بعد دخول عملية تأليف الحكومة أسبوعها الثالث، تحدثت بعض الاوساط عن عراقيل يضعها فريق 8 آذار في وجه الرئيس المكلف تمام سلام، بالرغم من أنه أتى باجماع كبير من جميع الأطراف.


بيروت: يرى النائب نضال طعمة ( المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن هناك فريقًا في لبنان، يريد التعطيل واحداث الفراغ، وقاموا بخطة لتحقيق هذا الموضوع، مع ما تبقى من نفوذ النظام السوري في لبنان، وهم يصرّون على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وكقوى14 آذار/مارس نحن ضد ذلك، ويجب على الحكومة أن تكون حيادية للاشراف على الانتخابات، وقوى 8 آذار/مارس، ستصر على القانون الارثوذكسي، وهذا موضوع نحن ضده، ويحاولون اليوم تسخين الحدود اللبنانية السورية، ويصبح من غير المعقول بالتالي تشكيل حكومة أو اجراء انتخابات، ويريدون الوصول الى تمديد لمجلس النواب، ونصبح امام خيارين، اما التمديد لمجلس النواب واما الفراغ، والمقصود بمختصر، أنه يخيروننا بين القبول باستمرار حكومة تصريف الاعمال برئاسة نجيب ميقاتي، أو القبول بتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون لـ 8 آذار/مارس فيها حصة الثلث المعطل، وبالتالي هناك رئيس مكلّف نعرف أن ضميره وطني كبير، وعليه أن ينسق مع رئيس الجمهورية لطرح تشكيلة يقتنع بها.

ويلفت طعمة الى التهديد اليوم من حالة حرب، وهو أمر يهول به الفريق الآخر، ويتساءل الحرب مع مَن؟ لا فريق آخر للحرب، هل يريدون 7 ايار/مايو جديدة؟.

ويؤكد طعمة أن تمام سلام اعلن اكثر من مرة أنه اذا شكل حكومة ولم تأخذ الثقة في مجلس النواب سيطرح استقالته فورًا، وسلام أتى من خلال اجماع كبير، ولديه قوة كبيرة لا يريد التفريط بها، رغم تعطيل كبير يمارسه الفريق الآخر، وبرأيي يضيف طعمة، لن يرضخ سلام لشروط الفريق الآخر، لكن إن شعر بعرقلة ما سوف يقدم استقالته.

ويقول طعمة إن الفريق الآخر لا يزال يحاول أن يتفاهم مع ما تبقى من النفوذ السوري في لبنان، لا شك أن هناك ربطاً من قبلهم لما يحصل في لبنان مع ما يجري في سوريا، لذلك من مصلحتهم ايجاد الفراغ، ووضع يدهم على حكومة يملكون فيها الثلث المعطل أو قانون انتخاب يأتي بهم كأكثرية.

حكومة...ولكن

بدوره، يقول النائب عبد المجيد صالح (التنمية والتحرير) لـquot;إيلافquot; لا يجب ادخال تشكيل الحكومة في محور غيبي، من الضروري جدًا أن تتشكل الحكومة، اذ لا يستطيع لبنان في هذه المرحلة الا تتشكل الحكومة فيه وهو مثقل بالملفات الامنية والسياسية والاجتماعية، خصوصًا أن اجماعًا كبيرًا ادى الى تكليف تمام سلام لرئاسة الحكومة، وكانت هناك مغادرة لموضوع الانقسام الذي كان يأخذ منحى تقليديًا بين 8 و 14 آذار/مارس، لذلك اعتبرنا الامر بمثابة فرصة للبنان، بخاصة أن مواكبة موضوع التسمية حصلت مع تسربات اقليمية وما قيل عن الموقف السعودي الايراني، وزيارات كانت تكسر حدة المواقف الموجودة في الاصل، كان هناك تسهيل لمهمة جديدة في لبنان.

ويلفت صالح الى النقص في الموضوع السياسي لتشكيل حكومة سلام، وكيف سيكون البيان الوزاري، ونوع الحكومة، ولدى السياسي والمواطن الكثير من الاسئلة ونعتقد أن كلها منطلقات تصب في المكان ذاته، إما حكومة وفاق سياسي أو مصلحة وطنية، فإن تلك المصلحة تقتضي أن يكون هناك توافق سياسي بين القوى في هذه المرحلة، بخاصة في طريق التنقيب عن قانون انتخاب في اعماق الخلافات الموجودة.

ويؤكد صالح أن الادبيات تفرض على سلام اتخاذ القرار المناسب في حال لم يتوصل الى تشكيل حكومة في لبنان، وقال إنه لا يريد أن يتسرع، واليوم اعتاد اللبنانيون على موضوع أن يأخذ تشكيل الحكومة اشهرًا عدة، لان نهاية التشكيل ستؤدي الى حالة من التوافق السياسي الذي يحتاجه لبنان.

ويرى صالح أن الرأي العام اللبناني كان ولا يزال فرحًا بما وصلت اليه الاستشارات النيابية، لأن الامر انعكس ايجابًا على موضوع حركة الفنادق، وكسر الجمود الاقتصادي.

والرئيس المكلف يعرف أن الخارج اعاد النظر في ماضي الزعامات السياسية في لبنان، وهو أي تمام سلام ابن بيت عريق في السياسة والخدمات، وهي فرصة لكي يظهر افضل ما لديه، من خلال الاستماع الى النصائح للنجاح في موضوع تأليف الحكومة اللبنانية.