يبحث قادة دول مجلس التعاون الخليجي خلال قمتهم التي يعقدونها هذا الاسبوع في الكويت اقتراحًا لقيام اتحاد بين دول المجموعة الست، فضلاً عن الازمات الاقليمية ومحاولات ايران للتقرب من المجموعة.


الكويت: تخشى دول الخليج الغنية بالنفط من تداعيات الاتفاق النووي الاخير بين ايران والدول الكبرى وامكانية أن يؤدي هذا الاتفاق الى تقارب واسع النطاق بين الغرب وجارتها الشيعية الكبيرة ايران.

اما اقتراح اقامة اتحاد بين دول الخليج فقد تبين أنه يغذي الانقسامات بين دول المجلس.

واكدت سلطنة عمان أنها ستنسحب من المجموعة اذا ما قررت الدول الخمس المتبقية اقامة اتحاد في ما بينها.

وقال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي إن قمة الكويت التي تنطلق الثلاثاء quot;تنعقد في ظل أوضاع وظروف بالغة الحساسية والدقة، تتطلب من دول المجلس تدارس تداعياتها على مسيرة التعاون الخليجيquot;.

وتأتي القمة بعد اسبوع من جولة قام بها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في بعض دول الخليج بهدف طمأنة المجموعة الخليجية ازاء الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، والذي يخفف العقوبات على طهران مقابل تجميد بعض النشاطات النووية.

الا أن ظريف لم يزر السعودية اكبر دولة في مجلس التعاون، بالرغم من تأكيده مرارًا رغبته بزيارة المملكة.

وقال الاكاديمي والباحث خالد الدخيل لوكالة فرانس برس إن ايران quot;تسعى للاستفادة من الزخم الذي اوجده الاتفاق بأقصى ما يمكنها في حين تحاول السعودية صد هذه الاندفاعةquot;.

واشار الدخيل الى quot;حملة ايرانية في المنطقة عبر محاولة طهران خلق فجوة بين السعودية وبعض دول الخليج مثل سلطنة عمان وقطر، كما كانت سوريا تفعل سابقًاquot;.

والسعودية التي رحبت بتحفظ بالاتفاق النووي، تخوض مواجهة بالوكالة مع ايران في سوريا حيث تدعم الرياض المسلحين المعارضين ذات الغالبية السنية، فيما تدعم طهران نظام الرئيس بشار الاسد.

وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح الذي تستضيف بلاده القمة، قال للصحافيين الجمعة إن النزاع في سوريا سيكون في طليعة المواضيع التي ستبحثها القمة.

كما من المتوقع أن يبحث الزعماء الخليجيون الملف المصري بعد أن دعمت السعودية والامارات والكويت بقوة عزل الرئيس الاخواني محمد مرسي في تموز/يوليو من قبل الجيش، فيما كانت قطر تدعم الاخوان.

ولم تشهد دول الخليج التي تملك 40% من احتياطات النفط في العالم وربع احتياطات الغاز، احتجاجات على نطاق واسع كتلك التي شهدتها دول الربيع العربي.

الاستثناء الوحيد هو البحرين التي شهدت احتجاجات قادتها الغالبية الشيعية ضد حكم ال خليفة، فيما تدخلت دول خليجية على رأسها السعودية عسكريًا لدعم الحكومة البحرينية.

وفي خضم الربيع العربي، اطلقت السعودية في 2011 مبادرة لانشاء اتحاد بين دول مجلس التعاون، الا أن تفاصيل الاتحاد المقترح لم تتضح قط.

وسارعت البحرين الى الموافقة على الاقتراح فيما تحفظت دول أخرى.

واكدت الكويت وقطر بعد ذلك موافقتهما على فكرة الاتحاد فيما لم تعطِ الامارات ردًا نهائيًا على المسألة.

الا أن وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي فاجأ الجميع السبت بتأكيد رفض بلاده للاتحاد وعزمها الانسحاب من المجموعة اذا ما قام الاتحاد.

وقال يوسف بن علوي بن عبد الله في منتدى للامن الاقليمي في المنامة quot;نحن ضد الاتحادquot;. واضاف ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس quot;لن نمنع الاتحاد لكن اذا حصل لن نكون جزءًا منهquot;.

وقال الوزير العماني إن quot;موقفنا ايجابي وليس سلبيًا. فنحن ضد الاتحاد لكننا لن نمنعهquot;، مشيرًا الى أنه في حال قررت الدول الخمس الاخرى الاعضاء في المجلس (السعودية والكويت وقطر والبحرين والامارات العربية) اقامة هذا الاتحاد quot;فسوف ننسحب ببساطة من مجلس التعاون الخليجيquot;، على حد قوله.

وكانت سلطنة عمان التي اتبعت دائمًا سياسة مستقلة عن شركائها في مجلس التعاون، استضافت في الاشهر الاخيرة جزءًا من المفاوضات الاميركية الايرانية التي افضت الى التوصل الى اتفاق مرحلي بين الجانبين حول البرنامج النووي المثير للجدل.

وتقيم سلطنة عمان تاريخيًا علاقات جيدة مع ايران.

وفي الجانب الاقتصادي، لم يتمكن مجلس التعاون حتى الآن من انجاز الاتحاد الجمركي أو العملة الموحدة، وذلك بالرغم من ارتفاع الناتج المحلي لدول الخليج خمسة اضعاف في العقد الاخير ليصل الى 1,6 تريليون دولار.

ويرى محللون أن فرص دول الخليج الاقوى للاستمرار لا تكمن في تعزيز التحالف في ما بينها بل في الاصلاح.

وقال رئيس المنتدى الخليجي لمنظمات المجتمع المدني انور الرشيد quot;التغيير قادم لا محالة، والخيار الوحيد للاسر الحاكمة في الخليج هو التحول الى ملكيات دستوريةquot;.