يحيي لبنان الذكرى الثامنة لانسحاب الجيش السوري، غير أن الكثيرين يرون أن سوريا لا تزال موجودة سياسيًا في بلدهم.


بيروت: يؤكد النائب خالد زهرمان ( المستقبل) لـquot;إيلافquot; أن ذكرى انسحاب السوريين كانت مهمة للبنان، ولكن كنّا نتمنى أن يكون الانسحاب عسكريًا وسياسيًا ايضًا، الانسحاب العسكري حدث منذ 8 سنوات، ولكن للأسف لا انسحاب سياسي، ولا يزال النظام السوري يتدخل بالشؤون الداخلية في لبنان، رغم أن قبضته خفّت عن السابق، لكنما زلنا نعاني من هذا التدخل في الشؤون اللبنانية، واخيرًا شهدنا مشهد دمشق، حيث دعا الرئيس السوري بشار الاسد القادة اللبنانيين وكأنه يلقي عليهم محاضرة، ونتمنى أن يزول هذا النظام وتعود العلاقات طبيعية بين لبنان وسوريا، وهما شعبان لا تفرقهما الا هذه الانظمة القمعية.

ويشير زهرمان الى الحكومة السابقة التي تشكلت في دمشق، وبعد الثورة السورية والتداعيات التي حصلت في الداخل السوري، خفت القبضة السورية، ولكن لا يزال هذا النظام يتعامل مع الداخل اللبناني إن لم يكن مباشرة كما في السابق فعن طريق حلفائه.

ويلفت زهرمان أنه للاسف ما زال هناك ولاء للخارج وحتى بعض الفرقاء الذين نعتبرهم سياديين عادوا وربطوا مصيرهم بالخارج، فنعرف كيف كان خطاب العونيين قبل العام 2005، وبعده كيف تحول وارتهن للنظام، الانسحاب العسكري لم يكن الحل الشافي لكل مشاكلنا، ولا يزال بعض الفرقاء لديهم ارتباطات خارجية.

ويؤكد زهرمان وجود ادوات تابعة للنظام لا تزال مدججة بالسلاح، وحلفاء النظام لم يتعاطوا مع شركائهم في لبنان من خلال السياسة بل بالسلاح، فالبديل عن قمع جيش النظام السوري السابق كان سطوة السلاح التي شاهدناها ولا نزال نعاني منها حتى اليوم.

ويرى زهرمان أن الجيش السوري خلال 30 عامًا من تواجده في لبنان فكك مكونات الدولة واتبع سياسة فرِّق تسُد، ولم يجعل لبنان يقوم من جديد بل امسك بكل المؤسسات وانشأ زبانيات له، كانت موزعة في كل مؤسسات الدولة وتعيث فسادًا في البلد.
ولم يسمح هذا النظام بتطبيق اتفاق الطائف كما يجب.

والمطلوب برأيه اليوم خطاب وطني والتعاطي من كل الفرقاء اللبنانيين بلغة الحوار وليس بلغة السلاح، مع قناعة لدى الجميع أن الخارج لا يمكن الا أن يجلب الويلات الى لبنان، ومشاكلنا لا تحل الا بالحوار البناء، الذي يبني مستقبلاً مستدامًا وليس الحوار الموقت كما شاهدناه مع طاولة الحوار سابقًا التي كانت بمثابة جرعة تخدير فقط، بل يجب بناء مفهوم المواطنة ولغة الحوار.

حتى يحقق لبنان استقلاله

بدوره يرى النائب نعمة الله ابي نصر ( تكتل عون) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن انسحاب الجيش السوري من لبنان منذ 8 سنوات يشكل اعادة القرار السياسي الى اللبنانيين، بمعنى أن الاستقلال بمعناه الصحيح تحقق حينها، وتحقق رفع الوصاية، وانهاء شعار الوجود السوري شرعي وضروري وموقت.

ويلفت ابي نصر أن الانسحاب شكّل ايضًا تحديًا للبنانيين اذ اصبح قرارهم بيدهم، فاذا تعثروا بعد هذا القرار من خلال عدم استطاعتهم اصدار قرار إلا بوحي من الخارج سواء كان سوريًا أو غيره، سعوديًا أو ايرانيًا ، فإن هذا التحدي لم ينفع اللبنانيين بشيء.

ويضيف ابي نصر :quot; كانوا يقولون إن قانون الانتخاب صنع في الشام ونفذ في بيروت، مفترض أن يصنع وينفذ في بيروت، واي قرار داخلي يجب أن يكون من انتاج لبنان وتصنيعه.

نحتاج الى قرارات، سواء قانون الانتخاب أو تأليف الحكومة، تكون انتاجاتها محلية لبنانية صرفًا، ولا يكون هناك أي تدخل سوري أو سعودي أو ايراني والا فنحن لا نستحق الاستقلال.

ويرى ابي نصر مع الاستقلال الصحيح يجب ألا يكون هناك أي تأثير للسياسات الخارجية على الساحة اللبنانية، وإلا لا نكون قد استعدنا قرارنا، القيادي الحر المستقل.

ويؤكد ابي نصر أننا اليوم نعيش حساسية مذهبية، بين الطوائف الكبيرة، والامر اخطر من الوجود الاجنبي في لبنان، ويضيف:quot;عنيت بها أنها كانت في البداية بين المسيحيين والمسلمين، واليوم نراها بين السنة والشيعة وهو امر لا يشجع على الوحدة الوطنية اللبنانيةquot;.

ويرى ابي نصر أن هناك لبنانيين كثرًا مرتهنين الى الخارج، رغم السلبيات الكثيرة التي اوجدها الجيش السوري خلال 30 عامًا من تواجده في لبنان، والمطلوب اليوم برأيه الوحدة الوطنية واحترام المؤسسات.