موسكو: طالب ائتلاف المعارضة الروسية المنبثق من حركة المعارضة ضد النظام القائم، الاثنين بانتخابات رئاسية جديدة، واصفا انتخابات امس التي فاز فيها رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بانها quot;مهزلةquot;، وذلك اثناء تظاهرة ضمت الاف الاشخاص في موسكو. وقال احد قادة حركة المعارضة فلاديمير ريجكوف quot;نطالب بانتخابات رئاسية جديدة. ان هذه الانتخابات مهزلة. السلطة غير شرعيةquot;، وتلا امام المتظاهرين قرارا للجنة التنظيم.
هذا واعلن متحدث باسم حزب روسي معارض ان نحو مئة مؤيد للمعارض ادوارد ليمونوف بينهم ليمونوف نفسه اعتقلوا الاثنين فيما كانوا يحاولون التظاهر امام مقر اللجنة الانتخابية المركزية في موسكو. وقال الكسندر افيرين المتحدث باسم حزب quot;روسيا الاخرىquot; غير المرخص له كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي انه quot;تم اعتقال نحو مئة شخصquot;، في حين تحدثت الشرطة عن خمسين معتقلا.
ويبدأ فلاديمير بوتين ولاية رئاسية جديدة من ست سنوات في روسيا لكن سيكون عليه مواجهة تحديات حركة الاحتجاج القوية وكذلك منع انزلاق البلاد نحو الجمود كما يقول محللون. وقد حقق بوتين فوزا كبيرا في الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد ونال قرابة 64% من الاصوات من الدورة الاولى ويمكنه نظريا البقاء في السلطة حتى العام 2024 في حال فوزه بولاية جديدة في العام 2018.
لكن محللين يحذرون من ان مثل هذه الفترة الطويلة من الحكم تنطوي على مخاطر بحد ذاتها واذا بقي بوتين في السلطة حتى 2024 فانه سيكون الرئيس الذي بقي اطول فترة في السلطة منذ حقبة جوزف ستالين، لا سيما وانه وصل الى السلطة اعتبارا من 1999.
الا ان احتمال بقائه في السلطة لمثل هذه الفترة يثير شبح الجمود في الاوضاع الذي ساد في الاتحاد السوفياتي السابق ابان حكم ليونيد بريجنيف الذي استمر لقرابة عقدين من 1964 حتى 1982 حيث ادى غياب الاصلاحات الى اضعاف كل الاتحاد السوفياتي الذي انهار في العام 1991.
وقال الكسندر كونوفالوف رئيس معهد التقييم الاستراتيجي في موسكو quot;انها ليست خطوة نحو الاستقرار التي نقوم بها وانما نحو الركودquot;. وخلال حكمه عزز بريجنيف قوة جيش الاتحاد السوفياتي لكنه لم يتمكن من القيام باصلاحات هيكلية حيوية وتركت الدولة معتمدة على صادرات النفط لشراء الواردات اللازمة من اجل تامين المواد الغذائية للشعب.
واضاف كونوفالوف انه كما كانت الحال عليه بالسابق تبقى روسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي معتمدة على صادرات الطاقة واذا بقي سعر برميل النفط على اقل من 130 دولارا سيكون من المستحيل بالنسبة لبوتين ان quot;يحقق وعوده واعادة التوازن للموازنةquot;.
وقال quot;لا يمكننا استبعاد حصول تقلبات سياسية وعنفquot; في حال حصول مثل هذا السيناريو. من جهته اعتبر مارك اورنوف من كلية الاقتصاد العليا ان ليس هناك لا الموارد ولا الرغبة السياسية لتطبيق التغييرات التي تحتاجها روسيا.
وقال quot;ان النظام بحاجة لاصلاح عميق سياسيا واقتصاديا لكن ليس هناك لا الموارد المالية ولا الامكانات السياسية للقيام بذلكquot;. واضاف ان بوتين وافق الى حد ما على تحذيرات المعارضة بان الفساد يعتبر احد اسوأ المشاكل التي تواجهها روسيا الحديثة، لكن من غير المرجح ان يكون قادرا على شن حملة ضد الفساد.
وتابع quot;لا يمكن لبوتين ان يحارب الفساد لان هذا الامر سيجبره على توجيه ضربات ضد اوساط المقربين منه. وفي حين تسجل شعبيته تراجعا، فهو لن يشن حربا على مؤيديهquot;. وسيقوم المحتجون الذين قاموا بتجمعات حاشدة في موسكو وطالبوا باصلاحات جذرية من اجل قيام اقتصاد روسي حديث وحيوي، بمراقبة كل خطوات بوتين في المستقبل.
وقال كونوفالوف ان حجم الاستياء الشعبي سيزداد بعد الانتخابات الرئاسية وستتكثف حركة الاحتجاج ما يثير مخاطر من احتمال تفاقم الوضع. وقال اورنوف quot;هناك اسباب تدفع للخوف ليس بسبب تشدد المعارضة لكن بسبب قسم من النخبة المحيطة ببوتين والتي تشعر بالقلقquot;.
ولا يزال المحللون غير اكيدين ما اذا كان فوز بوتين سيتبعه انفتاح حذر في اتجاه معارضيه او ما اذا كان سيتشدد ويقوم بقمع اكبر. وقال المحلل السياسي يوري كورغونيوك ومقره موسكو ان quot;السلطات ستحاول اعتماد مختلف الاستراتيجياتquot;.
واوضح quot;اولا سيحاولون ممارسة ضغط على المعارضة. وحين يقولون ان ذلك لم يعط نتيجة سيحاولون الانفتاح. لكن هذا الانفتاح لن يكون لمصلحتهمquot;. فقد اعلنت المعارضة التي نظمت حتى الان تظاهرات سلمية تم التوافق على مكانها مسبقا مع السلطات- ان موقفها يمكن ان يتغير اذا اعتمدت الحكومة نهجا متشددا اكثر.
وقال الكاتب بوريس اكونين وهو احد الشخصيات البارزة في الحركة الاحتجاجية quot;اذا كان النظام يريد الانتقال نحو مواجهة عنيفة، فان المعارضة ستقوم بدون شك بتعديل وسائلها واهدافهاquot;. واضاف quot;حينئذ، من المرجح انبثاق قادة جدد اكثر تشدداquot;.
التعليقات