بعد قطع بعض الطرق في بيروت ومناطق لبنانية عدة على خلفية أن أحمد الأسير مطوّق داخل مسجده، تصاعد الاحتقان الداخلي، رغم ذلك يؤكد البعض أن لا مصلحة لأي فريق بتفجير الوضع اكثر.
بيروت : يرى الكاتب والمحلل السياسي نبيل بو منصف في حديثه لـquot;إيلافquot; أن الاحتقان في لبنان وصل الى ذروة غير مسبوقة، وما شاهدناه في الاسبوعين الماضيين، سواء من خلال الملاسنات بين الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وامام مسجد رباح في صيدا احمد الاسير، أو بين وزير الطاقة جبران باسيل وتيار المستقبل، وحتى البارحة ما جرى من تطويق للاسير داخل مسجده وقطع الطرق في مختلف المناطق، وغيرها كلها تظهر أن التشنج وصل الى مرحلة قد تكون الاخطر منذ اكثر من أربع سنوات، ومع ذلك، يضيف بو منصف:quot; لا اتوقع أن نشهد انفجارًا في لبنان، لأن التجربة اظهرت أننا اليوم نعيش على خط التوتر المتصل بالازمة السورية، ولكن خلال عامين من التجربة منذ بدء الثورة السورية حتى اليوم، ظهرت بعض الخطوط الحمراء، ومن لديه القدرة في تفجير الوضع عسكريًا هو حزب الله بالدرجة الاولى، ولا مصلحة لديه اليوم، أن يصل الوضع الى الانفجار ، والفريق السني لا مصلحة ولا قدرة له ايضًا، خصوصًا أن الشارع السني الكبير يمثله تيار المستقبل اكثر من أي فريق آخر، رغم الحركات السلفية، يبدو أن هناك خطًا احمر ألا يذهب الوضعالى انفجار كبير في المنطقة، ويلفت بو منصف الى اننا غير ذاهبين الى حرب اهلية يشعلها الافرقاء كافة.
رغم ذلك بعض اللبنانيين اليوم يتحدثون عن تطور ما لتلك التشنجات قد يؤدي الى انفجار ما بين فريقي 14 و8 آذار/مارس، في هذا الصدد يقول بو منصف من حق اللبنانيين اليوم أن يتخوفوا، لأن الوضع في البلد متفلت بطريقة مخيفة، والدولة هي أضعف الضعفاء بين الافرقاء، لأن ضعف الدولة يجعل الناس يخافون، ويتكلون على القرار السياسي للقوى المتصارعة، ورغم كل جهود الدولة لا تزال تظهر وكأنّها خاضعة لقوى الامر الواقع مع الحديث عن الامن بالتراضي، وهذا يجعل الكل خائفين من اهتزاز السلم الاهلي، فاحداث كثيرة حصلت لكن في الوقت ذاته، من زاوية اخرى، رغم تواتر كل تلك الاحداث بشكل يومي من طرابلس الى عكار الى عرسال الى صيدا الى مناطق اخرى، كان احتواؤها معقولاً، ولا خطر محدق على السلم الاهلي.
واذ يشدد بو منصف أن من حق بعض اللبنانيين أن يخافوا، ومفاعيل هذا الخوف كبيرة على المستوى الاقتصادي والتوترات الاهلية، الا أن الخطوط الحمراء لا تزال ثابتة ولم تنهر.
تأزم محدود
ولدى سؤاله هل الحديث اليوم عن انفجار ما يشبه ما كان سابقًا من تأزم مسيحي اسلامي انطلق منذ العام 1975 وادى الى حرب اهلية ، يجيب بو منصف:quot; ايام عهد حرب الـ1975 كان العامل الخارجي خطيرًا ويتمثل بالفلسطينيين، اليوم العامل الخارجي الاخطر هو مفاعيل ما يجري في المنطقة والبديل هو الخطر المذهبي، ولكن ليس بالضرورة أن يُعيد التاريخ دائمًا نفسه، وقد تغيّرت الظروف اليوم.
كيف السبيل اليوم لتفادي احتمال تطوير أي احتقان الى حرب اهلية بين مختلف الفرقاء؟ يرى بو منصف أن هناك حلاً سريعًا لا يمكن الهروب منه وهو اجراء الانتخابات النيابية حتى لو تأجّلت، عندها يمكن معرفة اذا كان البلد يتجه نحو تسوية سياسية تخفف 80% من عملية أي احتقان، شرط أن تكون التسوية ماكنة ومتينة وقابلة للحياة مع قانون انتخابي معقول، وبتسوية سياسية تحمي الامن، واكبر دليل على ذلك الطائف والدوحة.
مصلحة اسرائيلية
عن مصلحة اسرائيل اليوم بتأجيج الامور في لبنان فهي بالنسبة لبو منصف المستفيد الاول والاخير في هذا الموضوع، والامر بديهي، وكل ما يجري في الشرق الاوسط من توترات، فإن المستفيد الاول والاخير هو اسرائيل.
ولا يرغب بو منصف بامكانية تصور ولو ضئيلة ما ستجرّه الاحتقانات في لبنان إن تطورت، لأنها سوف تقضي مع الاحتمال الضئيل بحدوثها،على لبنان الذي نعرفه، وأثرها يكون اخطر مما يكون قد حصل للبنان منذ اكثر من اربعين عامًا.
ويلفت بو منصف أن الدول العربية هي مشتعلة اصلاً ولبنان هو مكب الدول العربية، والمشاكل قد تأتي من تلك الدول، ولم يعد للبنان تأثير على تلك الدول في حال تطوّرت المشاكل فيهبل سيكون التأثير منها إلينا.
التعليقات