أدى الصراع السياسي بين الاخوان والجيش المصري إلى إشعال ساحات مؤسسات التعليم المصري التي باتت تشهد بشكل مستمر تظاهرات واحتجاجات تصل لحد ممارسة العنف.


القاهرة: مع إستمرار الصراع السياسي في مصر بين جماعة الإخوان المسلمين والسلطة الموقتة، بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، انتقل هذا الصراع إلى ساحات الجامعات والمدارس المصرية، لاسيما في ظل تنظيم الطلاب المنتمين للتيار الإسلامي إحتجاجات متتالية، للمطالبة بإسقاط ما يصفونه بـquot;الإنقلاب العسكريquot;، وعودة الشرعية ممثلة في شخص الرئيس المعزول محمد مرسي، ونظمت 378 حالة إحتجاج طلابي خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بمتوسط 12 إحتجاجاً يوميًا، مسجلة زيادة تقدر 62% عن شهر سبتمبر/ أيلول الذي سجل 233 حالة إحتجاج.
ووفقاً لتقرير أصدره مؤشر الديمقراطية، فإن الجامعات المصرية شهدت 461 تظاهرة منذ مطلع العام الدراسي، حيث شهد سبتمبر 146 حالة احتجاج، بينما قفزت الى 315 خلال شهر أكتوبر بشكل يعكس تضاعف الإحتجاجات الجامعية.
جامعة القاهرة تتصدر المشهد
وأضاف التقرير أن جامعة القاهرة تصدرت المشهد بعدما شهدت 64 إحتجاجًا 22 منها خلال سبتمبر و42 خلال أكتوبر، وجاءت جامعة الأزهر في المركز الثاني، وشهدت 58 إحتجاجاً، 2 منها بسبتمبر و56 خلال أكتوبر، في حين جاءت جامعة عين شمس في المركز الثالث بعدما نظم طلابها 34 وقفة، 13 منها بشهر سبتمبر، و21 خلال أكتوبر، وحلت جامعة الإسكندرية في المركز الرابع بـ 31 إحتجاجاً.
ولفت التقرير إلى أن الجامعات الخاصة لم تخلَ من مظاهر العنف، حيث شهدت 4 احتجاجات، في حين شهدت المعاهد العليا 9 تظاهرات، ونظم طلاب السنة الأولى بكافة الجامعات المصرية 20 وقفة، 12 منها في سبتمبر و8 إحتجاجات شهدها شهر أكتوبر، نظرًا لمشاكل مستمرة تتعلق بالتحويل والتنسيق.
وأشار التقرير إلى أن مؤسسات التعليم الأساسي بشقيه العام والأزهري، شهدت 124 حالة احتجاج منذ مطلع العام الدراسي، 73 منها جاءت في شهر سبتمبر بينما شهد أكتوبر 51 إحتجاجًا.
ونبه إلى أن طلاب التعليم الثانوي نظموا 78 إحتجاجًا، شهد سبتمبر 50 منها، أما الـ 28 الأخرى فجاءت في أكتوبر، في حين نظم طلاب المرحلة الإبتدائية والاعدادية 12 إحتجاجًا، ونظم طلاب التربية الفكرية بمعاونة أهاليهم إحتجاجًا واحداً.
مرسي في مقدمة المطالب
وأرجع التقرير تفاقم التظاهرات الطلابية إلى انتقال الصراع السياسي المستمر للمؤسسات التعليمية المصرية، لافتاً إلى أن طلاب التيار الإسلامي نفذوا 232 إحتجاجًا للمطالبة بعودة الرئيس المعزول، وضد ما أسموه بالإنقلاب.
وشهد أكتوبر فقط 138 إحتجاجًا من هذا النوع، ليتصدر مطلب عودة مرسي مقدمة أسباب الإحتجاجات الطلابية بنسبة 38%. في حين نظمت نفس الفئة من الطلاب 152 وقفة للإفراج عن المقبوض عليهم من الطلاب وأساتذة الجامعة منذ أحداث فض إعتصامي رابعة والنهضة، ويحتل هذا المطلب الترتيب الثاني في خريطة المطالب بنسبة 25%.
وأفاد التقرير بأنه في المقابل، نظم الطلاب المؤيدون للنظام الحالي أو المعارضون لنظام الجماعة السابق 33 مظاهرة لتأييد القوات المسلحة في ما أسموه الحرب على الإرهاب، بالإضافةالى 7 مظاهرات خرجت تحت شعار أطلقوا عليه quot;ضد مظاهرات طلبة الإخوان في الجامعة quot;، وحيث إحتلت تلك الفئتان من التظاهرات 6.5% من إجمالي الحراك الإحتجاجي الطلابي منذ مطلع العام الدراسي.
ورصد المؤشر أن الصراع السياسي كان سبباً مباشراً في 70% من الحراك الطلابي منذ مطلع العام الدراسي، مضيفاً أن الإحتجاج ضد المشكلات التعليمية شكل قرابة الـ 25% من المطالب خلال الشهر.
ولفت على أن المؤسسات التعليمية شهدت موجة من الحراك لأسباب تتعلق بمشكلات الإلتحاق بالجامعات أو التحويل منها، بشكل عكس كما لو كان النظام الخاص بالتعليم الجامعي في مصر أضحى من التعقيد ما جعل عشرات من المظاهرات تخرج للتنديد ببيروقراطيته وظلمه وتعقيده.
مطالب تعليمية
وأوضح التقرير أنه على مستوى التعليم الجامعي رصد المؤشر 19 إحتجاجًا طلابيًا للمطالبة بالتسكين بالمدن الجامعية، بالإضافةالى 10 إحتجاجات للمطالبة بتخفيض التنسيق لخريجي الدبلومات للالتحاق بالهندسة، و5 إحتجاجات اعتراضًا على عدم قبول طلاب التمريض بكليات التمريض، بالإضافة الى الاعتراض على التنسيق الداخلي لأقسام الكليات، والإحتجاجات الرافضة لتأخر النتيجة مما سبب في تخلف الطلبة عن التجنيد، بينما ظهرت مطالب أخرى خاصة بتصحيح أوراق الإمتحانات بالعام السابق وإعادة النظر في درجات الرأفة والمصروفات الجامعية وغيرها من المطالب الخاصة بصلب العملية التعليمية، والتي لم تحل منها أي مشكلة.
وعلى مستوى التعليم الأساسي والثانوي رصد التقرير تنظيم الطلاب 10 إحتجاجاتضد نظام الثانوية العامة، دون أدنى إهتمام من الحكومة، وكذلك العديد من الإحتجاجات حول نقل أو التحقيق مع أحد المعلمين، وهو ما شارك فيه طلاب التعليم الأساسي.
وأشار التقرير إلى أن العديد من الأشكال الإحتجاجية اتسمت بالسلمية، خاصة عند بداياتها، لكنها في أغلب الأحيان ما تتصادم مع الجانب المعارض وتتحول لأحداث إشتباك أو عنف، حتى العروض المسرحية التي تم إستخدامها في 8 إحتجاجات.
وظهرت العديد من أشكال العنف التي مورست من قبل الطلاب، وكانت عندما تم قطع الطريق في 15 إحتجاجاً طلابياً، كما قام الطلبة باقتحام عدد من المباني، والمنشآت في 8 مناسبات، بل أنهم احتجزوا عمداء الجامعات في 4 تظاهرات، وحطموا منشآت، وإعترضوا موكب مسؤول في إحتجاجين آخرين، وهو ما يثير حفيظة معدي التقرير وتخوفهم من إنتشار العنف المسيس داخل المؤسسات التعليمية، ناهيك عمّا يمثله هذا العنف من مؤشر خطير لحالة الإحتقان السياسي ولغياب كافة مفاهيم تقبل الآخر داخل المناخ التعليمي المصري.