تبقى أهداف الطائرة من دون طيار، التي أرسلت فوق إسرائيل، غامضة حتى الآن، ولا يمكن التنبؤ كيف ستستغلّ إسرائيل هذا الأمر، لكن الأكيد أن طبول الحرب بين لبنان وإسرائيل تقرع من جديد.
بيروت: سيطرت اجواء الهدير السياسي للطائرة والتي بدت من دون طيار فوق البحر المتوسط التي اسقطتها اسرائيل قبالة سواحلها على المناخ السياسي العام في البلاد، خاطفة نجومية الملفين الحكومي والانتخابي اللذين تراجعا الى ثاني مراتب الاهتمامات الداخلية بفعل عدم بروز جديد من شأنه ان يدفع اي من المسارين قدمًا، في حين اتسم حادث الطائرة اليتيمة بأبعاد خطيرة لكونه يشكل صفعة لهيبة الدولة وسيادتها، على رغم عدم تبنيها من جانب حزب الله، اذ ان تنصل الحزب لم يقنع جزءًا كبيرًا من اللبنانيين العارفين بخفايا الواقع الداخلي والقدرات العسكرية للاطراف، ولا سيما فريق 14 اذار/مارس الذي انبرت قياداته ومسؤولوه الى التشكيك بموقف الحزب واعتباره مجرد تمويه لا يمكن ان يمر على احد.
في هذا الصدد يرى النائب السابق مصطفى علوش ( المستقبل) في حديثه لquot;إيلافquot; انه في ظل عدم اعلان اي طرف من الاطراف مسؤوليته عن ارسال الطائرة بلا طيار الى اسرائيل، تبقى القضية غامضة، فلا الوضع العسكري سيتغير او يتحرك، ولا تزال الامور غير واضحة في كيفية استعمال هذه الطائرة كذرائع، ويبقى السؤال هل كان هناك اهدافًا عسكرية، وتبقى كلها امورًا غير واضحة.
ويؤكد علوش اذا نفى حزب الله ارسالها ولم يستغلها اعلاميًا على الارجح لم يرسلها، او يريد التملص من تداعيات ارسالها وكما رأينا اسرائيل تنتظر اللحظة المناسبة لاقتناص الفرصة ليدخل على الازمة السورية من خلال لبنان.
ويلفت علوش الى ان لاسرائيل اسباب اخرى مجتمعة ومتراكمة وتنتظر اللحظة المناسبة ولكن لا احد يعرف متى ستكون هذه اللحظة.
حرب ممكنة بين لبنان واسرائيل
ويرى علوش ان الامور تنبىء اليوم، بحسب ما يُلاحظ، بامكانية قيام حرب بين لبنان واسرائيل، اذ ان هذه الاخيرة لديها اهداف استراتيجية لها علاقة بلبنان، وقد يكون حزب الله ذريعة لاسرائيل للقيام بحرب ضد لبنان.
اما هل مجريات الحرب ان حصلت بين لبنان واسرائيل ستكون بما يشبه ما حصل في تموز/يوليو 2006، لا يستطيع علوش التأكيد ما الذي ممكن ان يحصل، لان لا يمكن التوقع ما عند اسرائيل من معطيات وما الذي ستقوم به، ولكن بالتأكيد، يضيف علوش:quot; حزب الله بالوقت الحالي يعمل في جبهة اساسية في سوريا، ويبقى السؤال هل يستطيع ان يخوض حربًا على جبهتين؟
ويؤكد علوش ان قرار السلم والحرب يجب ان يعود الى السلطات اللبنانية من خلال ان يسلم حزب الله سلاحه وقراره الى الدولة اللبنانية ولا خيار آخر برأيه.
ويشير علوش الى ان الوضع الامني على الرغم من انه غائم امنيًا وغائب سياسيًا وعدم وجود سلطة محددة، الا ان الوضع الامني افضل اليوم بكثير مما كان على ايام الحكومة السابقة.
ولا يرى علوش ان الغطاء السعودي اليوم يبقى كافيًا لتأليف حكومة في لبنان في ظل الانقسامات العمودية بين مختلف الفرقاء في لبنان، والغطاء السعودي يبقى جزءًا من الانقسام اللبناني، السعودية ليست راعيًا لكن طرفًا في الوضع القائم في المنطقة، والاطراف اللبنانيون هم جزء من الوضع القائم بالمنطقة، من هنا السعودية لا تستطيع ان تمون على تأليف حكومة في ظل المعطيات الموجودة في الوقت الحالي.
التعليقات