تحت شعار quot;لا للعدالة الإنتقاميةquot;، خرج الآلاف من أنصار مرسي في تظاهرات في أنحاء القاهرة ومدن أخرى، فيما وقعت إشتباكات بينهم وبين مؤيدي الفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، وأغلقت قوات الجيش والشرطة الميادين الرئيسة في القاهرة، خشية سيطرة الإخوان عليها.


القاهرة: تلبية لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية ومناهضة الإنقلاب العسكري، واحتجاجًا على صدور حكم قضائي بالسجن لمدة 17 عامًا بحق 12 من طلاب جامعة الأزهر بتهمة محاولة إقتحام مقر مشيخة الأزهر، تظاهر الآلاف من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي اليوم الجمعة في شوارع عدة في القاهرة، وخرجت مسيرة من أمام مسجد المدينة الجامعية في جامعة الأزهر شارك فيها طلاب الجامعة، إحتجاجًا على الحكم بسجن زملائهم لمدة 17 عامًا.

وردد الطلاب هتافات منددة بما سموه الإنقلاب العسكري، منها: quot;يسقط حكم العسكرquot;، quot;يسقط شيخ العسكرquot;، quot;يسقط شيخ الأزهرquot;، quot;العدالة الإنتقامية من الطلاب باطلةquot;، quot;مرسي رئيسيquot;، quot;سيسي باطلquot;.

ضد العسكر

انطلقت مسيرة أخرى من مسجد المراغي في مدينة حلوان، وردد المتظاهرون هتافات ضد العسكر أيضًا، منها: quot;كلنا رابعةquot;، quot;يسقط يسقط حكم العسكرquot;، quot;يسقط شيخ العسكرquot;، في إشارة إلى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، quot;إحنا الشعب ودي كلمتنا وعسكر يحكم على جثتناquot;، quot;لفق لفق في القضية هي دي عادة الداخليةquot;. ورددوا هتافات ضد شخصيات إعلامية أخرى مناهضة للإخوان وموالية للجيش المصري. وتظاهر آخرون في بني سويف والفيوم وبنها وطوخ والخانكة في القليوبية والإسكندرية والمنصورة.

ووقعت إشتباكات بين متظاهري الإخوان وآخرين مؤيدين للجيش والسيسي، ومنها اشتباكات في مدينة المنصورة. ووقعت الإشتباكات عقب خروج أنصار مرسي من مسجد الفردوس، وأجهز عليهم المئات من مؤيدي الجيش، عقب ترديد الإخوان هتافات منددة بالعسكر، وإنتهت الإشتباكات بفضّ الإخوان تظاهراتهم والتفرق في الشوارع الجانبية.

وشهدت منطقة الزيتون في القاهرة، إشتباكات مماثلة بين أنصار مرسي وآخرين، إستخدم فيها الطرفان الحجارة والعصي، وطلقات الخرطوش. وتفرقت مسيرة الإخوان التي كانت تسير بإتجاه قصر القبة القريب من المنطقة.

كما وقعت إشتباكات دامية بين أنصار مرسي والباعة المتجوّلين في سوق الجمعة في مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية، وأسفرت عن إصابة نحو خمسة أشخاص، بسبب تبادل التراشق بالحجارة وطلقات الخرطوش.

تحذير أميركي

رغم إنتهاء حظر التجوّل وحالة الطوارئ بالبلاد منذ يومين، إلا أن الآليات العسكرية التابعة للجيش ما زالت منتشرة بالشوارع. وأغلقت قوات الجيش والشرطة الميادين الرئيسة في القاهرة بالأسلاك الشائكة والمدرعات والدبابات، لاسيما ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية، إضافة إلى ميدان نهضة مصر وجامعة القاهرة، تحسبًا لأية محاولات من جانب أنصار مرسي للتظاهر فيها أو الإعتصام، لا سيما أن تلك الميادين تكتسب رمزية كبيرة لدى الإسلاميين، حيث قتل نحو 1200 من أنصارهم أثناء فض إعتصامهم في 14 آب (أغسطس) الماضي.

وأغلقت القوات أيضًا الشوارع المؤدية والمحيطة بالسفارة الأميركية القريبة من ميدان التحرير، فيما أصدرت السفارة تحذيراً إلى مواطنيها بضرورة الإحتياط والحذر، تحسبًا لوقوع أية أعمال عنف. وقالت في بيان لها: quot;ردًا على احتمال التظاهرات في عطلة نهاية الأسبوع، تنصح السفارة المواطنين الأميركيين برفع مستوى وعيهم الأمني عندما يتحركون داخل القاهرة والإسكندرية والمناطق التي تثير قلقًا، خصوصًا الميادين العامةquot;.

لا انتقام

ودعت التظاهرة اليوم عموم الشعب المصري إلى الخروج للميادين العامة تحت شعار quot;لا للعدالة الانتقاميةquot; للمطالبة بما سماه quot;تطهير القضاءquot;، إحتجاجًا على صدور أحكام بالسجن لمدة 17 عامًا بحق 12 طالبًا بجامعة الأزهر.

وقال التحالف في بيان له تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه: quot;إن العين لم تعد تخطئ ما وصفه بانجراف عناصر قضائية في تيار الانقلاب وسيرها في ركابه، والأمثلة كثيرة لا يمكن حصرهاquot;، مستشهدًا بـ quot;قضية أحداث قصر الاتحادية التي يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي والتي وصفها بأنها مهزلة قضائية وباطلة لمخالفتها الدستور، وهي تدور حول قتيلين من الأحداث وتغفل الآخرين لأنهم منتمون إلى جماعة الإخوان المسلمينquot;.

وأصدرت محكمة جنح الجمالية برئاسة المستشار عمر محمود حكمًا بمعاقبة 12 من طلاب جامعة الأزهر بالسجن 17 عاما وتغريمهم 64 ألف جنيه لكل منهم، لاتهامهم بمحاولة اقتحام مبنى مشيخة الأزهر، وإثارة الشغب والتعدي على موظفي وأمن المشيخة، وهي الإتهامات التي ينفيها الطلاب وذووهم، متهمين البلطجية بالإعتداء عليهم.

ووصف التحالف لدعم الشرعية هذه الأحكام بأنها quot;فاجعة قضائية، فوجئ بها المجتمع المصري بأكمله، بينما نجد أن من يقتل إنسانا بتعذيبه أو استهدافه بسلاح قاتل لا يقدم للمحاكمةquot;.

وأتهم التحالف القضاء بالتواطؤ مع quot;الإنقلابquot; في إعتقال الفتيات والنساء، وقال: quot;إن أشد ما يؤلم النفس ومعاني الرجولة أن تجد هذه العناصر القضائية الموتورة تشارك في هجمة الانقلاب على نساء مصر وفتياتها وطالباتها، فيأمرون بحبسهنّ على ذمة قضايا واهية باهتة، ويجددون لهن الحبس مرة تلو الأخرىquot;.

تقرير القتلى

وفي السياق ذاته، أصدرت مصلحة الطب الشرعي في مصر تقريرًا بأعداد القتلى في فض إعتصام أنصار مرسي في 14 آب (أغسطس) الماضي، وقدّرت إجمالي عدد الضحايا بنحو 726 قتيلًا، منها 31 جثة مجهولة الهوية. وأضافت: quot;إجمالي ضحايا الشرطة خلال الأحداث 206، منهم 146 في القاهرة و55 في المحافظاتquot;.

وذكرت أن إجمالي عدد القتلى الذين تم تشريحهم منذ فض الاعتصامين وحتى الآن، بلغ 377 قتيلًا في أحداث ميدان رابعة، و120 في ميدان رمسيس، و21 في ميدان النهضة، و24 في العمرانية، و14 في حلوان، و31 في الدقي، و37 في حادث سيارة ترحيلات أبو زعبل، و46 في أماكن متفرقة، و11 في العجوزة، و16 في النزهة.

ولفتت إلى أن إجمالي وفيات الشرطة منذ أحداث فض رابعة وحتى يوم الخميس الماضي بلغ 206، منهم 55 قتلوا يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة، و10 في القاهرة، وقتيل واحد في أسيوط، و3 في الإسكندرية، و15 في الجيزة، و6 في الفيوم، و15 في المنيا، و4 في بني سويف، وقتيل في شمال سيناء.