بين رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط معركة خفيّة عنوانها قانون اللقاء الارثوذكسي، ما دفع بجنبلاط اخيرًا الى القول بأن جعجع كان زعيمًا للسنة لكنه عاد الى ما كان عليه.


بيروت: ينتقد رئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بشدة داعمي الأرثوذكسي، في مختلف المحاور واللقاءات، ويؤكد أنه كانت لرئيس القوات اللبنانية سمير جعجع حاضنة وطنية، وكان زعيمًا للسنة، لكنه اليوم عاد إلى ما كان عليه. في هذا الصدد، يرى النائب فادي كرم ( القوات اللبنانية ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن علاقة رئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط برئيس القوات اللبنانية تعتبر عادية بين شخصين وتوجهين، ونتجنب اليوم الرد على كلام ووصف لا يعطي الواقع الحالي موقعه الصحيح، فالواقع اليوم أن هناك قانونًا انتخابيًا يعرف بالستين، انتهت مدته ولم يعد يصلح ومرفوض من قبل شريحة كبيرة من اللبنانيين وبخاصة من معظم المسيحيين، لهذا السبب لا الزعيم وليد جنبلاط يستطيع اقناع الناس بضرورة البقاء على قانون الستين، ولا طبيعة الامور من خلال عدم قبول جعجع بقانون اعتبر غير منصف من الاساس للمسيحيين، رغم ذلك نتجنب الغوص بتفاصيل وأوصاف تعود الى مطلقها.

ويضيف كرم يعود الى جنبلاط اتخاذ موقف بعد اقرار قانون انتخابي، ونقول إن قوى 14 آذار/مارس مستمرة إن كان انضم اليها جنبلاط أم لا، لأن أهداف 14 آذار/مارس وشعبها والخط الوطني لها لا تزال امامها معارك كثيرة لاجل السيادة والدولة اللبنانية.

ولدى سؤاله هل يكون رفض مشروع اللقاء الارثوذكسي من قبل المستقبل وجنبلاط مدخلاً كي يحل جنبلاط مكان جعجع في قوى 14 آذار/مارس؟ يجيب كرم :quot; إنها أمور غير مطروحة اليوم وليست اساس المعركة السياسية الموجودة حول القانون الانتخابي، ولا يهم من يتزعم 14 آذار/مارس، المهم أن تستمر بنضالها للوصول الى اهدافها.

ولا يرى كرم أن قوانين الانتخاب ستقلب التحالفات رأسًا على عقب، لأن الخطين اليوم بين 8 و14 آذار/مارس هما في نزاع سياسي، واستراتيجي ايضًا، ومرحلة الانتخابات هي مجرد مرحلة ضمن هذا الصراع ثم تصطف الامور في ما بعد، لأن 14 آذار/مارس لن تقبل بعد الانتخابات، إن كانت متضامنة أم لا، أن تستمر ازمة دويلة حزب الله وربط لبنان بالنظام السوري والايراني، ولا حتى 8 آذار/مارس ستقبل أن تخرج من استراتيجيتها الاقليمية في المنطقة والصراع مع الانظمة.

ويؤكد كرم أن لا صراع مسيحي- درزي على خلفية التباين في قوانين الانتخابات، ويرى أن النقاش مفيد بين الجميع خصوصًا مع تيار المستقبل، للوصول الى تصور افضل على صعيد القانون الانتخابي الذي يعطي تمثيلاً افضل للمسيحيين في الوقت الذي يبقى الارتباط الوطني موجوداً بين كل الطوائف والمذاهب.

ويصف العلاقة بين المستقبل والقوات اللبنانية بالجيدة يشوبها بعض الاختلاف بالآراء في ما خصّ الموضوع الانتخابي، ولكن سينتهي هذا الموضوع في وقت سريع جدًا، اما علاقة القوات بالحزب الاشتراكي ليست كما العلاقة مع المستقبل لكنها ليست تصادمية مع محاولات للتفاهم في ما بينها.

المستقبل: لا استحالة بعودة جنبلاط الى 14 آذار/مارس

اما النائب رياض رحّال ( المستقبل ) فيؤكد لـquot;إيلافquot; أنه يجب التوجه بالسؤال الى النائب وليد جنبلاط ماذا يعني بأن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع كان زعيمًا للسنة وعاد على ما كان عليه، اما بالنسبة للنائب جنبلاط فلا أمر مستحيل بعودته الى قوى 14 آذار/مارس، ففي السياسة لا خصومات دائمة برأيه، والامور تتعلق بظروف البلد ومصلحته، وتعنّت بعض الاطراف كان لخراب البلد، ومن المعروف أن جنبلاط يقرأ الاحداث جيدًا، ودائمًا كان يقول إنه كتلة وسطية لمصلحة البلد.

ويرى رحّال أن quot;قانون الفرزليquot; أو quot;ما يسمى باللقاء الارثوذكسيquot; لن يجدي نفعًا والجميع كان يريد قانونًا انتخابيًا مناسبًا، لذلك كان يجب العودة الى الطائف ويكون القانون على ما نصت عليه الاستحقاقات السياسية في الوفاق الوطني، وهذا ما دعا اليه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عندما قال بضرورة تطبيق الطائف وانشاء مجلس الشيوخ، والتعهد بالغاء الطائفية السياسية من مجلس النواب، وتطبيق اللامركزية الادارية، والانتخاب لسن الـ18، كل هذه الاصلاحات السياسية سوف تأخذ البلد الى الديموقراطية والدولة المدنية، وكل ما يُحكى اليوم مضيعة للوقت، ومرتبط بأحداث المنطقة، وquot;أرى كل من يعمل اليوم من اجل تمرير الوقت فقط، ولا يريدون انتخابات،وفقط مشروع الحريريسينجح، اذا، فعلاً، ارادوا قانون انتخابات عادلاًيكون فيهصحة للتمثيلوتطبيق الطائف، التثبت بمشروع الحريري ضروري، وهذا الاساس.

ويصف رحّال العلاقات اليوم بين جعجع وتيار المستقبل فيؤكد أن الخلاف اليوم في 14 آذار/مارس ومع الكتائب اللبنانية والقوات، من خلال مشروع اللقاء الارثوذكسي، الذي جرى من خلاله مزايدات مسيحية، وانجرّ البعض الى هستيريا العونيين، وتمت زعزعة 14 آذار/مارس، لكن الثوابت الوطنية لـ 14 آذار/مارس لا تزال هي ذاتها، رغم انجرار الموارنة نحو هذا القانون كي لا يخسروا الصوت المسيحي، لأنهم يعتبرون أن النائب ميشال عون يقول دائمًا إنه أرجع حقوق المسيحيين، ونتساءل أي حقوق أرجعها، لم يقم الا بخراب المسيحيين ولبنان، والمزايدات، كما ذكرت، زعزعت 14 آذار/مارس الا أن هذا كله سينتهي لأن الثوابت الوطنية واحدة، و14 آذار/مارس ليست فقط مؤلفة من قياديين بل هي عملية شعب.