تسارعت التطورات الميدانية على الحدود اللبنانية السورية، وأكد مواطنون هناك ومصادر أمنية أن قوة يتراوح عديدها ما بين 70 ومئة جندي من الجيش السوري النظامي دخلت إلى منطقة القاع، وطلبت من سكان عشرة منازل مغادرتها. لكن ما هي خريطة خطوط التماس بين الجانبين اللبناني والسوري؟.


هيثم الطبش من بيروت: نقلت معلومات من منطقة مشاريع القاع الحدودية بين لبنان وسوريا أن الجنود السوريين هددوا بتفجير المنازل منعًا لاستعمالها لأغراض عسكرية، أو لتحويلها ملاجئ لعناصر الجيش السوري الحر، واستخدامها بالتالي منطلقًا لعمليات ضد قوات النظام على الجانب المقابل من الحدود. وأدى ذلك إلى نزوح الأهالي باتجاه مناطق أكثر أمانًا، بينما لم تستطع القوى الأمنية اللبنانية، التي تلقت هذه المعلومات، الوصول إلى المنطقة.

وفي حين نفت وسائل إعلام مقرّبة من قوى 8 آذار هذه الأنباء، إلا أن مصدرًا أمنيًا رفيعًا أكد لـquot;إيلافquot; تلقي الجهات الأمنية معلومات تؤكد هذا الخرق، لافتًا إلى أن تأكيد صحة المعلومات يتطلب المزيد من الوقت.

لكن المصدر أشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها قوة سورية إلى تلك المنطقة، وبالتالي ليس مستغربًا تكرار مثل هذا الأمر. وأوضح أن معارك عنيفة تدور داخل الأراضي السورية قرب الحدود في منطقة مشاريع القاع.

ووفق وسائل إعلام لبنانية، شنّ نحو ألفي عنصر من حزب الله هجومًا واسعًا على القصير السورية. وتقول المعلومات الواردة من منطقة الجوسية المحاذية إن المنطقة سقطت بيد حزب الله، الذي هاجمها بعد تمهيدٍ مدفعي كثيف، بلغ نحو 20 قذيفة في الدقيقة الواحدة. وأفادت أنباء بأن العنصرين في حزب الله، عاهد محمد سعادة من عربصاليم الجنوبية، وحسين عبد اللطيف مونّس من الحلوسية، قتلا في هذه المعارك.

خطوط تماس متداخلة
يمتد خط التماس بين الحدود اللبنانية السورية من عرسال إلى رأس بعلبك إلى القاع ومشاريع القاع وحوش السيد علي والقصر وصولًا إلى أكروم ووادي خالد. ويتناوب الجيش النظامي والجيش السوري الحر على إطلاق النار باتجاه الأراضي اللبنانية على طول هذا الخط.

عرسال بلدة سنية معروفة بتأييدها للجيش السوري الحر، تستخدم جرودها عند الحدود مع سوريا، وفق الكثير من المصادر، لإدخال السلاح والمسلحين إلى ريف دمشق واستقبال النازحين من سوريا. ويقصف الجيش السوري النظامي جرود البلدة بشكل شبه يومي بالمدفعية وبالطيران المروحي.

أما مشاريع القاع، فهي في خراج بلدة القاع المسيحية، وتستخدم لإدخال السلاح ومسلحين إلى ريف حمص لمساندة الجيش السوري الحر، ولاستقبال الجرحى. وتقصف مدفعية الجيش النظامي ودباباته هذه المنطقة دائمًا.

في المقابل، تؤيّد بلدتا حوش السيد علي والقصر الشيعيتان النظام السوري، بحكم تأييدهما لحزب الله، الذي يرسل مقاتليه عبرهما إلى الداخل السوري، للقتال في منطقة القصير وتل النبي مندو. ويقصف الجيش السوري الحر هاتين القريتين بصواريخ الكاتيوشا والغراد، كما طاول قصفه بلدة الهرمل.

شمالًا، المنطقة من أكروم إلى وادي خالد إمتدادًا حتى العبودية والعريضة سُنية مؤيدة للجيش السوري الحر، وتستخدم لتمرير السلاح والمسلحين إلى العديد من المناطق السورية، وتتعرّض بدورها للقصف من القوات النظامية السورية بالمدفعية والصواريخ.