أعلن الإعلام الإيراني مقتل عميد إيراني من الحرس الثوري الإيراني في دمشق، ليكون أول تكذيب لتأكيدات المتحدث بلسان الحرس الثوري أن الدعم الإيراني للنظام السوري إستشاري فقط.


لوانا خوري من بيروت: في تطور لافت يعتبر اعترافًا علنيًا بوجود وحدات إيرانية مقاتلة في سوريا، إلى جانب النظام السوري، أعلن الإعلام الإيراني اليوم الثلاثاء عن مقتل عميد إيراني من الحرس الثوري الإيراني في دمشق، quot;خلال تأديته واجب الدفاع عن ضريح السيدة زينبquot;، كما قالت وسائله. فيكون العميد محمد جمالي باقلعة، من قادة فيلق ثار الله الذي شيع جثمانه في كرمان جنوب إيران، أول تكذيب فعلي لتأكيدات رمضان شريف، المتحدث الرسمي بلسان الحرس الثوري، أن الدعم الإيراني للنظام السوري إستشاري فقط.

مصرع التكذيب

وقالت وكالة مهر الإيرانية إن العميد المقتول قرر الدفاع عن الشعب السوري المظلوم، في مواجهة quot;الإرهابيينquot;، وهي الصفة التي يطلقها الاعلام الإيراني وكل إعلام حليف للنظام السوري على الكتائب المنضوية تحت لواء الثورة السورية، والدفاع عن ضريح السيدة زينب، على الرغم من عمله الإداري، فلقي مصرعه في الأيام القليلة الماضية. واطلقت الوكالة على القتيل صفة quot;الشهيدquot;.

وكانت بعض المدن الإيرانية شهدت خلال الأشهر الماضية تشييع قتلى من الحرس الثوري، من دون ذكر الأماكن التي قتلوا فيها.

واكتفت السلطات الإيرانية بالإعلان عن سقوطهم قتلى في الدفاع عن السيدة زينب. وقد تزامن التشييع دائمًا مع إعلان الجيش السوري الحر تقدمًا ما في محاور دمشق، أو إيقاع إيرانيين في كمين.

نحن ننتصر

وكان شريف أكد الاثنين أن لا وجود لكتائب إيرانية منظمة ومقاتلة في سوريا، وأن الوجود الإيراني مقتصر على تقديم الاستشارة للجيش السوري ونقل التجارب الدفاعية إليه. إلا أن هذا التصريح، الذي أتى في بيان مكتوب، لم يكف لنفي ما كشفه جواد كريمي قدوسي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني عن وجود مئات الكتائب العسكرية الإيرانية المقاتلة في سوريا إلى جانب الأسد، بل ذهب أبعد من ذلك بإعلان فضل إيران الكبير على النظام السوري في الانتصارات التي حققها الجيش في دمشق أخيرًا.

ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن كريمي مخاطبته جمهورًا في مدينة مشهد الدينية شمال شرق البلاد بالقول: quot;هناك مئات الكتائب الإيرانية على الأراضي السورية، وقد تسمعون أنباء عن انتصارات على لسان قائد عسكري سوري، إلا أن القوات الإيرانية هي التي تقف خلف تلك الانتصاراتquot;.

دولة محتلة

وحتى لو كانت إيران تنفي ضلوعها عسكريًا في الحرب السورية، إلا أن الجميع يعرف أن تورط حزب الله اللبناني في سوريا ما أتى إلا استجابة من أمين عام حزب الله حسن نصرالله لأوامر من قيادته الإيرانية، التي يدين لها بالولاء التام، ويجاهر بأنه جندي في جيش وليها الفقيه.

وفي رد على هذا التدخل، قال أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري، لدى انطلاق اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير حول سوريا، والذي انعقد في القاهرة: quot;الشعب السوري يواجه نظام الملالي، ونحن نقاوم احتلالاً لا يرحمquot;.

وأكد الجربا أن المعارضة السورية ترفض حضور إيران مؤتمر جنيف-2، وطالب المجتمع الدولي إعلان إيران دولة محتلة لسوريا.