يتزامن الاحتفال بالعيد التاسع لإيلاف اليوم ( 21 مايو 2001 ndash; 2010 )، مع صدور تقرير مؤسسة فريدوم هاوس، وهي منظمة دولية غير حكومية تعني بإجراء الأبحاث حول حالة حريات الصحافة ورصدها حول العالم، المعنون: quot;حرية الصحافة عام 2010: دراسة عالمية لاستقلالية وسائل الإعلامquot; في 29 إبريل الماضي.
خلاصة التقرير: أن حرية الصحافة تتراجع في معظم أرجاء العالم، للعام الثامن علي التوالي.. وأنه لا يوجد سوي واحد من بين كل ستة أشخاص من مجموع سكان العالم في بلدان تتمتع فيها وسائل الإعلام بحرية حقيقية.
وحسب ( جين مورس) المحررة في موقع أمريكا دوت غوف laquo;فإن القيود المفروضة علي الصحافة تتضاعفraquo; علي العكس تماماً مما هو شائع من أننا نعيش عصر ثورة الاتصالات وتدفق المعلومات والسماوات المفتوحة وعولمة الحريات وحقوق الإنسان!
ويبدو أن التحسن الذي شهدته حرية الصحافة بعد سقوط جدار برلين وانهيار النظام الشيوعي في عام 1989 ndash; حسب التقرير - قد توقف، وأنه شهد انعكاساً في بعض الأحيان خلال السنوات العشر الماضية، رغم التوسع الكبير في وسائل الإعلام علي شبكة الإنترنت والمحطات التليفزيونية التي تبث عبر الكيبل والقنوات الفضائية.
هذا التقرير يلخص واقع quot; حرية الانترنت quot; في العالم اليوم، فقد ألقت هيلاري كلينتون وزيرة خارجية الولايات المتحدة، خطابا مهما في متحف الأخبار في 21 يناير الماضي، حمل هذا العنوان: الحريات وكيفية تطابقها مع تحديات القرن 21. ويلخص مضمونه الإجابة عن هذا السؤال: لماذا تراجعت حرية الصحافة في معظم أرجاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة ( 48 من الولايات شبه حرة )، كما جاء في تقرير فريدوم هاوس.
تقول كلينتون: quot;في عالم كوكبي واحد مرتبط بالإنترنت، فإن هجوما علي شبكة دولة واحدة يمكن أن يكون هجوما علي جميع الشبكات في كل دول العالم وعن طريق تعزيز هذه الرسالة، فإنه بوسعنا وضع أعراف للسلوك بين الدول وتشجيع الاحترام المتبادل للأشياء المشتركة بيننا علي الشبكات العالمية.
غير أن هذه المسألة لا تدور، كما تقول كلينتون، حول مجرد laquo;حرية المعلوماتraquo; بل حول laquo;نوعية العالمraquo; الذي نبتغيه ونوعية الكوكب الذي سنقطنه. وهي تتعلق بما إذا كنا نعيش علي كوكب ذي شبكة إنترنت واحدة وذي أسرة عالمية واحدة وجسم معارف واحد يفيدنا ويوحد بيننا جميعا، أو العكس، أن نعيش علي كوكب مجزأ يكون فيه وصول الفرد إلي المعلومات معتمدا علي مكان إقامته او نزوات ممارسي الرقابة علي المعلومات، وتلك هي أبرز تحديات القرن 2، حتي الآنquot;.
أين إيلاف من كل هذا ؟.. أولا: إيلاف هي أول جريدة الكترونية تنبهت قبل تسعة أعوام للعلاقة بين quot; حرية المعلومات quot; وquot; نوعية العالم quot; الذي نحلم به، وأن المجتمع في عصر العولمة لم يعد مجتمعًا إعلاميا وإنما أصبح quot; موجهًا إعلاميا quot;، ناهيك عن أنها حققت أعلي معدلات حرية الرأي (واحترام الرأي الآخر) وسط الصحف الورقية والرقمية، باعتراف المؤسسات الدولية.
ثانيا: إيلاف هي أول من طبق الحكمة الذهبية التي قال بها laquo;سوفوكليسraquo; قديما، وهي: laquo;أن قيمة المعرفة يحددها أسلوب استخدامهاraquo;، وأن الحوار المثمر البناء، والتفاعل الايجابي، الذي نفتقده في مجتمعاتنا البائسة، له هدفان: quot; المعني quot;، وquot; التواصل quot;، فإذا لم يصل المتحاورون إلي نقطة التقاء وسط، وإذا لم يتطور الحوار وينضج، بالإقناع والاقتناع، نحافظ علي الأقل علي هدف التواصل، فالخلاف لا يفسد للود قضية.
تحية لكل المبدعين في quot; مدرسة إيلاف quot; المتميزة، وللعبقري عثمان العمير رائد الكشوف الرقمية وما بعدها في عالمنا العربي.
[email protected]
التعليقات