تراجعت قدرات حزب الله العسكرية بسبب الاختراق المخابراتي الإسرائيلي لسوريا منذ اندلاع الثورة. وتؤكد تقارير صحافية أن أعضاء في الحزب يعملون لمصلحة إسرائيل كشفوا محاولة تهريب الأسلحة من سوريا، ما أدى إلى ضربها قبل إنطلاقها إلى لبنان.

بيروت: أكدت مصادر إعلامية بريطانية أنّ الاختراقات الاستخبارية الاسرائيلية العسكرية لهيكلة حزب الله خلال السنوات الخمس الماضية وخصوصًا في السنتين الاخيرتين منذ اندلاع الثورة السورية على نظام بشار الأسد، لم تعد تسمح له بالتحرك الواسع واحيانًا العلني كما كان يفعل قبل ذلك.
وأشارت صحيفة السياسة الكويتية نقلًا عن هذه المصادر، تعقيبًا على الغارات الجوية الإسرائيلية على ضواحي بلدة الزبداني السورية الأربعاء الماضي، إلى أنه quot;من غير المستبعد أن يكون عملاء اسرائيليون من اعضاء quot;حزب اللهquot; وربما رفيعو المستوى، وراء كشف محاولة تهريب الصواريخ المضادة من الزبداني، ما أدى الى ضربها في مهدها قبل الانطلاق بها الى لبنانquot;.
من جانب آخر، كشفت مجلة quot;التايمquot; الأميركية، نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية، أن الغارات التي نفذتها إسرائيل بعد أن تلقت ضوءًا أخضر من واشنطن استهدفت 4 مواقع سورية على الأقل، وليس اثنين، أولاها قافلة أسلحة من سوريا لحزب الله، وثانيها مركز أبحاث قرب دمشق.
quot;آثار العدوانquot; قرب دمشق
هذا وعرض التلفزيون الرسمي السوري مساء السبت لقطات لما قال إنها quot;آثار العدوان الاسرائيليquot; على مركز عسكري للبحوث العملية في بلدة جرمايا قرب دمشق، في اشارة الى غارة نفذتها مقاتلات اسرائيلية فجر الاربعاء.
واظهرت اللقطات اولاً مبنى تكسر زجاج نوافذه، لكن بنيانه الاساسي ما زال سليمًا، لتنتقل الكاميرا لاحقاً وتظهر سيارات وشاحنات محترقة ومدمرة في ما يبدو أنها باحة أو مرأب مفتوح على مقربة من البناء الاساسي.
وركزت بعض اللقطات على شاحنة نقل بيضاء اللون، تحطمت واجهتها الامامية بالكامل، وبدا ثقب كبير في اعلى مقدمها، ما قد يشير الى أنها تلقت اصابة مباشرة. وتظهر اللقطات التي دامت نحو دقيقتين، عددًا من باصات النقل الصغيرة البيضاء اللون، وقد تحطم زجاجها، وهي بعيدة بعض الشيء عن الشاحنات والسيارات الاكثر تضرراً.
كذلك اظهرت اللقطات جزءاً مما يبدو أنه مكاتب داخل المبنى الذي صور بداية. وتبدو الآثاث والتجهيزات المكتبية في احد المكاتب سليمة وعليها قطع من الزجاج المحطم. ويبدو الدمار اكبر في مكتب ثانٍ، اضافة الى اضرار واسعة في ما يبدو أنه بهو.
واظهرت اللقطات الاخيرة آليات وشاحنات كبيرة مدمرة بالكامل في جزء آخر من الباحة الخارجية للمبنى الذي تبدو على جدرانه من هذه الجهة، آثار حريق. ولم يشر التلفزيون الى تاريخ الصور، لكنها التقطت خلال النهار في جو صاف.
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية اعلنت مساء الاربعاء أن مقاتلات حربية اسرائيلية استهدفت مركزًا عسكريًا للبحوث العلمية في منطقة جرمايا في ريف دمشق، والواقعة على مقربة من الحدود مع لبنان، في هجوم اسرائيلي هو الاول منذ بدء النزاع السوري قبل اكثر من 22 شهرًا.
وفي حين التزمت اسرائيل الصمت حيال العملية، قال مسؤول اميركي إنها استهدفت صواريخ ارض-جو روسية الصنع من طراز quot;اس ايه 17quot; كانت موضوعة quot;على آلياتquot;، اضافة الى مجموعة من المباني العسكرية المجاورة والتي يشتبه بأنها تحوي اسلحة كيميائية.
وحذر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في مقابلة مع وكالة فرانس برس من أن quot;الفوضى في سوريا خلقت جوًا اصبح فيه احتمال عبور الاسلحة المتطورة الى حزب الله اللبناني، الحليف لنظام الرئيس بشار الاسد، أمراً يطرح مخاوف اكبرquot;.