جانب من موقع إيلاف |
أشاد إعلاميون ومثقفون في إسبانيا بتجربة quot;إيلافquot; واعتبرها البعض مصدر إلهام لغيرها من وسائل الإعلام الإلكترونية، مؤكدين في الوقت ذاته أهمية الإعلام الإلكتروني في تحريك الثورات العربية بعد أن تجاوز هذا النوع من الإعلام خطوط الرقابة كلّها التي تفرضها السلطات.
مدريد: وصف إعلاميون في إسبانيا التي تضم ثاني أكبر جالية عربية في أوروبا، صحيفة إيلاف بأنها quot;موقع إلهامquot; وأصبحت ركيزة إعلامية عربية على الصعيد الدولي خلال الاعوام الماضية، ويرى إعلاميون أن إيلاف لعبت دورا رائدا في بناء جسر التواصل الإعلامي بين شعوب المنطقة العربية و تأقلمت بسرعة الضوء ضمن حركة الإعلام الإلكتروني الذي قاد حركة التغيير في الأوطان العربية .
إيلاف مصدر إلهام للآخرين
يعتبر سعيد إيدا حسان إعلامي عربي في مدريد ومؤسس أولجريدة عربية في إسبانيا تحمل إسمquot; أندلس برسquot; أن إيلاف شكلت له مصدر إلهام إعلامي عربي عند تأسيسه صحيفة أندلس برس. ويقول :quot;منذ حوالى سنة، أسسنا أول جريدة إلكترونية موجهة للجالية العربية في إسبانيا مستلهمين في ذلك بعض التجارب الناجحة مثل تجربة إيلاف الرائدةquot;.
و يعبرمدير نشر أندلس برس عن إيمانه بالتجربة الإعلامية الإلكترونية، ويرى أنها قد ساهمت بشكل كبير في صناعة الأحداث الأخيرة في العالم العربي ولكن لا يمكن الجزم على حد قوله، بأن الإعلام الإلكتروني انتزع الصدارة من الإعلام التقليدي وأصبح يمثل السلطة الرابعة. ففي كثير من البلدان العربية، هذه السلطة الرابعة غير موجودة أصلا.
ويجدّد الإعلاميّ العربيّ من مدريد ثقته في سلطة الإعلام الإلكتروني وأثره ودوره في الثورات العربية الأخيرة، و يقول :quot;لقد برهنت الثورات التي يشهدها العالم العربي منذ بداية السنة أن الإعلام الإلكتروني وتكنولوجيا الاتصال الحديثة بصفة عامة تشكل أداة مهمة للتغيير السلمي إذا ما أحسنت الشعوب استعمالها، كما أنها قد تتحول إلى سلاح فتاكquot; يمكن أن يسقط أنظمة عتيدة مثل نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي أو نظام القبضة الحديدية الذي كان يحكم مصر تحت قيادة حسني مبارك.
ويضيف حسان quot; خلال قراءة بسيطة للأحداث التي يشهدها العالم العربي منذ انطلاق الثورة quot;البوعزيزيةquot; في تونس بداية السنة، يمكن الجزم بأن الدول التي نجحت فيها الثورة الشعبية وهي مصر وتونس كانت شعوبها من أكثر بلدان العالم العربي استعمالا للإنترنتquot;.
و يرى مدير أندلس برس أن الإعلام الحديث يتميز ويتفوق على الإعلام التقليدي بالسرعة وباستعمال كل الوسائط لإيصال المعلومة وهذا ما دفع مثلا بكل الجرائد الكبيرة إلى تطوير صفحاتها الإلكترونية حتى تتماشى مع متطلبات جزء مهم من القرّاء الذين يفضلون الوسائط الحديثة على وسائل الإعلام الإلكترونية.
أما عن مستقبل الإعلام التقليدي، فلا يراه حسان قد ولّى و يقول في حديثه ل إيلاف quot;في الحقيقة لا يمكننا الجزم بأن الإعلام التقليدي قد أخفق، فقد لاحظنا كيف أن بعض القنوات التلفزيونية وأخص هنا بالذكر قناة الجزيرة القطرية، قد لعبت دورا مهما في تحريك الشعوب العربية في كل من تونس ومصر وليبيا وقد اعتمدت هي الأخرى على الإعلام الإلكتروني في كثير من تقاريرهاquot;.
فايسبوك وتويتر أيقظا الشارع العربي
ومن جهته، قال الإعلامي عدنان الأيوب إن الإعلام الإلكتروني أصبح مهما اليوم في حياة أي قارئ و مطلّ على الصحافة في العالم عبر شبكة الإنترنت. ويقول quot;كلنا نستخدم الإنترنت يوميا و الإعلام الإلكتروني أبرز قوته خلال المرحلة الاخيرة ووجه الرسالة لبعض الحكام البعيدين كل البعد عن هذه التكنولوجيا التي يرونها خيالا ووهما غير أن الأثر في مجتمعاتهم كان بارزا و يرى أن تويتر و فايسيوك أيقظا المواطن العربي ليكسر جدار الظلم و الفساد المنتشر. موضحا في الوقت نفسه أن هذه الوسائل لم تكن أساسا في إعلان ثورة الجماهير ضد الحكام،بل هذه هي الأدوات والوسائل التكنولوجية التي ساعدت بقدر عالٍ على ضخ الثورة في الشارع في وقت قياسي .
تنظيم الصفوف بدأ من الانترنت
ويرى الكاتب العربي الدكتور محمود آغا أن الإعلام الإلكتروني قد ساهم بقدر عالٍ في تحريك الثورات العربية و قد ساعد الشباب المعتاد على تكنولوجيا الإنترنت في تنظيم صفوفه و إثراء تجربته بسرعة لم يتوقعها الحكام العرب .
و يعتقدأن التعايش اليوم مفروض بين الإعلام التقليدي و الإعلام الإلكتروني من أجل إحداث تعايش إيجابي خدمة للشعوب و ليس كسرا لآمالها وحقها في الوصول إلى الأخبار .
و يعتبر آغا أن الإعلام الإلكتروني العربي لا يشكل خطرا اليوم في وجه القادة العرب بقدر ما يعبر عن انعطاف جديد في تفكير الشعوب ومطالبها وقدرتها على الرد السريع أمام الدكتاتوريات لا غير .
الإعلام الإلكتروني والعهد الجديد
من جانبه، يقول الشاعر العربي الدكتور محمود صبح إن الإعلام الإلكتروني أسّس لعهد جديد في الصحافة العربية، وقد برز دوره إلى جانب وسائل تكنولوجية حديثة عبر الإنترنت لدعم حركة التغيير و الثورات التي يشهدها العالم العربي من المحيط إلى الخليج. ويعبر عن شكره شعرا ونثرا كما يقول للإعلام الإلكتروني و لصحيفة إيلاف على وجه الخصوص، على الدور البارز الذي لعبته لدعم مشروع الصحافة العربية الإلكترونية ويرى أنها تشارك في تحريك الجماهير.
ويرى ان هناك نوعًا من التكامل بين الإعلام التقليدي والإلكتروني. وحول مستقبل وسائل الإعلام التقليدية، يقول الشاعر العربي إن quot;الثقافة العربية إنتقلت ورقيا إلى بلاد الاندلس و يرى أن بداية الكتابة الورقية في الصين وتمّ نقلها من قبل الخليفة الوليد إلى بلاد الشام ثم الاندلس و العالم لتبقى عصورا من الزمن وهذا لا يعني بأن القارئ سيتخلى عن تصفحه الصحافة المكتوبة التي لا يراها بالزائلة أمام الصحافة الإلكترونية السريعةquot;.
الإعلام الإلكتروني قاد نظيره التقليدي إلى التطور
من جهته، يقول ايمن الزبير مراسل قناة الجزيرة من إسبانيا إن توفر شبكات الإنترنت في العالم العربي لا يزال محدودا، غير ان ذلك لم يمنع من تنامي ظاهرة الإعلام الإلكتروني في عدة دول عربية. و يرى أن هناك نوعًا من التكامل بين الإعلام التقليدي والإعلام الإلكتروني ويجب إستكمال نشاط الإعلامالإلكتروني من خلال دعمه والتفكير في طرق تمويل مادي عبر الإشهار للتمكن من الإستقرار ومواصلة مهمته الإعلامية، معتبرا أن الإعلام الإلكتروني قاد الإعلام التقليدي كالصحف إلى تحليل و توسيع أخبارها و كتاباتها بشكل ملف للمتابعة .
ويرى مراسل قناة الجزيرة من مدريد أن الإعلام الإلكتروني قد ساهم في دعم وتنظيم الثورات العربية في عدة دول وبمساعدة الشبكات الإجتماعية الاخرى مثل فايسبوك وتويتر والتي نظمت صفوف المواطن في عدة دول عربية و جعلتالقادة عاجزين عن إعتقال القائمين على حرية التغيير مثلما كان يحدث خلال سنوات الستينات والسبعينات عندما كانت تعتقل السلطات بسرعة وسهولة من يحمل شعارات او ينادي بتنظيم تظاهرات .
وحول متابعته التجربة الإعلامية لإيلاف يقولايمن الزبير إنه تعرف إليها وهو في رحلته اليومية للبحث عن معلومات و أخبار عبر المحركات الإلكترونية ويقول إنه يتابع مقالات تنشر في إيلاف تعرف إليها ليس بصفة مباشرةعبر الدخول للصفحة لكن عبر محركات البحث الإلكترونية.
التعليقات