اعتبر حليفا النظام السوري، حزب الله وروسيا، أن الغارة التي نفذتها إسرائيل داخل الأراضي السورية تكشف خلفيات الأزمة، فيما ذكرت تقارير صحافية أن قيادة النظام السوري منحت حزب الله كميات من الأسلحة الكيميائية.
بيروت: حذر البيت الابيض الخميس سوريا من اي محاولة لنقل اسلحة الى حزب الله اللبناني، وذلك اثر معلومات عن غارة اسرائيلية على الحدود السورية اللبنانية استهدفت قافلة كانت تقل اسلحة مصدرها سوريا.
وقال بن رودس مساعد مستشار الامن القومي للرئيس باراك اوباما في مؤتمر صحافي عبر الهاتف quot;على سوريا الا تزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة عبر نقل اسلحة الى حزب اللهquot;.
واعلن الجيش السوري مساء الاربعاء ان طائرات حربية اسرائيلية قصفت احد مراكز البحث العلمي في منطقة جمرايا على مسافة 15 كلم من دمشق قرب الحدود اللبنانية، في حين تحدثت مصادر امنية عن غارة اسرائيلية على قافلة كانت تقل اسلحة في المنطقة المذكورة.
من جانبه، اعلن مسؤول اخر في البيت الابيض هو توني بلينكن ان النزاع في سوريا سيكون في طليعة جدول اعمال نائب الرئيس الاميركي جو بايدن خلال زيارته لمدينة ميونيخ الالمانية في نهاية الاسبوع لمناسبة انعقاد المؤتمر حول الامن.
وبايدن الذي يبدأ الجمعة جولة اوروبية تشمل المانيا وفرنسا وبريطانيا سيلتقي السبت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والموفد الدولي الاخضر الابراهيمي ورئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب، وفق بلينكن.
وقبل ان يعقد هذه المشاورات، سيلتقي بايدن في برلين المستشارة الالمانية انغيلا ميركل، على ان يجتمع الاثنين في باريس بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وفي اليوم التالي في لندن برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بحسب المصدر نفسه.
واعتبر حزب الله اللبناني الخميس أن الغارة الاسرائيلية التي استهدفت فجر الاربعاء مركزًا عسكريًا سوريًا للبحث العلمي قرب دمشق، تكشف quot;خلفيات ما يجري في سوريا منذ سنتينquot;، في اشارة الى النزاع المستمر منذ 22 شهرًا.
كما دان الرئيس اللبناني ميشال سليمان الغارة.
ودان حزب الله في بيان صادر عنه quot;العدوان الصهيوني الجديد على سورياquot; الذي quot;يكشف وبشكل سافر خلفيات ما يجري في سوريا منذ سنتين، وابعاده الاجرامية الهادفة الى تدمير سوريا وجيشها واسقاط دورها المحوري في خط المقاومة والممانعة تمريراً لفصول المؤامرة الكبرى ضدها وضد شعوبنا الاسلاميةquot;.
واعرب الحزب الشيعي، صاحب الترسانة العسكرية الضخمة والذي يعد ابرز الحلفاء اللبنانيين للنظام السوري، عن quot;تضامنه الكامل مع سوريا قيادة وجيشًا وشعبًاquot;.
واعتبر أن ما جرى quot;من اعتداء اسرائيلي وحشيquot; يستدعي quot;اوسع واقوى حملة شجب وادانة من المجتمع الدولي وكل الدول العربية والاسلاميةquot;، مشيرًا الى أن هذا المجتمع quot;غالباً ما يبتلع لسانه (...) عندما تكون اسرائيل هي المعتديةquot;.
ورأى أن اسرائيل نفذت الغارة quot;تطبيقاً لسياساتها الهادفة لمحاولة منع أي قوة عربية او اسلامية من تعزيز وتطوير قدراتها العسكرية والتكنولوجيةquot;.
وكانت طائرات حربية اسرائيلية قصفت فجر الاربعاء مركزاً للبحوث العلمية يقع في منطقة جمرايا في ريف دمشق، بحسب ما اعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، مشيرة الى أن المركز كان مسؤولاً quot;عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفسquot;.
من جهته، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن اسرائيل quot;تستغل الاوضاع القائمة في سوريا راهنًا لتنفذ سياستها العدوانية غير آبهة بالمواثيق والمعاهدات والاعراف الدولية والانسانيةquot;، بحسب بيان وزعه المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية.
واعتبر أن الامر quot;ليس غريبًا عن ذهنية حكام العدوquot;، في اشارة الى اسرائيل التي ما زال لبنان في حالة عداء معها.
دمشق تبلغ الامم المتحدة احتجاجها الرسمي
تقدمت دمشق الخميس باحتجاج رسمي الى الامم المتحدة على الغارة الاسرائيلية التي استهدف مركزا عسكريا للبحوث العلمية، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية التي اكدت على حق سوريا في quot;الدفاع عن نفسها وارضها وسيادتهاquot;.
وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان quot;وزارة الخارجية والمغتربين استدعت قائد قوات الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان السوري المحتل اللواء اقبال سنغا، وبلغته احتجاجها الرسمي على الانتهاك الاسرائيلي لاتفاق فصل القوات لعام 1974 والالتزامات التي يرتبها ذلك الاتفاقquot;.
وطالبت الوزارة سنغا quot;باتخاذ ما يلزم لوضع الاطراف المعنية في الامم المتحدة بصورة هذا الانتهاك الاسرائيلي الخطير والعمل لضمان عدم تكرارهquot;.
واعتبرت الخارجية السورية في رسالة بعثت بها الى رئيس مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة، بحسب ما اوردت سانا، ان quot;فشل مجلس الامن بالاضطلاع بمسؤولياته في ردع هذه الاعتداءات الاسرائيلية الخطيرة سيكون له مخاطره الجمة على الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط وعلى الامن والسلم الدوليينquot;.
وحملت الوزارة quot;اسرائيل ومن يحميها في مجلس الامن المسؤولية الكاملة عن النتائج المترتبة على هذا العدوان مؤكدة على حق سوريا في الدفاع عن نفسها وارضها وسيادتها في مواجهتهquot;.
الجامعة العربية تحمل المجتمع الدولي مسؤولية الهجوم
حملت الجامعة العربية الخميس المجتمع الدولي مسؤولية هجوم الطيران الاسرائيلي على quot;منشأة علميةquot; في ريف دمشق اسفر عن سقوط قتلى، معتبرة ان صمت المجتمع الدولي quot;جعل اسرائيل تتمادى في عدوانهاquot;.
وأدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان صحافي quot;العدوان الاسرائيلي الغاشم على منطقة جمرايا في ريف دمشق وقصفها بالطائرات مركزا علميا أدى الى استشهاد وجرح عدد من المواطنين السورريين، واحداث تدمير كبير طاول المنشأة وملحاقاتهاquot;.
وطالب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي quot;المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته بوضع حد لتمادي اسرائيل في اعتداءاتها على الدول العربيةquot;.
وقال العربي ان quot;صمت المجتمع الدولى عن قصف اسرائيل لمواقع سورية في الماضي شجعها على تنفيذ العدوان الجديدquot;، وهو ما اعتبره quot;استغلالا من اسرائيل لتدهور الاوضاع السياسية والأمنية في سوريا للاقدام علي هذا العمل الاجراميquot;.
واضاف العربي ان quot;الاعتداء الاسرائيلي السافر يعد انتهاكا واضحا لاراضي دولة عربية ولسيادتها، بالمخالفة لميثاق الامم المتحدة ولقواعد القانون الدولي وخرقا للاتفاقيات والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلةquot;.
وشدد العربي على quot;ضرورة تحميل اسرائيل كامل المسؤولية لنتائج عدوانهاquot;، مؤكدا على quot;حق سوريا في الدفاع عن أرضها وسيادتها كذا حقها في طلب التعويضات الكاملة الناجمة عن الخسائر المادية والبشرية التي تسبب فيها هذا العدوانquot;.
ايران تدين
دان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الخميس الغارة الاسرائيلية على مركز عسكري في سوريا واعتبره quot;عدوانا عنيفاquot; وذلك في بيان نقلته وسائل الاعلام الايرانية.
وقال صالحي quot;لا شك ان هذا العدوان يتماشى مع سياسة الغرب والصهاينة الرامية الى حجب نجاحات شعب وحكومة سوريا في استعادة الاستقرار والامن في البلادquot;.
واضاف ان هذه العملية تبرز quot;تطابق اهداف المجموعات الارهابية مع اهداف الصهاينةquot;. وتصف ايران على غرار دمشق مقاتلي المعارضة السورية الذين يقاتلون النظام السوري بquot;الارهابيينquot;.
من جهته، حذر نائب وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان من ان quot;هجوم النظام الصهيوني على محيط دمشق سيكون له عواقب خطيرة على تل ابيبquot;، من دون ذكر طبيعة هذه العواقب، كما اوردت وكالة الانباء الطالبية.
وحذر عبداللهيان الحكومة الاسرائيلية مؤكدا انه ينبغي ان quot;لا يخدعها نظامها المضاد للصواريخ (...) الذي اظهر عدم فعالية خلال حرب الايام الثمانية ضد غزةquot; في تشرين الثاني/نوفمبر والتي اطلقت خلالها حركة حماس صواريخ ضد تل ابيب والقدس.
وتتهم ايران وهي اكبر حلفاء سوريا الى جانب روسيا والصين، الدول الغربية وبعض الدول العربية بتسليح المعارضة ضد نظام بشار الاسد.
التعليقات