اتفقت الموالاة والمعارضة على تسمية تمّام سلام رئيسًا للحكومة اللبنانية العتيدة، ما شكل ظاهرة بحد ذاتها، ومرحلة جديدة قد تؤسّس لحوار مبني على مبدأ درء الفتنة.


بيروت: يأمل النائب خالد زهرمان (المستقبل ) في حديثه لquot;إيلافquot; ان يكون الاجماع على رئيس الحكومة العتيد تمام سلام بداية لحل الاشكاليات الموجودة بين قوى 14 و8 آذار/مارس، ولكن حتى الآن تبدو الامور غير سائرة بهذا الاتجاه، ويجب الاتفاق في بادئ الامر على تأليف الحكومة، وبعدها نذهب الى طاولة الحوار لبحث مختلف الامور، ونتمنى ان تكون الاجواء ايجابية اكثر.

عن القطبة المخفية وراء التوافق بين قوى 14 و 8 آذار/مارس على تكليف النائب تمام سلام رئيسًا للحكومة يقول زهرمان لا نريد ان نخوض بما يقال عن ذهاب العهد السعودي الايراني ومجيء العهد السعودي فقط اليوم، بل كان هناك توجه من فريق 14 آذار/مارس، بالتوافق مع النائب وليد جنبلاط بتسمية تمام سلام، ثم عاد فريق 8 آذار/مارس وقبل بهذه التسمية، مع مباركة سعودية للموضوع، وشبه الاجماع حول تكليفه هل يشير الى توافق بين من يتعاطون بالملف اللبناني خارجيًا؟ لا يزال الوقت باكرًا للتحليل في هذا الخصوص يشير زهرمان.

ويلفت زهرمان الى ان التأليف سيشهد عقبات اكبر من التكليف، لانه منذ الآن هناك تباينات في وجهات النظر حول عناوين هذه الحكومة، ففي حين نطالب ونتمنى ان تشكل حكومة حيادية مؤلفة من اشخاص غير مرشحين او حكومة تكنوقراط، يُصِّر الفريق الآخر على تأليف حكومة سياسية وتوافقية، وموقفنا من منطلق ان الحكومة السياسية تفتح بابًا لتأجيل الانتخابات، وفتح البلد على تهديدات ليست من مصلحة لبنان ان تُمدد الازمة. ويبدو ان عملية التأليف لن تكون بالامر السهل كما تمت عملية التكليف.

ويؤكد زهرمان ان لكل فريق ارتباطاته، ولكن هذه المرة تأتي التسمية بنكهة لبنانية اكثر من كل مرة، وموضوع التكليف كان باشارة فقط سعودية.

ويرى زهرمان انه حان الوقت كي تتفق قوى 8 و 14 آذار/مارس على الامور الخلافية، وقلنا مرات عدة انه يجب ان نتفق لان لبنان كما نعرف لا يمكن حمايته من التبعات التي تحصل في المنطقة وخصوصًا في سوريا، لان التوافق يحصِّن الساحة اللبنانية، من التداعيات الامنية، وبالسابق قلنا انه يجب على هذه الحكومة ان ترحل لانها تمثل فريقًا معينا من اللبنانيين ويجب ان تدار هذه المرحلة بحكومة انقاذية وحكومة ازمة. ومنفتحون على الحوار مع الفريق الآخر ونتمنى ان يكون هناك حوار جيد في المستقبل.

انتهاء تسمية المعارضة والموالاة

بدوره يتحدث النائب مروان فارس ( الحزب السوري القومي الاجتماعي) لquot;إيلافquot; عن الظاهرة الجديدة على الساحة اللبنانية وهي الاتفاق بين 8 و14 آذار/مارس على الاجماع في تسمية تمام سلام رئيسًا للحكومة اللبنانية، وهذا الاجماع دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري ليتكلم عن معارضة سابقة وموالاة ايضًا سابقة وهذا يعني ان هناك تحولات لا بد ان تظهر في تأليف الحكومة، وبحسب ما بدأ يصرِّح به تمام سلام هي حكومة لجميع المشاركين في الحياة السياسية اللبنانية، واعتقد ان مفصل تشكيل الحكومة سيُحدِّد اطر التموضع السياسي، لا شك بان هناك شعورًا بان اخطارًا عدة تحيط بلبنان في المرحلة المقبلة، خصوصًا وان التطورات الاقليمية خطيرة، ولكن اللبنانيين يتوقعون من الاجتماع الاميركي والروسي في حزيران /يونيو، ان يكون هناك معطيات جديدة في سوريا وبالتالي في لبنان مع انعكاس اكيد للاوضاع في سوريا على لبنان، لان العلاقة بين البلدين كبيرة ومحكومة باتفاقيات بينهما.

ويرى فارس ان هناك اتفاقا عربيا ودوليا ومحليا على ابعاد لبنان عن ازمات متلاحقة في المنطقة، وهذا لمصلحة اللبنانيين، وامام رئيس الحكومة العتيد تمام سلام مهمة تتعلق بالانتخابات النيابية وهذا مفصل لا بد ان يؤخذ في الاعتبار بجانب الاستقرار الامني، وكل المعطيات تشير الى ان هناك مرحلة مقبلة في لبنان نأمل ان تكون لمصلحة كل اللبنانيين.