يرفض معظم قرّاء إيلاف أي تدخل عسكري من حزب الله لحماية اللبنانيين الشيعة في سوريا، إذ يرون أن هذا التدخل قد يؤدي إلى انتهاء نأي لبنان بنفسه عن حرب قد تحصل إذا ما تطوّرت الأمور أكثر.


ريما زهار من بيروت: يتهم الجيش السوري الحر حزب الله في التورّط عسكريًا لدعم النظام السوري، وذكر قائد المجلس العسكري الثوري في حلب وريفها العقيد عبد الجبار العكيدي أن quot;دخول حزب الله في المعارك مع النظام لا ينحصر في منطقة القصير، نحن نقاتل عناصر الحزب والحرس الثوري في حلب، وهم موجودون بكثافة.

نقل المعركة
من جهته، أعلن حزب الله عن مقتل ثلاثة لبنانيين شيعة، وأكد أن المقاتلين quot;من أبناء القرى الشيعية في المنطقة، ويدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات قوات المعارضة السوريةquot;، وتحدثت أنباء عن حالة نفير في ثماني قرى في منطقة الهرمل اللبنانية، فيما هدد الجيش الحر بضرب مصادر النيران من داخل الأراضي اللبنانية، وتوجّه رئيس أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس بتهديدات مباشرة إلى أمين عام حزب الله حسن نصر الله، مؤكدًا أنه ليس بعيدًا عن ضربات الجيش الحر.

في خضم هذه التهديدات المتبادلة بين حزب الله والجيش السوري الحر، توجّهت إيلاف إلى قرّائها بالسؤال الآتي: quot;تدخل حزب الله عسكريًا لحماية اللبنانيين الشيعة في سوريا، هل هو مبرر أم مرفوض، فكانت النتيجة أن أكثرية القرّاء رأت أنه غير مبرر، وجاءت الإجابات كما يلي: 13050 من قرّاء إيلاف صوّتوا، وكانت النتيجة 86.20% يرفضون الأمر، مقابل 13.80 % يرونه مبررًا.

دولة علوية
يخشى النائب نبيل دو فريج (المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; من إمكانية تطور الأمور بعد تدخل حزب الله عسكريًا في سوريا وتحولها إلى حرب بين البلدين. يقول quot;يجب أن يكون هناك فريقان، هناك تنظيم واحد إيراني مسلح هو حزب الله، وتدخله في سوريا يأتي لأسباب استراتيجية إيرانية سورية، بمعنى أنه واضح اليوم أنه من خلال الخريطة العسكرية والجغرافية في سوريا، يجرّب النظام إقامة الدويلة العلوية، التي حكي عنها منذ فترة، فوجهاء العلويين في بداية الستينات قرروا أن تكون واجهتها في حمص، استراتيجيًا، خط الدفاع الأول لمدينة حمص هو ما يسمى السلسلة الشرقية والغربية في البقاع في ضيعة تسمى اللبوة، وهي تؤدي إلى بلدة عرسال، من هنا جغرافيًا، تعتبر منطقة للدفاع عن حمص، وهذه المنطقة نجد فيها تدخلاً لحزب الله.

ويضيف دو فريج :quot;لكن لا أظن أن الفرقاء في لبنان سيعمدون إلى التسلح، ونأمل على قياديي الجيش السوري الحر ألا يقوموا بأي أمر باتجاه لبنان لإثارة الفتن واندلاع الحرب بين البلدين، ويجب عدم إدخال لبنان عسكريًا في الحرب، لأنه ساعتئذ قد تحصل المشاكل في لبنانquot;.

في اتصال مع النائب نواف الموسوي (كتلة الوفاء للمقاومة) رفض التصريح، مؤكدًا أن حزب الله يمتنع عن التصريح في هذا الموضوع.

حفلات جنون
أما النائب زياد الأسود (تكتل التغيير والإصلاح التابع للجنرال ميشال عون) فيؤكد في حديثه لـquot;إيلافquot; أن هناك محاولة للرؤيا من محور واحد، فإذا كان حزب الله يتدخل في سوريا، بغضّ النظر عن صوابية الأمر أم لا، فإن هذه قرى يقطنها اللبنانيون على الحدود السورية، ولكن الفريق السياسي الذي يحاول اليوم تعميم هذه المنظومة، نسي أنه هو أيضًا يشجّع على التدخل في سوريا.

أضاف quot;إذا أردنا الحديث عن التدخل في سوريا لا يمكننا الحديث عن طرف واحد، من خلال معطيات محددة ومحصورة بزمانها، في وقت نلاحظ أن الفريق الذي يشتكي من التدخل أكبر وأبعد وأخطر، من هنا المطلوب رؤية الصورة الكاملةquot;. وبسؤاله عما quot;إذا تطورت الأمور، فهل المنطقة اليوم، بما فيها لبنان، ستكون على شفير حرب مقبلة؟. يجيب الأسود: quot;أستبعد حربًا على مستوى واسع، ولكن سوف نشهد بالطبع حفلات quot;جنون محدودةquot;.

يتابع الأسود: quot;النأي بالنفس أوجّه إليه الكثير من الانتقاد، فهذا الأمر بنظر رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي وكأنه يرفض مواجهة ورؤية الواقع، وسياسة النأي بالنفس بالنسبة إلينا لديها مفاهيم مختلفة تمامًا، نراها من خلال قرار وطني بألا نتدخل لا سلبًا ولا إيجابًا، وأن يكون وضعنا الأمني ممسوكًا، وألا يكون لبنان ممرًا أو قاعدة لأي كان، بينما رأينا أن مفهوم النأي بالنفس بالنسبة إلى البعض مغاير تمامًا.

لا يأخذ الأسود تهديد الجيش السوري الحر على محمل الجد، quot;فعليه في البدء أن يهتم بشؤونه في سوريا قبل أن يحاول زجّ الأزمة في لبنان، فعملياته العسكرية وكذلك التقارير الأجنبية التي تصدر من سوريا، تدل على الأزمة التي يتخبط بها، وما تعيشه هذه القوى في سوريا من ضغوط عسكرية كبرى، وربما تفكك، كلها لا تسمح له بتهديد لبنان أو تحويل المعركة إليناquot;.