غمار المخاطرة في هذا الجانب من التكنولوجيا الحديثة من أجل تعديل الأوضاع في بلدهم.

كما لعبت بعض وسائل الإعلام الحديثة على شبكة الإنترنت مثل أفلام quot;يوتيوبquot; وموقع quot;تويترquot; وquot;فيسبوكquot; دورا كبيرا خلال الحملات الإنتخابية الإيرانية الأخيرة، ولم يتوقع مستخدمو هذه المواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت أن تفرض السلطات الإيرانية رقابة شديدة عليها بعد نتائج الإنتخابات، كونهم اعتادوا على استخدامها بكثافة أيام الإنتخابات الأمر الذي شكل صدمة لدى الكثير من المواطنين الذين أدركوا اللعبة الحكومية الإيرانية.

خبراء يؤكدون على قوة التكنولوجيا في دعم الإحتجاجات

وفي رد فعل على الأحداث الإيرانية الأخيرة أكد خبراء عالميون أن للتكنولوجيا ووسائل الإعلام الحديثة قدرة هائلة في التأثير على ردود فعل المواطنين وعلى دعم الاحتجاجات على نتائج الإنتخابات، وتجلى هذا واضحا في quot;موقع تويترquot; الذي ساعد وبفاعلية كبيرة على تنظيم سلسلة من الاحتجاجات على من يسيطر على نظام الحكم في إيران وقد تحرك تنظيم الاحتجاجات على موقع quot;تويترquot; بسرعة كبيرة بل وأثر هذا الموقع على الشارع الإيراني بشكل ملموس وواضح أدركته السلطات الإيرانية حيث أبدت انزعاجها الكبير جراء ذلك، وبدأت في تطبيق الممارسات الرقابية والتهديد بالقصاص.

خبراء يحذرون من الإنصياع الكامل للتكنولوجيا

من جانب آخر حذر بعض الخبراء من الوثوق الكامل بتكنولوجيا الإنترنت الحديثة وعدم الإنجراف الأعمى ورائها بحيث يجب استخدام هذه التكنولوجيا بحذر كبير لما لها من تأثير خطير على مستوى تغيير بعض أنماط التفكير لدى الشعوب، فعلى الرغم من متعة حرية التعبير المطلقة التي يمكن استخدامها من خلال مواقع الإنترنت اللامعدودة إلا أنه يجب على مستخدميها أن يتذكروا دائما أنهم يسيرون بدون استراتيجيات علمية مدروسة لخلق الولاء وبدون استراتيجات علمية مدروسة من أجل التحول إلى الجانب الآخر وبدون تخطيط للعقبات التي يمكن أن تنشأ من خلال بعض الأفعال الصغيرة الغير مدروسة والتي يمكن أن تتسبب في ردود فعل خطيرة على مستوى التفكير والسلوك والأمن الإجتماعي والمجتمعي.

الحرس الثوري الإيراني يثور على quot;تويترquot;

أسبوع مضى على الإنتخابات الرئاسية الإيرانية، وخلال هذا الأسبوع أعلنت السلطات الإيرانية أنها ستحاكم أي شخص يستخدم موقع quot;تويترquot; للأغراض السياسية الخاصة بنتائج الإنتخابات الإيرانية، الأمر الذي يؤكد عزم السلطات الإيرانية في فرض رقابة شديدة وصارمة للسيطرة على شبكة الإنترنت.

وحذر بيان صادر من quot;الحرس الثوري الإيرانيquot; يوم الأربعاء الماضي من نشر أي تحريض لأعمال الشغب أو المظاهرات أو الإحتجاجات أو نشر الشائعات المغرضة بشتى الطرق ومنها الطرق التكنولوجية وبشكل أخص من خلال موقع quot;تويترquot;، ومن يتجاوز ذلك سيخضغ لإجراءات قانونية صارمة وسيكلفه الأمر غاليا.

من جانبهم أكد خبراء من المجال التكنولوجي أن طبيعة تصميم quot;موقع تويترquot; تسمح بالوصول إليه وبث الرسائل من خلاله بطرق مختلفة، حتى أن مستخدميه يمكنهم الوصول إليه بطرق كثيرة دون الحاجة للدخول على الموقع الرئيسي له twitter.com وهو بذلك صمم ليكون أقوى من أي نظام رقابي، وإن تطبيق الحجب عليه من قبل السلطات الإيرانية أمر صعب جدا.

الخارجية الأمريكية تراقب الإحتجاجات الإيرانية من خلال تويتر

شكل موقع quot;تويترquot; لوزارة الخارجية الأمريكية مصدرا رئيسيا لاستسقاء المعلومات والأخبار عن الأوضاع الإيرانية المتدهوة، بل أن بعض المسئولين في الوزارة يعتمدون وبشكل رسمي عليه كمصدر داعم للتقارير التي تعد عن الأوضاع الإيرانية من خلال جمع المعلومات من موقع quot;تويترquot;.

كما تقوم الوزارة بالعمل مع المواقع الإفتراضية الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية مثل quot;تويترquot; وquot;فيسبوكquot; لضمان قدرة الإيرانيين على التواصل مع بعضهم البعض ومع الآخرين من خارج الجمهورية الإيرانية.

جوجل تنظم إلى quot;تويترquot; وتكشف عما يجري في إيران

قامت شركة جوجل بتقديم خدمة ترجمة النصوص من الفارسية إلى الإنجليزية والعكس في الوقت الحالي على أن تعمل الشركة على توسيع نطاق الترجمة ليشمل 40 لغة أخرى غير الانجليزية من أجل نشر المعلومات حول أزمة الانتخابات الإيرانية حول العالم سواء كانت هذه النصوص من مواقع إخبارية او مدونات او منتديات تفاعلية أو رسائل بريد إلكتروني أو من الشبكات الاجتماعية مثل quot;تويترquot; وquot;الفيسبوكquot; في محاولة لتوسيع نطاق نقل المعلومات والأخبار المتعلقة بإيران.

عولمة النضال المحلي

قال خبراء في المجال الإتصالي أن فعالية quot;تويترquot; والشبكات الإفتراضية الإجتماعية الأخرى يمكن أن يؤسس لأجندة ديمقراطية في مسرح الحياة العالمية الحديثة. وأكد الخبراء ان الشبكات الإجتماعية الإفتراضية هذا الوقت تقدم أكثر من quot;نضال محليquot;، فهي أصبحت تقدم quot;نضالا عالمياquot; يطال جميع شعوب العالم من أجل التغيير، فهي تشعر الناس بتضامن الآخرين معهم، وتجعلهم يشعرون بالإهتمام الدولي تجاه قضاياهم، أنها تشعر الناس بأن من حولهم يشاركونهم في المشاعر والآراء، وهذا أمر مهم جدا من أجل التغيير، وكل ذلك يحدث من خلال شبكة افتراضية على شبكة الإنترنت.