بعد دقائق من انتهاء خطاب امين عام حزب الله حسن نصر الله، شنّ الشيخ أحمد الأسير هجومًا على ما تضمّنه، وجدد دعوة مناصريه للاستعداد للتحرك غدًا الجمعة، ما يثير خوفًا لبنانيًا من فتنة سنية - شيعية لا تبدو بعيدة.


بيروت: يؤكد النائب محمد قباني ( المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن المشهد بين احمد الاسير وحزب الله يضيف الى المناخ المذهبي توترًا ويرفع سقف الخلافات التي هي في الواقع ليست دينية على الاطلاق، بل سياسية، وفي هذا المجال: quot;لا اعتقد أن هناك قرارًا بالصدام بين الطرفين، ولكن هذا الامر لا يزال يتفاعل نتيجة الاحداث التي مرّت في السنوات الاخيرة وخصوصًا احداث 7 آيار/مايو، التي أحدثت صدمة كبيرة في صفوف ليس فقط اهل بيروت، ولكن في صفوف اهل السنة عمومًا على مختلف المناطق في لبنان، وبالتالي لا تزال ارتدادات هذا الحدث نشهدها هنا وهناك، سواء في الجنوب أو الشمال أو في البقاع، وحتى الآن quot;اعتقد أن السجالات الإعلامية مضرّة طبعًا، ونأمل أن تتوقف، ولكن لا اعتقد ستؤدي الى اكثر من ذلك.quot;

ويرى قباني أنه اذا كان هناك تفكير موضوعي بما جرى وبما يمكن أن يجري في المستقبل، فأحداث 7 آيار/مايو لن تتكرر لأنها ادت الى خسارة كبيرة، واذا كانت خسارة اهل بيروت واهل السنة ظاهرة،فهناك ايضاًاخطار لا تقل عنها حجمًا في اوساط حزب الله، لأنه بنتيجة هذه الاحداث، خسر الحزب الكثير من التأييد الذي كان يتمتع به سواء في لبنان، أو في العالم العربي والاسلامي، وquot;اعتقد أن خسارة حزب الله في جذوره اكبر بكثير من أي ربح قد يكون حققه في تسجيل تفوقه بالسلاح على جميع القوى اللبنانية الأخرىquot;.

عن التخوف من فتنة سنية شيعية في لبنان يقول قباني: quot;علينا أن نحرص جميعًا على عدم الوقوع بهذه الفتنة، وان تُحصر كل الآراء السياسية ضمن اطار موضوعي، ونتجنب بالتالي اثارة الغرائز، ويجب التذكير بما سبق وكرره تيار المستقبل مرارًا وهو أن عدم حل فلتان السلاح في الشارع، سيؤدي الى المزيد من انتشاره عند الجميع، وبالتالي التساهل عند طرف يؤدي الى تزايد الظهور المسلح عند بقية الاطراف.

الاسير - حزب الله: خوف من الفتنة

من جهته، يرى النائب مروان فارس ( 8 آذار/مارس) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن كلام الامين العام لحزب الله حسن نصرالله البارحة تضمن شقين، الاول تفادي الفتنة، والثاني تحذير لاحمد الاسير ألا يتطاول على المقامات الوطنية لحزب الله، ونأمل أن يكون الاسير قد فهم الموضوع جيدًا، اذا لم يحصل ذلك، فإن حزب الله لن يسمح أن يهدد احمد الاسير العيش المشترك في صيدا خصوصًا أن نصرالله تحدث عن وجود في صيدا منذ اكثر من 23 عامًا، والشيعة شركاء أساسيون في صيدا، وحزب الله ساهم في هذه المدينة، وموقف نصرالله كان واضحًا في تحذير الاسير، وفي الوقت ذاته رسالة انذار لكل الاشخاص الذين يعتقدون أنهم سيوصلون لبنان الى الفتنة، ولا يمكن لأحمد الاسير جرّ حزب الله اليها، والموضوع المطلوب من الاسير مع كل القوى السياسية التي ترعاه هو تخريب لبنان وجرّه نحو موضوع الفتنة.

ويؤكد فارس اذا حاول الاسير بعد سماعه رسالة نصرالله، الاكمال، لن يتسامح معه حزب الله، لأن هناك منازل وحياة للاشخاص لا يمكن أن يهددها احمد الاسير، وحفظ هذه الحياة من مسؤولية حزب الله.

ويلفت فارس الى ضرورة تدخل الدولة بدل التسويات التي تقوم بها مع الاسير، عليها ارسال انذار وجلب له، quot;فليتفضل الى المحكمة، لأنه يستعمل السلاح علنًا على المكشوف، ويهدد الدولةquot;.

هل تتطور الامور بين الاسير وحزب الله الى فتنة شيعية ndash; سنية في لبنان؟ يجيب فارس:quot; كل هدف نصرالله تفادي هذه الفتنة، وفي الوقت ذاته يجب وضع حد لأحمد الاسير.

ويضيف فارس:quot; على الاسير ان يأخذ كلام نصرالله على محمل الجد، ولا يمكن لحزب الله أن يخضع للشائعات ولتهديد السلم الاهلي، وهذا السلم ليس من مسؤولية الاسير، بل يضمنه حزب الله، وأي اعتداء على السلم الاهلي هو اعتداء على الحزب، ونصرالله معني بالحفاظ على الامن القومي.

ويتابع فارس:quot; نصرالله لا يعتبر الاسير طرفًا في النزاع انما حالة وشخص ضمن السياق.